الأمم المتحدة تعلن عن هدنة لشهرين في اليمن اعتباراً من السبت.. وفتح جزئي للمنافذ

01 ابريل 2022
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (Getty)
+ الخط -

أعلنت المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، مساء الجمعة، أن أطراف النزاع تجاوبت مع مقترح لإعلان هدنة إنسانية مدتها شهران قابلة للتمديد، اعتباراً من غد السبت، بالإضافة إلى رفع جزئي للحصار عن المنافذ البرية والجوية والبحرية. 

وقال غروندبرغ، في بيان، إنّ مقترح وقف إطلاق النار، الذي سيبدأ سريانه في الساعة السابعة مساءً من يوم غد السبت بتوقيت اليمن، سيشمل وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية، بما فيها الجوية والبرية والبحرية، داخل اليمن وعبر حدوده.

وأضاف أنّ الأطراف المتحاربة وافقت كذلك على دخول سفن الوقود ميناء الحديدة واستئناف الرحلات التجارية من مطار صنعاء، على أن تكون الرحلات إلى وجهات محددة سلفاً في المنطقة.

وهذا هو أول اختراق جوهري للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ منذ تعيينه مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي.

وقال الدبلوماسي السويدي، إنّ الإنجاز المحقق هو خلاصة شهرين من المشاورات المكثفة مع أطراف النزاع. 

ونصّ الاتفاق، الذي اطلع عليه "العربي الجديد"، على أن يتم تسيير رحلتين أسبوعياً إلى مصر والأردن، فيما ستدخل 18 سفينة مشتقات نفطية إلى ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين خلال مدة الهدنة. 

وفي ما يخص الحصار داخل المدن، اتفقت الأطراف اليمنية أيضاً على الالتقاء تحت رعاية الأمم المتحدة للبحث في فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى في اليمن. والهدنة قابلة للتجديد بعد مدة الشهرين بموافقة الأطراف.

وأعرب المبعوث الأممي عن شكره للحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين "للتعامل بحسن نية، وتقديم التنازلات الضرورية للوصول إلى هذا الاتفاق"، كما دعاهما إلى "الامتثال للهدنة بكامل عناصرها واحترامها واتخاذ جميع الخطوات الضرورية لتنفيذها فوراً". 

وقال غروندبرغ إنّ الهدف من هذه الهدنة "إعطاء اليمنيين استراحة من العنف هم بأمس الحاجة إليها، تُفرِّج عنهم  المعاناة الإنسانية، وأهم من ذلك الأمل في أن إنهاء هذا النِّزاع ممكن". 

وأشار المبعوث الأممي إلى أنه يخطط خلال شهري الهدنة لتكثيف عمله مع الأطراف بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار ومعالجة الإجراءات الاقتصادية والإنسانية العاجلة واستئناف العملية السياسية.

وأضاف "إنَّ هذه الهدنة ما هي إلا خطوة أولى آن أوانها بعد تأخر طويل. وجميع اليمنيين، من نساء ورجال وأطفال ممن عانوا كثيراً خلال سبع سنوات من الحرب، لا يتوقعون أي شيء أقل من إنهاء هذه الحرب. وعلى الأطراف العمل على تحقيق النتائج التي تتواءم مع هذه التوقعات.

وعلى الفور، رحّبت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين بالهدنة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة بكامل بنودها. 

واستبق وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك إعلان المبعوث الأممي بتغريدة أكد فيها أنّ الحكومة ستتخذ الإجراءات اللازمة لتسهيل ترتيبات إطلاق سراح أسرى، وفتح مطار صنعاء، وإطلاق سفن مشتقات نفطية عبر ميناء الحديدة، في خطوة تدعم الدعوة لإقامة هدنة.

وأعلن بن مبارك عن إطلاق سفينتين للوقود عبر ميناء الحديدة، قائلا إن هذه الخطوات تأتي بناء على توجيهات من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدعم المبادرات الإقليمية والدولية الداعية إلى الهدنة.

ورحب مبعوثا الأمم المتحدة والولايات المتحدة، الأربعاء، بتحركات الهدنة المؤقتة التي اتخذتها أطراف الحرب في اليمن باعتبارها خطوات مشجعة، في حين شددا على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار أكثر شمولاً.

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ قد انتقل، أمس، إلى العاصمة العمانية مسقط للقاء وفد جماعة الحوثيين، وذلك غداة حضوره حفل افتتاح المشاورات اليمنية في الرياض ولقاء عدد من المسؤولين اليمنيين والبعثات الدبلوماسية الأوروبية العاملة في اليمن.

وقال كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام، في تغريدة على "تويتر"، إنّ الوفد المفاوض للجماعة عقد، الخميس، لقاء مع غروندبرغ "لاستكمال النقاشات حول مقترح الهدنة الإنسانية والعسكرية برعاية الأمم المتحدة"، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

وكان المبعوث الأممي قد كشف، الأربعاء، أنّ الهدنة المحتملة في شهر رمضان "ستشمل معالجات إنسانية وتخفيف حدّة أزمة الوقود وتيسير حرية الحركة والتنقل"، في إشارة إلى رفع القيود عن تدفق المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة ورفع الحظر عن مطار صنعاء.

غوتيريس وجونسون يرحّبان

من جانبه، رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بإعلان الهدنة، آملا أن تتيح إطلاق عملية سياسية لسلام دائم في هذا البلد.

وصرح غوتيريس للصحافيين: "ينبغي الآن استخدام هذه الاندفاعة" للتأكد من "التزام (هذه الهدنة) في شكل تام وتمديدها"، مضيفا "هذا يثبت أنه حتى حين تبدو الأمور مستحيلة، يصبح السلام ممكنا حين تتوافر إرادة التسوية"، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".

وأضاف "أحض جميع الأطراف على اتخاذ التدابير الضرورية لدعم تنفيذ ناجح للهدنة وجعل آليات التعاون عملانية من دون تأخير" بهدف إحراز تقدم.

واعتبر أن الاتفاق المعلن "يفتح الباب لتلبية الحاجات الإنسانية والاقتصادية الملحة في اليمن (...) ولإعادة إطلاق عملية سياسية".

بدوره، رحب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسو بالاتفاق. وكتب في حسابه على "تويتر": "أمامنا الآن أخيرا فرصة للتوصل إلى سلام وإنهاء المعاناة الإنسانية.. أحث كل الأطراف على العمل صوب حل سياسي دائم".

المساهمون