استمع إلى الملخص
- ردت حكومة طالبان بتهديدات انتقامية، حيث وصف وزير الخارجية القصف بأنه استهداف للمدنيين، محذراً باكستان من تجاهل التاريخ وداعياً لمنع التصعيد العسكري.
- تشهد منطقة وزيرستان الباكستانية معارك بين المسلحين والجيش، مع تقارير عن سيطرة المسلحين على سوق مير علي ومقتل ضابط باكستاني.
أكدت البعثة الأممية في أفغانستان "يوناما"، أن قصف سلاح الجو الباكستاني في الـ24 من الشهر الجاري في الجنوب الأفغاني أدى إلى سقوط قتلى وجرحى مدنيين. وفيما تبنت إسلام أباد رسمياً تنفيذ العملية وبررتها بأنها أتت دفاعاً عن المواطنين الباكستانيين، جدد أكثر من وزير في حكومة طالبان التهديد بالانتقام.
وقالت البعثة الأممية في تغريدة لها، إنها لديها تقارير مؤكدة تثبت أن عشرات من المدنيين قتلوا وأصيبوا بجراح جراء القصف الجوي الباكستاني في ولاية بكتيكا في الـ24 من الشهر الجاري. وأكدت البعثة أن القوانين الدولية تفرض على الجهات المسلحة أن تتبنى خطوات تحافظ على حياة المواطنين خلال تنفيذ أي عملية، داعية إلى إجراء تحقيق مستقل في القضية لمعرفة مزيد من الملابسات، وتوفير الحقوق للضحايا.
في غضون ذلك، تبنت الخارجية الباكستانية رسمياً عملية القصف. وقالت الناطقة باسم الخارجية زهراء بلوش، في مؤتمر صحافي، إن العملية "جاءت من أجل حماية المواطنين الباكستانيين، ونُفِّذَت العملية ضد المسلحين الذين يعبثون بأمن باكستان". وقالت المسؤولة إن باكستان "تحترم سيادة أفغانستان، ولكن في الوقت نفسه تؤكد أنها تنفذ العمليات المسلحة استناداً إلى معلومات استخباراتية على الحدود بين الدولتين ضد المسلحين". وأكدت بلوش أن إسلام أباد طلبت مراراً من كابول التعاون من أجل القضاء على المسلحين الذين ينشطون داخل باكستان ويتخذون من الأراضي الأفغانية مقراً لهم.
إلى ذلك، هدد أكثر من مسؤول في حكومة طالبان بالانتقام وحذروا باكستان من مغبة ما قامت به. وقال وزير الخارجية الملا أمير خان متقي، في كلمة له أمام اجتماع لمسؤولين في حكومة طالبان في كابول الخميس، إن ما حصل في بكتيكا "خطير جداً، وإن الجيش الباكستاني استهدف المواطنين العزل من سكان وزيرستان القبلية الباكستانية، الذين هربوا من القتل بيد الجيش الباكستاني إلى أفغانستان واستهدفوا هنا، مع الأسف، جلّ القتلى والجرحى نساء وأطفال".
وشدد متقي على أنه ينصح باكستان بأن تراجع التاريخ وأن تستشير الروس والإنكليز وأميركا حول الهجوم على أفغانستان قبل أن تقوم بذلك، موضحاً أن باكستان يبدو أنها تجاهلت التاريخ، ونسيت أن الحرب مع الأفغان ليست مسرحية ولا لعبة، نحن لا نترك الانتقام لأحد.
كذلك طلب متقي من الشعب الباكستاني ومن بعض السياسيين الذين وصفهم بالشرفاء أن يمنعوا جهة تريد الحرب مع أفغانستان وتقوم بأعمال تحريضية، قبل فوات الأوان.
بينما ذهب وزير الإعلام وهو أحد مؤسسي الحركة الملا خير الله خيرخوا أبعد من ذلك. وقال في كلمة له أمام الاجتماع ذاته: "لا نستطيع أن نصبر كثيراً، نحن لا بد وأن نمشي مع إرادة القبائل الأفغانية، إنها تريد الانتقام من باكستان، ونحن سنفعل ذلك"، مخاطباً باكستان: "ستندمين كثيراً، ولكن بعد فوات الأوان".
وأكد المسؤول، قائلاً: "إننا لن نتردد في ملاحقتكم داخل بلدكم"، واصفاً باكستان بأنها لا تعرف عن التاريخ شيئاً، على حد قوله.
ميدانياً، تشهد منطقة وزيرستان القبلة الباكستانية منذ ليلة أمس معارك ضارية بين المسلحين وقوات الجيش الباكستاني. ويؤكد أنصار طالبان الباكستانية على منصات التواصل الاجتماعي أن المسلحين سيطروا على سوق مير علي الرئيسي بعدما انسحبت منه قوات الجيش الباكستاني، ولكن المصادر القبلية لم تؤكد هذه التقارير، غير أنها تتحدث عن وقوع مواجهات ضارية بين الطرفين.
وأعلن الجيش الباكستاني مقتل ضابط لديه برتبة عميد إثر تعرضه لكمين للمسلحين في شمال وزيرستان، مؤكداً في بيان أنه خلال الكمين تمكنت قوات الجيش من قتل سبعة مسلحين أيضاً.