الأزمة اليمنية: مسقط ثاني محطات جولة المبعوثين الأممي والأميركي

19 سبتمبر 2021
المبعوث الأممي إلى اليمن خلال لقائه وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي (تويتر)
+ الخط -

انتقل المبعوثان الأممي والأميركي إلى اليمن صوب العاصمة العمانية مسقط، في ثاني محطات جولتهما الجديدة التي بدأت من الرياض لإحياء عملية السلام المتعثرة، وسط تصعيد واسع من جماعة الحوثيين في المناطق الحدودية لمحافظة شبوة، وأطراف محافظة مأرب النفطية، غربي البلاد.  

وعقد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، والأميركي تيموثي ليندركينغ، اليوم الأحد، اجتماعات منفصلة مع وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، كُرست لمناقشة وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، وفقا لوكالة الأنباء العمانية. 

وأشارت الوكالة إلى أن البوسعيدي، تبادل مع غروندبرغ "وجهات النظر حول المساعي المبذولة لتأمين وقف شامل ودائم لإطلاق النار من قِبل كافة الأطراف وتسهيل انسياب المواد الإنسانية والدخول في عملية سياسية تحقق تطلعات الشعب اليمني نحو الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية وإعادة البناء والإعمار"، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.  

في اللقاء الآخر، ذكرت الوكالة، في بيان مقتضب، أن البوسعيدي، ناقش مع المبعوث الأميركي "آخر المستجدات على الساحة اليمنية والجهود المبذولة لإنهاء الحرب"، دون التطرق إلى جماعة الحوثيين أو الدور المعول على الوساطة العمانية في إقناعهم بوقف الهجمات على مأرب أو شبوة.  

ومن المتوقع أن يعقد المبعوث الأممي الجديد اجتماعا، في وقت لاحق، مع الوفد التفاوضي لجماعة الحوثيين، والذي يقيم في العاصمة العمانية منذ أواخر 2018، فيما يكتفي المبعوث الأميركي بإيصال رسائله للجماعة عبر الوسطاء العمانيين فقط.  

وتتزامن اللقاءات الدولية في مسقط مع تصعيد واسع لجماعة الحوثيين في أطراف محافظتي شبوة وأبين جنوبي البلاد، فيما انحسرت المعارك بشكل نسبي بالأطراف الغربية لمحافظة مأرب.  

وتوعدت جماعة الحوثيين بالمضي في التصعيد العسكري "حتى دحر القوات الأجنبية"، وذلك على لسان وزير الدفاع في حكومة صنعاء، محمد العاطفي، الذي ظهر اليوم الأحد من جبهة رغوان غربي محافظة مأرب، وفقا لوسائل إعلام حوثية.  

وقال المسؤول الحوثي مخاطبا مسلحي الجماعة على تخوم مأرب "لم ولن يبقى على الأرض اليمنية أي غاز أو محتل، ومن سابع المستحيلات أن يقبل الشعب اليمني بالغزاة مهما تآمرت قوى الشر والاستكبار على شعب الصمود والتحدّي"، في إشارة إلى قوات التحالف الذي تقوده السعودية.  

في المقابل، أعلنت القوات الحكومية، مساء الأحد، أنها تمكنت من دحر المليشيات الحوثية من عدة مواقع في جبهة ناطع بمحافظة البيضاء، وقالت إنها تواصل التقدم وفق خطة عسكرية مُحكمة. 

وأكدت مصادر عسكرية، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الجيش الوطني دفعت بعدة كتائب من جبهات أبين وشبوة إلى الحدود الإدارية مع محافظة البيضاء، في مسعى منها لكبح تقدم الحوثيين الذي يهدد مديرية بيحان بدرجة رئيسية.  

وأشارت المصادر إلى أنه في مقابل التحشيد الحكومي من ألوية الحماية الرئاسية وقوات محوري أبين وشبوة، دفعت جماعة الحوثيين بتعزيزات جديدة من ذمار إلى مديرية الصومعة في البيضاء لتثبيت مواقعها قبل شن عملية أوسع باتجاه مديرية بيحان.  

تنديد أممي بالإعدامات الحوثية  

في سياق آخر، نددت الأمم المتحدة، الأحد، بعملية الإعدام الجماعية التي نفذتها جماعة الحوثيين بحق 9 أشخاص متهمين بالتخابر مع التحالف السعودي وتقديم إحداثيات عسكرية أفضت إلى مقتل القيادي البارز صالح الصماد أواخر إبريل 2018.  

ودان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عملية الإعدام، وقال إنها نتجت عن "إجراءات قضائية لم تحترم على ما يبدو متطلبات المحاكمة العادلة والإجراءات المنصوص عليها في القانون الدولي"، وفقا لبيان صحافي.  

وفيما أشار إلى أنه يعارض عقوبة الإعدام في جميع الظروف، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنّ القانون الدولي "يضع شروطاً صارمة للغاية لتطبيق عقوبة الإعدام، بما في ذلك الامتثال لمعايير المحاكمة العادلة والإجراءات القانونية الواجبة كما نصّ عليها القانون الدولي".

كما أعرب غوتيريس عن قلقه إزاء الأنباء عن غارة جوّية شنّها مؤخراً التحالف بقيادة السعودية في محافظة شبوة، قتلت 6 مدنيين على الأقل من عائلة واحدة، وشدد على أن "استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية محظور بموجب القانون الإنساني الدولي". 

وحث الأمين العام جميع الأطراف اليمنية على الانخراط مع الأمم المتحدة بحسن نية ومن دون شروط مسبقة من أجل إعادة إحياء الحوار السياسي للتوصّل إلى تسوية سلمية للنزاع عن طريق التفاوض تلبي المطالب والطموحات المشروعة للشعب اليمني. 

المساهمون