الأمم المتحدة: النظام السوري غير متعاون في الملف الكيميائي

30 ابريل 2022
النظام يستخدم السلاح الكيميائي "بطريقة مروعة" (عز الدين إدلبي/ الأناضول)
+ الخط -

أكدت الأمم المتحدة أن إعلان النظام السوري إنهاء برنامجه الكيميائي لا يزال غير مكتمل. وفي حين أكد الاتحاد الأوروبي استخدام النظام السلاح الكيميائي "بطريقة مروعة"، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن بلاده ستواصل العمل لمحاسبة نظام الأسد على استخدامه المتكرر للأسلحة الكيميائية ضد شعبه.

وخلال استعراض ممثلة الأمين العام السامية لشؤون نزع السلاح ايزومي ناكاميتسو التقرير الشهري لمدير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول البرنامج الكيميائي لنظام الأسد، في جلسة مجلس الأمن بنيويورك، قالت إن "إعلان النظام السوري إنهاء برنامجه الكيميائي لا يزال غير دقيق وغير كامل، وأن هناك ثغرات وعدم اتساق في المعلومات بما لا يتفق مع مقتضيات قرار المجلس رقم 2118". 

وأكدت ان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس "يرفض بشدة أي استخدام للأسلحة الكيميائية في أي مكان، وتحت أي ظرف ومن جانب أي طرف، ويعتبر إفلات مستخدميها من العقاب أمراً لا يمكن قبوله".

تقارير دولية
التحديثات الحية

وطالبت النظام السوري بالتعاون التام مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مشددة على أهمية "تحديد هوية جميع من استخدموا الأسلحة الكيميائية ومساءلتهم".

من جهته، أثنى نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز على "الكفاءة المهنية" للعاملين في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مؤكداً أن نظام الأسد "استخدم أسلحة كيميائية ضد شعبه في ثماني مناسبات على الأقل منذ انضمامه إلى معاهدة الأسلحة الكيميائية، كما استخدم هذه الأسلحة 50 مرة على الأقل منذ بدء الصراع في سورية". واتهم روسيا بمواصلة "ترويج الأكاذيب في محاولة تقويض مصداقية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية".

وحث ميلز النظام السوري على التعاون الكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، كما دعا روسيا إلى "التصرف بمسؤولية ووقف جهودها لتقويض اتفاقية الأسلحة الكيميائية من خلال حماية النظام السوري من المساءلة عن استخدامه غير المبرر للأسلحة الكيميائية".

وانضم النظام السوري في 13 سبتمبر/ أيلول 2013 إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، بعد شهر من ارتكابه المجزرة الكيميائية في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وفي الشهر نفسه اعتمد مجلس الأمن الدولي قراره رقم 2118 الخاص بالأسلحة الكيميائية السورية.

بدوره، أكد الاتحاد الأوروبي في بيان أن النظام السوري استخدم السلاح الكيميائي "بطريقة مروعة ضد المدنيين، مما أسفر عن سقوط مئات الضحايا، بينهم أطفال".

 وأكد البيان أن الاتحاد الأوروبي "سيواصل العمل على المستويين الوطني والدولي من أجل التصدي للهجمات بالأسلحة الكيميائية وغيرها من الفظائع المرتكبة في سورية".

أما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن فقد قال إن "العالم شهد في السنوات الأخيرة استخدام نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، وتنظيم "داعش"، أسلحة ‏كيميائية في سورية، تتحدى المحظورات الأساسية لاتفاقية الأسلحة الكيميائية".‏

وأضاف الوزير الأميركي، في بيان رسمي بمناسبة الذكرى السنوية الـ 25 لبدء تنفيذ اتفاقية الأسلحة الكيميائية: "لا تزال سورية في حالة عدم امتثال لاتفاقية الأسلحة الكيميائية، وسنواصل العمل لمحاسبة نظام الأسد على استخدامه المتكرر للأسلحة الكيميائية ضد شعبه، كما سنواصل جهودنا لمحاسبة روسيا بسبب حمايتها النظام السوري من المساءلة عن استخدام السلاح الكيميائية".
 من جهته، اعتبر مندوب النظام السوري في مجلس الأمن بسام صباغ أن نظامه تعاون بشكل كامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وزعم صباغ في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول سورية بأن النظام قدّم للبعثة كل أوجه التعاون والتسهيلات اللازمة للقيام بعملها، إلا أن هذه البعثة لم تلتزم بمرجعيات العمل المتفق عليها "وانحرفت عن المهنية والاستقلالية المطلوبة في أدائها لعملها" وفق قوله.

وكانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" قد أكدت أن النظام السوري هو أكثر من استخدم الأسلحة الكيميائية في القرن الحالي، متسبباً في مقتل ما لا يقل عن 1510 أشخاص، وإصابة قرابة 12 ألفاً، خلال ما لا يقل عن 217 هجوماً كيميائياً.

المساهمون