وأثار قرار الرئيس الروسي تنديد الكثير من الدول، وخصوصا الولايات المتحدة التي دانت تصعيدا "مرفوضا"، فيما وصف حلف شمال الأطلسي سلوك موسكو بأنه "غير مسؤول".
واعتبر خبراء أن التصريحات الروسية تندرج في إطار "حرب نفسية" على الخصم، مؤكدين أن هذه الأسلحة النووية لن يتم استخدامها. لكن بعض هؤلاء الخبراء اعتبروا قبل بدء الحرب أن روسيا لن تعمد إلى اجتياح أوكرانيا على نطاق واسع.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر، يوم الأحد، قيادة الجيش بوضع قوات الردع النووي "في حالة تأهب قصوى"، في ظل ما اعتبرها تصريحات "عدوانية" من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك على خلفية التوترات مع الدول الغربية بعد الاجتياح الروسي لأوكرانيا.
وفي حديثه خلال اجتماع مع كبار مسؤوليه، أكد بوتين، يوم الأحد، أن القوى الرئيسية في حلف شمال الأطلسي أصدرت "تصريحات عدوانية"، إلى جانب فرض الغرب عقوبات مالية قاسية على روسيا، بما في ذلك على الرئيس نفسه.
وأمر بوتين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ورئيس الأركان العامة للجيش فاليري غيراسيموف، بوضع قوات الردع النووي في "نظام خاص للخدمة القتالية".
جونسون: بوتين يسعى إلى صرف الانتباه من خلال وضع الردع النووي في حال تأهب
في المقابل، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأحد، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باتخاذه قرار وضع قوة الردع النووي في حال تأهب، إنما يسعى لصرف الانتباه عن المقاومة الصلبة التي تواجهها القوات الروسية في أوكرانيا.
وقال جونسون، إثر لقائه أفرادا من الجالية الأوكرانية في لندن: "أعتقد أنه تجاهل لواقع ما يحصل في أوكرانيا. إنه شعب بريء يواجه عدوانا غير مبرر بالكامل، وما يحصل فعليا هو أنهم يدافعون عن أنفسهم ربما بفاعلية أكبر، بمقاومة أكبر مما كان يتصور الكرملين". وأشار إلى "صعوبات لوجيستية" واجهتها القوات الروسية.
ورأى جونسون أن الغزو الروسي "عملية كارثية خطط لها الرئيس بوتين بشكل سيئ"، مؤكداً أنه على قناعة بأنها "ستفضي إلى فشل". وأكد "لن ينجح في تحطيم أوكرانيا ونحن في المملكة المتحدة سنبذل كل ما في وسعنا للتحقق من عدم حصول ذلك".
وبشأن المفاوضات المقترحة والتي وافقت عليها كييف، قال جونسون إن لديه شكوكا حول نوايا بوتين موضحاً: "لم ألمس حتى الآن في تصرفه ما يدفعني إلى التفكير بأنه صادق".
ورداً على الهجوم الروسي في أوكرانيا، قررت الحكومة البريطانية تجميد أصول فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف فضلاً عن فرض عقوبات على أثرياء مقربين من الكرملين ومصارف روسية. وأعلنت بريطانيا الأحد أنها ستقدم لأوكرانيا مساعدة إنسانية جديدة بقيمة 40 مليون جنيه إسترليني (48 مليون يورو) تشمل معدات طبية على وجه الخصوص.
(فرانس برس، العربي الجديد)