الأسد يهاجم أردوغان ويضع شروطاً لعودة نظامه إلى الجامعة العربية

18 مارس 2023
رئيس النظام السوري بشار الأسد (فلاديمير جيردو/فرانس برس)
+ الخط -

أطلق رئيس النظام السوري بشار الأسد أثناء زيارته الأخيرة إلى روسيا عدة تصريحات بخصوص العلاقة مع تركيا وإيران وتحدث عن شروط عودة نظامه إلى الجامعة العربية.
ووصف الأسد، في حديث مع تلفزيون "روسيا اليوم"، أردوغان بأنه "شخص ينتمي للإخوان المسلمين بشكل عميق ومعلن" واتهمه بأن "العلاقات الشخصية بالنسبة له لا تعني شيئاً، الوفاء، الصداقة هي أشياء ليس لها قيمة"، لافتاً إلى أن اللقاء مع أردوغان ليس هدفاً بحد ذاته، وأنه لا يمكن أن يعقد الاجتماع دون وجود جدول أعمال واضح على رأسه انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.
وحول مشاركة وفد النظام في الاجتماع الرباعي، قال الأسد إن عقد هذا الاجتماع مرتبط أيضاً بوجود جدول أعمال واضح، أو أن يتم التأكيد على بند الانسحاب التركي، وإلا فلن يعقد الاجتماع. 
كما وضع بشار الأسد اشتراطات على عودة نظامه إلى جامعة الدول العربية، معتبراً أن الجامعة العربية بوضعها الراهن هي "ساحة لتصفية الحسابات" وأن "سورية لا يجوز أن تعود الى الجامعة العربية وهي عنوان للانقسام، وتعود فقط عندما تكون عنواناً للتوافق" وقال إنه أبلغ الوزراء العرب الذين زاروا دمشق، أن شرط العودة للجامعة هو أن يكون هناك علاقات ثنائية جيدة بين نظامه وكل دولة عربية على حدة.
غير أن الأسد حرص على توجيه رسائل إيجابية إلى السعودية بشكل خاص، واصفاً الاتفاق الإيراني السعودي بأنه "مفاجأة رائعة سينعكس إيجاباً على المنطقة بشكل عام، ولا شك سيؤثر على سورية"، مضيفاً أن "السياسة السعودية اتخذت منحى مختلفاً تجاه دمشق منذ سنوات".
وبشأن المبادرات العربية المطروحة تجاه نظامه، ومدى ارتباطها بعلاقته مع إيران، قال بشار الأسد إن شرط ابتعاد نظامه عن إيران لم يعد مطروحاً منذ سنوات، معتبراً أن هناك تفهماً من جانب العرب لعلاقة نظامه مع إيران التي تمتد الى أربعة عقود.
ورأى المحلل السياسي شادي عبدلله في حديث مع "العربي الجديد" أن رفع سقف المواقف لدى رئيس النظام السوري سواء في علاقاته مع تركيا أو العرب مرده ازدياد جرعة الثقة بالنفس لدى النظام من جهة، وتكتيك سياسي من جهة أخرى.
وأضاف عبدلله أن النظام يرى أن "الظروف الإقليمية والدولية المحيطة مواتية له لرفع السقوف، وهو ليس في عجلة من أمره لقطف نتائج سريعة، ويفضل الرهان على الوقت للوصول إلى مكاسب استراتيجية، والوقت بالنسبة له غير ضاغط جداً برغم الأزمات الاقتصادية التي يعانيها، لكن هذه الأزمات تطاول المواطن السوري بالدرجة الأولى، ومعاناة هذا المواطن لم تكن أولوية عند النظام في أي وقت من الأوقات".  
ورأى عبدلله أن حديث الأسد عن تقبل العرب لفكرة الانفتاح عليه، مع الإبقاء على علاقات وثيقة بين نظامه وإيران في الوقت نفسه، "يعكس مدى النفوذ الإيراني في قرار النظام، وهذا النفوذ، ربما هو ما أسهم في تشدد النظام في مسألة التقارب مع تركيا أيضاً، برغم الجهود الروسية التي ترعى هذا التقارب".

من جهته، انتقد أورهان ميري أوغلو، عضو حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، تصريحات بشار الأسد بشأن العلاقة مع تركيا، وقال في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية "لا يجوز رفع سقف المطالب في العلاقات الدبلوماسية مع بداية المحادثات، في حال كانت الأطراف المتفاوضة تنوي المصالحة والتفاهم وإيجاد حل للخلافات".
وقال إن "بدء الأسد بوضع شروط مسبقة للمحادثات مع تركيا، يعطي الأخيرة حق مطالبة دمشق بالكف عن دعم قسد"، وأضاف أن الحديث عن لقاء بين أردوغان والأسد لا يزال في مراحله الأولى، ولكي يتحقق هذا اللقاء يجب على الطرفين استخدام عبارات تعبر عن نيتهما في المصالحة والتقارب. واستبعد عقد لقاء بين أردوغان والأسد قبيل الانتخابات في تركيا.
ورأى أن انسحاب الجيش التركي من الأراضي السورية، غير وارد، ما دامت "العلاقات مستمرة بين حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يدير فعلياً ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية". 

المساهمون