الأمم المتحدة تحذر من مخاطر إكراه اللاجئين السوريين على العودة لبلادهم

03 يوليو 2024
لاجئون سوريون يغادرون لبنان، سبتمبر 2018 (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- منظمة الأمم المتحدة ولجنة التحقيق الدولية المستقلة تحذران من الترحيل القسري للاجئين السوريين والعواقب الخطيرة مثل الاعتقال والاختفاء، مع التأكيد على استمرار الاحتلال غير القانوني وتدمير الممتلكات في سورية.
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان توثق أكثر من 1200 حالة اعتقال تعسفي في النصف الأول من العام، بما في ذلك استهداف العائدين قسرًا من لبنان، مما يعكس الوضع الأمني والقانوني المتردي.
- محادثات دولية بين تركيا وروسيا وبريطانيا تركز على إنهاء عدم الاستقرار في سورية والبحث عن حل سياسي للصراع، مع التأكيد على الحاجة لحماية اللاجئين السوريين ورفض الاعتداءات ضدهم.

حذرت منظمة الأمم المتحدة من أن اللاجئين السوريين يواجهون في عدد من البلدان بشكل متزايد الترحيل القسري إلى بلادهم، حيث يواجهون هناك مخاطر جسيمة. وقال رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسورية، باولو سيرجيو بينهيرو، اليوم الأربعاء، خلال الدورة 56 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، إن السوريين يواجهون خطر الترحيل والعودة القسرية بشكل متزايد. وأكد أن اللاجئين الذين عادوا في الفترة الأخيرة من البلدان المجاورة، يواجهون خطر الاعتقال أو الاختفاء أو أن يجدوا منازلهم ومزارعهم مدمرة، حيث لا سبيل لكسب الرزق في سورية.

ولفت بينهيرو إلى أن عمليات الاحتلال غير القانوني ومصادرة وتدمير المنازل والأراضي والممتلكات للنازحين داخل سورية، واللاجئين خارجها، تستمر بشكل بطيء، ولكن ثابت، مما يؤدي إلى تآكل حقوقهم بشكل أكبر، ويجعل احتمالات عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم أكثر صعوبة كل يوم. وأضاف أنه "بحسب ما ورد، تم اعتقال لاجئين سوريين عادوا مؤخرًا من لبنان ولم يعد مكان وجودهم معروفًا الآن. كما انتشر الاتجار بالمخدرات وتهريبها، بمشاركة فصائل مؤيدة للحكومة ومعارضة لها، مما تسبب في مزيد من انعدام الأمن".

وأوضح المسؤول الدولي أن "الإفلات من العقاب وانعدام القانون بات واقعاً قاتماً لجميع السوريين، حيث فشل زعماء العالم المتورطون في الصراع في سورية في تحقيق تقدم نحو تسوية سلمية، وهم والحكومة السورية يخذلون الشعب السوري". وأكد بينهيرو أن مسار التطبيع الذي قادته بعض الدول العربية، العام الماضي، و"الذي شهد عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، لم يسفر حتى الآن عن نتائج ملموسة، حيث لم تقدم الحكومة السورية أي تنازلات ذات مغزى" مستغرباً رضى المجتمع الدولي "بشكل غريب عن الحفاظ على الوضع الراهن".

وشدّد على أن الوضع الحالي "ليس خياراً قابلاً للتطبيق بالنسبة للشعب السوري، سواء داخل البلاد أم خارجها. ففي الداخل، تستمر الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري والتعذيب والموت أثناء الاحتجاز، في حين تنتشر أعمال العنف وانعدام الأمن في أجزاء مختلفة من البلاد، ويتدهور الاقتصاد. وفي البلدان المجاورة، يواجه السوريون خطر الترحيل والعودة القسرية إلى سورية بشكل متزايد، حيث يواجهون خطر الاعتقال أو الاختفاء، أو العودة ليجدوا منازلهم ومزارعهم مدمرة ولا سبيل لكسب الرزق".

من جانبه، سخر مندوب النظام السوري الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، حيدر علي أحمد، مما سماه "مزاعم الحرص على حقوق الإنسان" لدى المنظمة الدولية، قائلاً إن نظامه لم يعترف يوماً بما تسمى "لجنة التحقيق المعنية بسورية"، والتي قال إن منهجيتها واستنتاجاتها تتناقض مع المنظور المهني، واتهمها بالانفصال عن الواقع. واعتبر علي أحمد في كلمته أمام المجلس أن كلام بينهيرو "لا يستحق أي تعليق، إذ لا جدوى من الدخول في تفاصيل عمل هذه اللجنة، ولا أمل يرجى بمراجعتها لمنهجيتها واستنتاجاتها"، معتبرًا أن الدول التي تدعمها هي شريكة في سفك الدم السوري.

الشبكة السورية: اعتقالات تطاول اللاجئين السوريين

وعلى صعيد متصل، وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في تقريرها الصادر اليوم الأربعاء، ما لا يقل عن 1236 حالة اعتقال تعسفي، بينهم 56 طفلًا و30 سيدة، تحول 1007 منها إلى حالات اختفاء قسري في النصف الأول من العام الحالي.

وأكد التقرير أن عمليات اعتقال استهدفت اللاجئين السوريين ممن أعيدوا قسرًا من لبنان في منطقة الحدود السورية- اللبنانية عند معبر المصنع، بعد قيام الجيش اللبناني بحملات دهم واعتقال استهدفت اللاجئين السوريين في لبنان، وترحيلهم إلى الحدود السورية- اللبنانية، واقتيد معظمهم إلى مراكز الاحتجاز الأمنية والعسكرية في محافظتي حمص ودمشق. أوضح أن الشبكة وثقت منذ مطلع العام الجاري اعتقال ما لا يقل عن 126 شخصًا من اللاجئين الذين أعيدوا قسرًا من لبنان. كما سجل التقرير عمليات اعتقال استهدفت العائدين أثناء محاولتهم الوصول إلى مناطق عودتهم الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري، واستهدفت اللاجئين العائدين عبر المعابر مع لبنان والأردن، ومطار دمشق الدولي.

الملف السوري على طاولة أردوغان وبوتين

من جهة أخرى، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون في العاصمة الكازاخية أستانة، حيث تمحورت المحادثات بين الزعيمين حول عدة ملفات إقليمية ودولية هامة، بينها الملف السوري.

وأكد أردوغان خلال اللقاء أهمية اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء حالة عدم الاستقرار في سورية، مؤكداً عزم تركيا عدم السماح بـ"إقامة دولة إرهابية على حدودها المباشرة". وأكد استعداد تركيا للتعاون مع روسيا من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع المستمر منذ أكثر من 13 عامًا، والذي أودى بحياة مليون شخص. ورأى الرئيس التركي أن "مسار أستانة" وفر الأرضية لاجتماع النظام والمعارضة السورية، وأن تركيا تعمل على منع المزيد من إراقة الدماء من خلال قنوات مختلفة، وأنها ترغب في رؤية سورية دولة ديمقراطية ومزدهرة وقوية. وأكد أن "الحفاظ على سلامة أراضي سورية ووحدتها يشكل أولوية بالنسبة لتركيا".  

وقبل اللقاء بين أردوغان وبوتين، رحب المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف بـ"عملية إرساء السلام" في سورية، مؤكداً أن موسكو تبذل جهوداً كبيرة في هذا الشأن. وأكد وجود إرادة سياسية لدى أنقرة وموسكو لحل الملفات والمشاكل العالقة في الملف السوري.

كما أجرت المبعوثة البريطانية الخاصة إلى سورية، آن سنو، مباحثات مع رئيس هيئة التفاوض السورية بدر جاموس، تناولت الأوضاع في الشمال السوري ومستجدات العملية السياسية. وقالت المبعوثة البريطانية في تغريدة على منصة "إكس"، إنها بحثت مع جاموس اليوم الأربعاء، الأوضاع في شمال غرب سورية، والعمل المستمر للمعارضة مع المجتمع المدني لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254. ويأتي هذا الاجتماع في وقت تشهد فيه منطقة شمال غرب سورية توترات شديدة، رفضًا للاعتداءات العنصرية ضد اللاجئين السوريين في تركيا، ولجهود التقارب بين تركيا والنظام السوري.