الأزمة الروسية الأوكرانية.. أردوغان يطرح الوساطة وبوتين يتذرّع بالأمن القومي

08 ديسمبر 2021
خط دفاعي أوكراني في مواجهة الانفصاليين المدعومين روسياً (إس تي آر/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، استعداد بلاده للعب دور الوسيط من أجل خفض التوتر القائم بين روسيا وأوكرانيا، وجاء ذلك في تصريح أدلى به أردوغان للصحافيين أثناء عودته من قطر، التي أجرى إليها زيارة رسمية يومي الإثنين والثلاثاء.

وأوضح أردوغان أن أنقرة تتابع تداعيات التوتر بين روسيا وأوكرانيا عن كثب، معرباً عن أمله أن يتم خفض التصعيد بين الجانبين في أقرب وقت، وتابع "نحن على استعداد لتقديم الدعم اللازم للحد من التوتر بين روسيا وأوكرانيا، الذي تصاعد في الأسابيع الأخيرة، ولفتح قناة حوار بين الطرفين"، بحسب الأناضول.

ويسود القلق الأوساط العالمية من احتمال اجتياح روسيا جارتها أوكرانيا بعدما نشرت موسكو ما يصل إلى 100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية وفي محيطها، في ما تقول روسيا إنه رد على احتمال انضمام أوكرانيا لحلف الناتو.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اعتبر، الأربعاء، أن روسيا لديها الحقّ في الدفاع عن أمنها، في أول تصريح له بعد لقاء مع نظيره الأميركي، جو بايدن، الذي تمحور حول التوتر بين موسكو وأوكرانيا المدعومة من حلف شمال الأطلسي (الناتو).

بوتين: روسيا لديها الحق في الدفاع عن أمنها

وقال بوتين، في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، إن "روسيا تنتهج سياسةً خارجيةً سلميةً، لكن لديها الحقّ في الدفاع عن أمنها"، معتبراً أن ترك حلف الأطلسي يقترب من حدودها بدون الردّ سيكون "تقاعساً إجرامياً"، إلا أنه رأى أن محادثاته مع بايدن كانت "بناءة"، وأكد أن الحوار مع بايدن سيتواصل، بحسب فرانس برس.

ولم يقل الرئيس الروسي ما إذا كانت القوات الروسية المحتشدة عند الحدود مع أوكرانيا بصدد العبور إلى أراضي الدولة المجاورة، بينما شدد على "قلق" روسيا إزاء "احتمال قبول عضوية أوكرانيا في الناتو، لأن هذا الأمر سيعقبه من دون شك نشر وحدات عسكرية وقواعد وأسلحة مما يشكل تهديداً لنا".

وشدد الرئيس الروسي على أن توسّع الناتو شرقاً هو قضية "بالغة الحساسية" بالنسبة لروسيا، وأكد أن روسيا ترى في الأمر تهديداً لأمنها، وتابع بوتين "نحن نتحدّث عن هذا الأمر طوال الوقت، وفي العلن، وقد حذّرنا شركاءنا من أن (توسع الناتو) بالنسبة إلينا غير مقبول".

وفي تطور لافت، قالت وزارة الخارجية الروسية، الأربعاء، إنها سلمت مذكرة احتجاج للسفارة الأميركية في موسكو على قيام طائرات وسفن حربية أميركية وأخرى تابعة لحلف الأطلسي بتدريبات "خطيرة" قرب الحدود الروسية، بحسب رويترز.

وكتب متحدث باسم الوزارة على وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً إن روسيا تدعو إلى إجراء حوار ومناقشات حول توفير ضمانات أمنية وسبل خفض حدة التوتر العسكري والسياسي.

فرنسا تحذّر روسيا

وقالت فرانس برس إن فرنسا حذرت روسيا، الأربعاء، من "عواقب استراتيجية وضخمة" في حال تعرّضت لأوكرانيا، وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن "رسائل حازمة نُقلت إلى روسيا بشأن العواقب الاستراتيجية والضخمة (التي ستنتج عن) تعرّض جديد لوحدة أراضي أوكرانيا".

وأضافت باريس "نتابع باهتمام كبير الوضع حول أوكرانيا. لقد عبّر رئيسا الدولة والحكومة عن تصميمهما على أن تكون سيادة (أوكرانيا) محترمة". وتهدد الولايات المتحدة روسيا، منذ الأسبوع الماضي، بفرض عقوبات اقتصادية قاسية عليها في حال قررت مهاجمة جارتها.

ولإظهار أنها أكثر تصميماً مما كانت عام 2014 عندما ضمّت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية، أكدت واشنطن أنها ستفرض عقوبات غير مسبوقة "امتنعت عن استخدامها في الماضي"، خصوصًا "بسبب التأثير الذي ستخلّفه (العقوبات) بالنسبة لروسيا".

أوكرانيا ترحب باتصال بايدن وبوتين

وفي تعليقه على الاتصال بين بايدن وبوتين، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، الأربعاء، إن الاتصال كان "إيجابيا"، وأضاف "أعتقد أن تحدث رئيس الولايات المتحدة مع الرئيس الروسي أمر إيجابي"، وذلك بعد يوم من تحذير بوتين من رد اقتصادي غربي "قوي" على أي هجوم تشنه روسيا على أوكرانيا، بحسب فرانس برس.

وأفاد زيلنسكي، الذي كان يتحدث إلى الصحافيين إلى جانب رئيس الوزراء الكرواتي أندريه بلينوفيتش، بأنه سيعلّق "بالتفصيل" على الاتصال الخميس بعد التحدث إلى بايدن، وقال "أعتقد أن انتصار أوكرانيا يعود إلى حقيقة أن الولايات المتحدة لطالما دعمت أوكرانيا وسيادتنا واستقلالنا"، وأضاف "لكن الأهم هو أنه بات لدينا الآن رد فعل حقيقي وشخصي من الرئيس بايدن، إلى جانب دوره الشخصي في حل النزاع".

وساد القلق في أوساط دول غربية من احتمال اجتياح روسيا جارتها، بعدما نشرت موسكو ما يصل إلى 100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية وفي محيطها، ما أثار مخاوف من تصعيد كبير في النزاع في المنطقة.