قرر الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إغلاق الأقسام في السجون بشكل جزئي وذلك احتجاجاً على رفض إدارة عيادة سجن الرملة الاستجابة لمطالب الأسرى المرضى، وخاصّة حرمان الأسير القائد وليد دقة، المعتقل منذ 38 عاماً، من التواصل مع عائلته لحجج واهية، واستمرارها في التّنكيل بالأسرى من خلال منع أصناف عديدة من الطعام.
وأوضح نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي، أنّ "خطوة الإغلاق تعني توقف كافة مظاهر الحياة الاعتقالية اليومية المتعلقة بأنظمة السّجن، والتي تحتكم إلى واقع الحياة الاعتقالية، حيث تُشكل هذه الخطوة إحدى خطوات (العصيان) ضد منظومة السّجن، والتي ارتكز عليها الأسرى في خطواتهم لمواجهة إجراءات إدارة السّجون".
بدورها، ذكرت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة، في بيان لها، أنّه "في ظل تعنت إدارة عيادة سجن الرملة في الاستجابة لمطالب الأسرى المرضى، وخصوصًا الأسير المريض وليد دقة ومنعه من التواصل مع أهله بحجج واهية، والتنكيل بالأسرى من خلال منع أصناف عديدة من الطعام، فإن الأسرى في سجون الاحتلال يقررون إغلاق الأقسام يوم غدٍ الثلاثاء بشكل جزئي، وذلك كرسالة أولية احتجاجًا على سلوك إدارة عيادة سجن الرملة".
ويعاني الأسير دقة من سرطان النخاع الشوكي والتهاب رئوي وقصور كلوي حادين، وهبوط في نسبة الدم، وأعراض صحية خطيرة، ويتلقى العلاج في عيادة سجن الرملة.
وقالت زوجته سناء سلامة، لـ"العربي الجديد": "يجب أن يسمحوا للأسرى المرضى بالاتصال بذويهم"، مضيفة: "يوم الخميس الماضي زرت وليد في سجن الرملة، هو بحالة خطيرة ومعقدة صحياً.. حالياً وضعه مستقر لكن نخشى من الانتكاسات الصحية عليه كما حدث معه عدة مرات في السابق. هو موجود في عيادة سجن الرملة منذ 1 يونيو/ حزيران بعدما تمت إعادته من مستشفى أساف هروفا".
وتابعت "وليد لا يستطيع الوقوف ولا المشي ويتنقل عبر كرسي عجلات، وموصول بجهاز أوكسجين لمساعدته على التنفس بشكل دائم وكانت قد تمت إزالة جزء من رئته في عملية جراحية، وفقد وزنه حيث أصبح نحيلاً جداً. هو بحاجة لعلاجات وتأهيل طويلة الأمد حتى يستطيع العودة إلى المشي والوقوف على رجليه. هناك تحسن عنده بالحديث بفضل مساعدة الأوكسجين".
ويقبع بعيادة سجن الرملة نحو 15 أسيرًا وأسيرة، من بينهم الأسيرة الجريحة فاطمة شاهين، التي تعاني من وضع صحي صعب، إضافة إلى مجموعة من الأسرى المرضى والجرحى، من بينهم الأسير عاصف الرفاعي، الذي يواجه أيضاً أوضاعًا صحية خطيرة، وإلى جانبهم مجموعة من الأسرى القابعين بشكل دائم في سجن الرملة منذ أكثر من عشرين عامًا.
ومن المقرر أن تعقد لجنة الإفراجات المبكرة التابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية جلسة للنظر في طلب الإفراج عن وليد دقة يوم 18 يونيو/ حزيران الحالي.