قال مسؤول بجهاز الشرطة العراقية في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمالي البلاد، اليوم الثلاثاء، إنّ قوة أمنية أحبطت، مساء أمس الإثنين، محاولة إدخال شحنات متفجرة إلى المدينة، تحتوي عبوات ناسفة شديدة التفجير وقنابل وأسلحة، في حادث هو الأول خلال هذا العام، بالمدينة التي ما زالت تعاني من آثار حقبة سيطرة تنظيم "داعش"، وما خلفته من دمار واسع.
وأضاف المسؤول الأمني الذي فضّل عدم ذكر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ الشحنة احتوت على 20 قنبلة، و6 مسدسات مزود أحدها بكاتم للصوت موضوعة داخل حقيبة كبيرة شمالي الموصل، وكانت في طريقها إلى المدينة.
وأشار إلى أنّ قوة من الاستخبارات باشرت التحقيق في الحادث بعد العثور على وثيقة مع الشحنة المتفجرة تتضمن أسماء بعض المناطق والأحياء السكنية في الموصل، يرجح توزيع المتفجرات داخلها "للقيام بأعمال تهدد الأمن في المدينة".
من جهته، قال مصدر أمني آخر طلب عدم الكشف عن هويته، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ الشحنة المتفجرة وجدت في ساحة فارغة، وكان الهدف من تركها هو استلام الطرف الآخر لها، "لكن العملية أحبطت بوصول قوات الأمن في الوقت المناسب"، مضيفاً أنّ "التحقيقات ما زالت متواصلة، خاصة وأنّ المتفجرات بحالة جديدة ولا يبدو أنها من مخلفات تنظيم داعش المعتادة والمستخدمة من قبل خلاياه".
ويأتي الكشف عن الواقعة بعد ساعات من إعلان حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، عقد اجتماع للجنة العليا المكلفة بملف إعادة إعمار مدينة الموصل.
وتقدر السلطات العراقية نسبة الدمار الذي حلّ بالموصل عقب سيطرة تنظيم "داعش" على المدينة منتصف عام 2014 وما أعقبه من قصف ومعارك مباشرة، بأكثر من 80%، طاول في معظمه ممتلكات عامة وبنى تحتية، فيما بلغت حصيلة الضحايا المدنيين نحو 40 ألفاً جراء القصف والمعارك، عدا عن آلاف المفقودين الذين ما زال مصيرهم مجهولاً حتى الآن.
ويعتبر ملف انتشار المليشيات والفصائل المسلحة داخل الموصل، أحد أبرز مشاكلها الأمنية التي دخلت أخيراً ضمن مطالب القوى السياسية والبرلمانية للحكومة بضرورة إخراجها وحصر مسؤولية الأمن بالقوات النظامية.
وتعليقاً على ما جرى، قال الخبير بالشأن السياسي والأمني العراقي، علي الشيخلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ الحادث يؤكد ضرورة تسلم قوات الشرطة والجيش مسؤولية الأمن في الموصل وضواحيها واستبعاد أي عناوين أخرى، مثل الفصائل المسلحة التي ما زالت تنشط داخل المدينة، رغم مرور نحو 7 سنوات على انتهاء صفحة المواجهات المسلحة.
وأضاف الشيخلي أنّ "الحادث في حال لم يكن له أي ارتباطات بنوايا إرهابية لبقايا تنظيم داعش، فهو مرتبط بطبيعة التنافس بين المليشيات والجماعات المسلحة وكذلك محاولاتها تحريك ملف أمن الموصل سلباً، مع كل مرة تتصاعد فيها دعوات الناس لإخراجها، في محاولة منها (الجماعات) لإثبات أنّ وجودها ضروري وأنّ الأمن ما زال هشاً".