الأحزاب الفرنسية تدير ظهورها لماكرون بعد مناشدته لأجل "حلول وسط"

23 يونيو 2022
تلقت أحزاب فرنسية بفتور خطاب ماكرون (Getty)
+ الخط -

تلقت أحزاب فرنسية من اليمين واليسار بفتور خطاب الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي دعاها إلى أن تقدم خلال 48 ساعة مقترحات لطرق التوصل إلى "حلول وسط" لتسوية الأزمة السياسية التي أفضت إليها الانتخابات التشريعية في البلاد.

وقبيل توجهه لحضور قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، ألقى ماكرون، في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، خطاباً تلفزيونياً أقرّ فيه بأن نتائج الانتخابات البرلمانية كشفت عن "انقسامات عميقة" في المجتمع الفرنسي.

واستبعد ماكرون تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكنه دعا زعماء الأحزاب المنافسة إما إلى مناقشة خيارات تشكيل ائتلاف محتمل مع تحالفه الوسطي، أو النظر في تقديم الدعم لإصلاحاته على أساس كل مشروع قانون على حدة.

لكن هذا قوبل بالرفض على نطاق واسع باعتباره محاولة لحشد الأحزاب خلف سياساته دون تقديم تنازلات تذكر.

وقالت النائبة الاشتراكية فاليري رابو، لإذاعة فرانس إنتر: "إذا تمسك بمشروعه، فهو لا يملك أغلبية مطلقة. سيكون هو الذي يعطل فرنسا، وليس نحن".

بينما وصف الزعيم اليساري المتطرف جان لوك ميلانشون خطاب ماكرون بأنه يشبه "الراتاتوي"، وهو طبق جنوبي تقليدي يُصنع من خلال المزج بين الخضروات والكثير من زيت الزيتون.

ورد زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون على الفور على دعوات ماكرون، معتبراً أنها "غير مجدية"، وطالب بإجراء تصويت على الثقة في رئيسة الوزراء إليزابيت بورن في الجمعية الوطنية التي تتمتع "بشرعية" أكبر من شرعية الرئيس. 

وأضاف: "لا جدوى من تبديد واقع التصويت عبر تغطيته باعتبارات ونداءات من كل الأنواع"، مؤكداً أن "السلطة التنفيذية الآن ضعيفة، لكن الجمعية الوطنية قوية بكل شرعية انتخاباتها الأخيرة".

وقالت مارين لوبن، التي تستعد لتولي قيادة كتلة التجمع الوطني القوية في الجمعية الوطنية (89 نائباً): "باختياره إما عقد تحالف وإما البحث عن أغلبية لكل مشروع على حدة (يطرح على التصويت في البرلمان)، يحاول الرئيس إنقاذ ما تبقى من الوظيفة الرئاسية"، لكنها وعدت بأن يدرس نواب كتلتها "النصوص في ضوء مصلحة الفرنسيين وفرنسا".

في حين استبعد برونو ريتايلو، عضو مجلس الشيوخ عن حزب (الجمهوريون) اليميني، أي شكل من أشكال التحالف مع ماكرون، قائلاً إنه ليست لدى حزبه أي ثقة في الرئيس، وأضاف: "بالنسبة لنا سيكون (الدعم) على أساس كل حالة على حدة".

ورفض الزعيم الجديد لتكتل "الجمهوريين" اليميني أوليفييه مارليه منح "شيك على بياض (...) لمشروع غير واضح"، كما وعد بأن تقدم مجموعته مقترحات بشأن القوة الشرائية الأسبوع المقبل. وتحدثت تحليلات عن احتمال حصول تحالف بين ماكرون وحزبه "معاً" والجمهوريين من أجل تشكيل أكثرية في البرلمان، لكن ذلك لم يتبلور.

كما رفض الشيوعي فابيان روسيل تصريحات ماكرون، معتبراً أن "حديثه عن الأسلوب يهدف إلى التهرب من مسؤوليته وعدم تغيير أي شيء من مشروعه". وقال الاشتراكي أوليفييه فور: "لا، لا يتعين على التشكيلات السياسية الرد عليه إلى أي مدى هي مستعدة للذهاب في منحه شيكاً على بياض".

وكان ماكرون قد اختتم، أمس الأربعاء، طاولة مستديرة واسعة مع قوى المعارضة وحلفائه بحثا عن توافق صعب لإنهاء الأزمة.

وقال ماكرون، في الخطاب: "أسمع وأنا مصمّم على دعم الرغبة في التغيير التي عبرت عنها البلاد بوضوح"، مشيراً إلى أنه "تبادل الآراء مع قادة جميع الأحزاب السياسية"، و"جميعهم عبروا عن احترامهم لمؤسساتنا ورغبتهم في تجنيب بلدنا أي تعطيل".

ودعا حليفه ورئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب، رئيس حزب "أوريزون"، مجدداً الأربعاء، إلى تشكيل "تحالف كبير" لمنح البلاد "توجهاً مستقراً".

وحصل الائتلاف الوسطي الليبرالي، الذي كان يملك الغالبية المطلقة في الجمعية الوطنية السابقة، والذي استند إليه الرئيس ماكرون طيلة ولايته الأولى من خمس سنوات، على 245 مقعداً من أصل 577، علماً أن الغالبية المطلقة محددة بـ289 نائباً. وتوزعت المقاعد الأخرى في الجمعية الوطنية بشكل أساسي بين تحالف اليسار (150 مقعداً تقريباً) واليمين المتطرف (89) واليمين (61).

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون