الأحزاب اليمنية تنتقد أداء الشرعية: مطالبات بـ"نهج جديد" يُنهي الإخفاقات

25 سبتمبر 2021
الجيش اليمني يخوض معارك استنزاف مع مليشيا الحوثي في سلاسل جبلية وعرة (الأناضول)
+ الخط -

انتقدت الأحزاب السياسية اليمنية المناهضة للانقلاب الحوثي، اليوم السبت، طريقة إدارة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً المعركة السياسية والعسكرية والاقتصادية، وطالبت بنهج جديد تنتهي معه حالة الإخفاقات. 

وجاء بيان ما يسمى بـ"أحزاب التحالف الوطني" في أعقاب الانتكاسة الأخيرة التي تعرضت لها القوات الحكومية خلال الأيام الماضية في الأطراف الجنوبية الشرقية لمحافظتي مأرب وشبوة، بعد سيطرة جماعة الحوثيين على عدة مديريات استراتيجية.

وللمرة الأولى، طالبت الأحزاب، التي تتضمن قيادة الدولة ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي بـ"التخلص من أوجه القصور والثغرات السلبية وانتهاج نهج ومسار جديدين على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية تنتهي معهما حالة الإخفاقات ويحققان متطلبات التحول في إدارة المعركة على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والدبلوماسية والإعلامية". 

كما طالبت الأحزاب، في بيانها عشية الذكرى 59 لثورة 26 سبتمبر، قيادة الحكومة الشرعية بتفعيل حضورها "تكثيف التواصل بينها وبين جماهير الشعب وأحزابها ومكوناتها السياسية والاجتماعية"، في إشارة إلى ضرورة وجود مصالحة وطنية ضد الانقلاب الحوثي.

 وطالب البيان بـ"توفير الدعم اللازم لقوات الجيش الوطني والمقاومة في كافة الجبهات، وصرف مرتبات الجنود المرابطين فيها والتحرك بجدية لمواجهة الهجمات الحوثية وتوفير الشروط المادية والمعنوية، خاصة منها ما يتعلق بتسليح الجيش بأسلحة نوعية عبر صفقات أسلحة من دول شقيقة وصديقة لتحرير المناطق المسيطر عليها من المليشيات الحوثية وبما يجعل السلام وليس الحرب ضرورة للحوثيين وداعميهم ومن خلفهم إيران". 

ووجدت دعوة الأحزاب ردة فعل فورية، حيث دعا الرئيس عبد ربه منصور هادي، مساء السبت، كافة اليمنيين إلى الوقوف في صف الدولة و"رصّ الصفوف وتوحيد الجبهات والتآزر من أجل استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي"، وذلك في خطاب بمناسبة العيد الوطني الـ 59 لثورة الـ 26 من سبتمبر. 

وقال الرئيس هادي في كلمة نشرتها وكالة "سبأ" الرسمية "إن كل صوت ضد هذه المليشيات الحوثية هو صوتنا، وكل يد تمتد لمقاومة المليشيات الحوثية هي يدنا، وكل بندقية تدافع عن الوطن ضد عبث هذه المليشيات هي بندقيتنا، وإن المخاطر يجب أن توحدنا جميعاً تحت راية الوطن". 

وفيما أشار إلى أن البلاد تمر بـ"تحديات عاصفة ومؤامرات وتعقيدات"، دعا الرئيس هادي القوى اليمنية إلى التوحد والتلاحم ونسيان الخلافات ونسيان الماضي والتوجه نحو الخطر الذي يريد أن يجتث الحاضر ويزور التاريخ ويدمر المستقبل، وذلك بما يُجبر الحوثيين على الاستماع لدعوات السلام والانخراط ضمن نسيج المجتمع وهويته وثقافته ودولته. 

وأضاف هادي "أن أيدينا مفتوحة للجميع لا نستثني أحداً ولا نغادر كياناً، والوطن أغلى، والخطر أشد ولا يفلح قوم جعلوا الضغائن الصغيرة تقودهم لتسليم رقابهم لعدو الوطن وعدو الأمة اليمنية". 

ولم يصدر أي تعليق فوري من المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً أو من قوات طارق صالح المرابطة في الساحل الغربي تجاه الدعوة الجديدة التي وجهها الرئيس هادي للتكاتف ضد الحوثيين، وهي أبرز المكونات التي تناهض الحوثيين لكنها لا تعمل تحت راية الشرعية.

ميدانياً، تصاعدت حدة المعارك في الأطراف الغربية لمديرية حريب ومناطق من جبلية من مديرية الجوبة، حيث تحاول قوات الجيش اليمني المسنودة برجال القبائل استعادة المواقع التي خسرتها أواخر الأسبوع الماضي بشكل مفاجئ، فيما تحاول جماعة الحوثيين المحافظة على مكاسبها وتشديد الحصار على مديرية العبدية.

وقالت مصادر عسكرية حكومية لـ"العربي الجديد" إن قوات الجيش الوطني تواصل التقدم في جبال ملعا المطلة على مديرية حريب، وتخوض معارك استنزاف مع مليشيا الحوثي في السلاسل الجبلية الوعرة.

ولم يكشف المصدر عن حجم الخسائر في المعارك الدائرة على أطراف حريب منذ الخميس الماضي، لكن الجيش اليمني أذاع بياناً رسمياً مساء اليوم السبت أعلن فيه تدمير 10 آليات عسكرية للحوثيين في مواقع متفرقة جنوبي مأرب، فضلاً عن مقتل وإصابة العشرات من المليشيا. 

وذكر البيان أن قوات الجيش ورجال القبائل "يخوضون معارك متواصلة ضد مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، في مختلف جبهات القتال جنوب محافظة مأرب"، من دون الكشف على وجه الدقة إلى أين وصلت رقعة المعارك.

في المقابل، أعلنت جماعة الحوثيين أن مواقعها في مديريتي حريب والجوبة بمحافظة مأرب تعرضت لـ 12 غارة جوية من مقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية، وسط غياب تام للضربات الجوية في جبهات صرواح التي كانت مسرحاً رئيسياً للمعارك طيلة الأشهر الماضية.

وذكرت قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الجماعة أن الطيران الحربي شن أيضاً 3 غارات على منطقة المرازيق بمديرية خب والشعف التابعة لمحافظة الجوف، وغارة واحدة على مديرية الظاهر بمحافظة صعدة قرب الحدود السعودية.

وحتى الآن، لم ينجح الهجوم المضاد الذي يشنه الجيش اليمني على مديرية حريب في فك الحصار الحوثي على مديرية العبدية، ووفقاً لمصدر حقوقي لـ"العربي الجديد"، فإن آلاف المدنيين لا يزالون عالقين داخل المديرية وسط رفض من جماعة الحوثيين السماح بمغادرتهم.

المساهمون