مفاوضات بين الحكومة الأفغانية و"طالبان" بوساطة أميركية... والأكاديمي الأفغاني علي جلالي مرشح للحكومة الانتقالية

15 اغسطس 2021
وزير الداخلية الأفغاني الأسبق علي أحمد جلالي (فرانس برس)
+ الخط -

قالت مصادر في الرئاسة الأفغانية، لـ"العربي الجديد"، إن المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان" مستمرة حول تشكيل حكومة انتقالية بوساطة أميركية، وتحديداً عبر المبعوث الأميركي الخاص للسلام، زلماي خليل زاد. كما تثار تكهنات بتولي الأكاديمي الأفغاني والأستاذ الجامعي في أميركا، الدكتور علي أحمد جلالي، رئاسة الحكومة الانتقالية، التي قد تكون مدتها ستة أشهر أو أكثر.

وفيما وصلت قوات "طالبان" إلى مشارف العاصمة الأفغانية كابول وسيطرت على مديريات عدة، طمأنت الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان"، اليوم الأحد، سكان العاصمة كابول بعدم حصول القتال داخل المدينة، وأن المفاوضات بين الطرفين مستمرة من أجل تغيير السلطة سلمياً.

والدكتور جلالي هو نجل الزعيم القبلي غلام أحمد جيلاني جلالي، الذي ينتمي عرقيا إلى قبائل البشتون، ومن سكان مديرية واعظ في ولاية غزنة، وسط البلاد. وتسمى قرية جلالي بقرية شهزادكان، وسط مديرية واعظ، إلا أنه لم يعش فيها، كما يقول أحد أقرانه، العميد المتقاعد علي محد محبي لـ"العربي الجديد".

ودرس جلالي الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدرسة حبيبيه في العاصمة كابول، حيث كان أبناء الأثرياء يدرسون فيها. وبعد التخرج من الثانوية، توجه إلى بريطانيا وأكمل المرحلة الجامعية في الجامعة الحربية البريطانية، ثم توجه إلى أميركا وأكمل دراسته العليا هناك في جامعة الدفاع الجوي بولاية كاليفورنيا.

وعاد جلالي إلى أفغانستان قبل الغزو السوفييتي، وبدأ يشتغل في المجال العسكري في كابول، لكن بعد الغزو السوفييتي هاجر إلى أميركا، وقرر أن يعيش هناك مرة أخرى، واشتغل لسنوات طويلة مسؤولا للغات المحلية الأفغانية (بشتو وفارسي) في إذاعة صوت أميركا. ولاحقا، ترك العمل الإذاعي والإعلامي برمته، وعاد إلى العمل الأكاديمي كمدرس في العديد من الجامعات الأميركية.

ومن يناير/كانون الثاني عام 2003 حتى أكتوبر/تشرين الأول 2005، عمل جلالي وزيرا للداخلية في حكومة الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، لكنه في أكتوبر/تشرين الأول 2005، ترك العمل واستقال من منصبه، والسبب كما يُقال خلافاته مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، وتحديداً حول تعيين حكام الأقاليم وضلوع بعضهم في الفساد وتهريب المخدرات.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2013، حين تولى الرئيس الأفغاني أشرف غني السلطة، حاول أن يقنع جلالي بالعودة، ورشحه لمنصب مستشار الأمن القومي، إلا أن جلالي رفض العمل، ولاحقا عيّنه غني سفيرا لأفغانستان في ألمانيا.

وبعد فترة وجيزة، ترك جلالي العمل كسفير وعاد إلى الولايات المتحدة الأميركية ليعمل محاضراً في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن.

ويقول زميله، الذي عمل في وزارة الداخلية، العميد المتقاعد علي محمد محبي، إن جلالي يتمتع بشيئين: "يعرف أعراف الأفغان جيداً، كما يمكن له التفاهم مع الولايات المتحدة والشركاء الدوليين"، مشيراً إلى أن الرجل يكره الفساد وله تعامل حاد في هذا الخصوص، وهو الأمر الذي جعله يواجه صعوبات كثيرة أثناء عمله وزيراً للداخلية.

المساهمون