قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، الأربعاء، إنه لا بد من محاسبة الأطراف المتحاربة في السودان على جرائمها في الصراع، الذي قد يتحول إلى أزمة إقليمية.
وقال المسؤول الأممي فولكر بيرتس للصحافيين في بروكسل إن القتال المستمر في السودان منذ ثلاثة أشهر قد يتحول إلى "صراع عرقي وقبلي وأيديولوجي، أقرب بكثير إلى حرب أهلية شاملة".
وأشار إلى أن الانتهاكات المتعددة لحقوق الإنسان التي تم ارتكابها، بما في ذلك "القتل والاغتصاب والنهب"، ولدت رغبة لدى السودانيين في التخلص من الجنرالات المتحاربين. وأضاف "ما أسمعه هو أن غالبية السودانيين لا يريدون استمرار هؤلاء الجنرالات بأي شكل من الأشكال في البلاد".
ورغم أنه لم يدع المحكمة الجنائية الدولية مباشرة إلى تقديم الجنرالات للعدالة، قال بيرتس إن "المحكمة الجنائية الدولية تراقب بالطبع - ليس من اختصاصي أن أطلب من المحكمة الجنائية الدولية اتخاذ إجراء، لكنني أعتقد أنهم يقومون بذلك"، مضيفاً "لقد مرت ثلاثة أشهر تقريباً على الحرب ولم يتمكن أي من الجانبين من تحقيق نصر حاسم".
وأشار إلى أن هناك مخاوف من أن تنخرط دول مجاورة للسودان في الصراع، محذراً من أن تتحوّل حرب السودان إلى صراع إقليمي وحرب أهلية.
ودعا بيرتس الدول التي تدعم الأطراف السودانية المتحاربة إلى التوقف عن تقديم الدعم، من أجل دفع الجنرالات السودانيين إلى التوقف عن إطلاق النار".
من جهتها، فرضت بريطانيا اليوم الأربعاء عقوبات على شركات قالت إنها مرتبطة بمجموعات عسكرية سودانية تقف وراء الصراع الدائر في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا.
وزير خارجية السودان: ننظر "بإيجابية" لمبادرة الوساطة المصرية
قال وزير خارجية السودان، علي الصادق، الأربعاء، إن بلاده تنظر "بإيجابية" لمبادرة الوساطة المصرية، معتبراً أن تحقيق أهدافها سيصعب في حال إقحام آخرين من خارج المنطقة.
وتستضيف مصر، الخميس "قمة دول جوار السودان"، التي تبحث سبل إنهاء الصراع الدائر بين الجيش وقوات "الدعم السريع".
وأضاف الصادق، في تصريحات إعلامية نقلها التلفزيون الرسمي "ننظر بإيجابية إلى المبادرة المصرية لبحث سبل إنهاء الصراع في السودان ونتمنى تحقيق أهدافها وحل مشاكل السودان"، لكن المسؤول السوداني رأى أنه "إذا كثرت أطراف المبادرة وتم إقحام آخرين من خارج المنطقة فيها (في إشارة إلى كينيا)، فمن الصعب تحقيق أهدافها".
واعتبر أن الرئيس الكيني وليام روتو، ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد "يريدان تحقيق بعض المكاسب في الإقليم"، مضيفًا أن "هذا لا يكون على حساب السودان".
والثلاثاء، أعلن السودان رفضه نشر أي قوات أجنبية على أراضيه، واعتبارها "قوات معادية".
واستنكرت الخارجية السودانية في بيان، تصريحات لروتو قال فيها إن "الوضع في السودان يتطلب بشكل عاجل قيادة جديدة تكون قادرة على إخراجه من الكارثة الإنسانية"، كما أعربت عن "دهشتها لتصريحات أبي أحمد بأن هناك فراغًا في قيادة الدولة، مما يفسر عدم اعتراف بقيادة الدولة الحالية".
والاثنين، تضمن البيان الختامي لقمة مجموعة دول "إيغاد" المنعقدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، دعوة الدول المشكّلة لقوات "إيساف" إلى عقد قمة من أجل النظر في إمكانية نشر القوة الاحتياطية في السودان.
وأعلن السودان، الاثنين، مقاطعة وفده الحكومي اجتماع اللجنة، معللاً ذلك بـ"انتظار الاستجابة لطلبه بتغيير رئاسة كينيا للجنة" المعنية بحل الأزمة في البلاد.
وفي 15 يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت الخارجية السودانية رفضها رئاسة كينيا للجنة كانت شكلتها المنظمة الحكومية الدولية للتنمية في شرق أفريقيا "إيغاد" في 12 من الشهر نفسه، لبحث إنهاء القتال ومعالجة الأزمة في السودان.
و"إيغاد" منظمة حكومية أفريقية شبه إقليمية تأسست عام 1969، تتخذ من جيبوتي مقرًا لها، وتضم أيضا كلا من إثيوبيا وكينيا، وأوغندا والصومال وإريتريا، والسودان وجنوب السودان.
ويتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتهامات ببدء القتال منذ منتصف إبريل/ نيسان الماضي، وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية لاشتباكات خلفت أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد على 2.8 مليون نازح داخل وخارج أفقر إحدى دول العالم، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.
(وكالات، العربي الجديد)