الأمن الجزائري يعتقل مسلّحاً عائداً من شمال مالي

13 مارس 2021
الجيش الجزائري يشن عمليات نوعية ضد المجموعات المسلحة(فاروق باتيش/فرانس برس)
+ الخط -

اعتقلت أجهزة الأمن الجزائري "إرهابياً" مطلوباً حاول التسلل إلى داخل البلاد عبر الحدود مع مالي، في عملية أمنية هي السادسة من نوعها منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الجزائرية، في بيان، اليوم السبت، إن "المصالح الأمنية التابعة للجيش ألقت القبض على الإرهابي المسمى عبد العزيز ولد مانتو، في منطقة تمنراست أقصى جنوبي الجزائر، بعد محاولته دخول البلاد بطريقة غير شرعية عبر الحدود مع مالي".
وأوضحت الوزارة في بيانها أن "الإرهابي ولد مانتو، مطلوب للقضاء، وكان ملاحقاً"، مبينة أن العملية "تأتي لتؤكد عزم ويقظة قوات الجيش على تعقب هؤلاء المجرمين عبر كامل التراب الوطني، وقطع كل أشكال الدعم والإشادة بالجماعات الإرهابية". 

ويُعد ولد مانتو سادس الموقوفين العائدين من مناطق تمركز تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وتنظيم "أنصار الدين شمال مالي"، والذين يقعون بين يدي السلطات الجزائرية، منذ الإعلان عن صفقة التبادل بين فرنسا وتنظيم "أنصار الإسلام" بداية شهر أكتوبر الماضي.
وفي 27 يناير/كانون الثاني الماضي أعلنت السلطات توقيف أحد مسلحي تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، ويدعى العربي لادمي مهدي، بعد تسع سنوات من العمل في صفوف المجموعات الإرهابية في منطقة الساحل، وسبقه بأسبوعين استسلام ناشط في المجموعات المسلحة في منطقة الساحل، يدعى مهري محمد، ومعروف بـ "رويبح"، حيث كان ينشط في صفوف الجماعات الإرهابية منذ عام 2011. 
وفي 30 نوفمبر/تشرين الثاني سلم المسلح بن خية عيسى نفسه لقوات الجيش الجزائري، بعد سنتين من العمل في صفوف الجماعات الإرهابية. وفي الفترة ذاتها كانت أجهزة الأمن الجزائرية قد اعتقلت مسلحا هو أول المفرج عنهم في إطار صفقة "صوفي بترونين" بين فرنسا وتنظيم "أنصار الدين" المتمركز في شمال مالي، ويدعى مصطفى الجزائري بعد عودته إلى الجزائر.

 كذلك اعتقل المسلح الحسين ولد عمار ولد مغنية، المدعو "مايس"، البالغ من العمر 32 عاماً، في منطقة تيمياوين (بلدة حدودية تقع على خط تماس مع منطقة شمال مالي) بولاية تمنراست أقصى جنوبي الجزائر، وهو أيضاً من بين المفرج عنهم في الصفقة الفرنسية ذاتها، مباشرة بعد عوته إلى الجزائر. 
في السياق، قال الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة في الساحل، حسين أغ عيسى لـ"العربي الجديد"، إن "تكثيف واهتمام الجزائر ببرنامجها المشهور:" استقبال الجزائريين التائبين" وراء كل هذه الإنجازات".
وأوضح: "عُرفت الجزائر بإعادة تأهيل هؤلاء المسلحين وإعادة دمجهم في المجتمع، ما شجع المقاتلين على تسليم أنفسهم داخل الأراضي الجزائرية".
وأكد أن "برنامج المصالحة في الجزائر يمثل فرصة لهؤلاء، مقارنة مع مقاتلي دول أخرى يلتحقون بالتنظيمات الجهادية ثم يريدون التوبة لكنهم يتخوفون من العقاب".
ورأى الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة في الساحل أن "الجزائر هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمكنت من فتح قنوات مماثلة لاستقبال هؤلاء، وحتى المقاتلون السابقون الذين كانوا في سجون مالي وألقي عليهم القبض في الجزائر، يدركون جيداً أنهم لن يدخلوا الأراضي الجزائرية بالطرق التي دخلوا بها من دون أن يتم القبض عليهم، وبرأيي أرادوا فقط تسليم أنفسهم ولم يكن لديهم طريقة اتصال فاختاروا الدخول سراً".
وعلى الرغم من أن بعض المراقبين يعتقدون أن اشتداد المواجهات في الساحل بين مجموعات تنظيم "القاعدة"، ومجموعات توالي "داعش"، دفع ببعض المسلحين إلى الخروج من منطقة المواجهات ومحاولة العودة إلى الجزائر، إلا أن الباحث آغ عيسى لا يرى ذلك دافعاً رئيساً لعودة المقاتلين من الساحل إلى الجزائر.
وقال: "لا اعتقد بأن للاقتتال دورا في عودتهم، وذلك لأن القاعدة هي التي تسيطر على المنطقة وليس عليها أي ضغط من قبل الدولة المالية، حتى يسبب ذلك لجوء أفرادها إلى دول أخرى، أعتقد أن الأمر يتعلق بقرارات شخصية لا اعتقد بأن للتنظيم يدا فيها، أعني تسليم الأشخاص أنفسهم".

المساهمون