اعتقلت "هيئة تحرير الشام" عشرات الأشخاص ضمن حملة أمنية في مناطق سيطرتها شمال غربي البلاد، بينما واصلت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) ملاحقة واعتقال الشبان المطلوبين للخدمة العسكرية في صفوفها، فيما شهدت محافظة درعا المزيد من عمليات الاغتيال.
ويواصل جهاز الأمن العام العامل في منطقة نفوذ هيئة تحرير الشام حملته الأمنية، التي بدأها أمس السبت، ضد "عملاء النظام والمروجين له" في مناطق عدة بريف إدلب.
وذكر "الأمن العام"، عبر معرّفاته الرسمية، أنّ القوة التنفيذية التابعة له تنفذ حملة أمنية ضد "عملاء للنظام المجرم والمروجين له، وعدد من المشتبه بهم في مدينتي سلقين وجسر الشغور وريفهما"، مشيراً إلى اعتقال العشرات منهم في منطقتي سلقين وجسر الشغور.
وعلل "الأمن العام"، الاعتقالات، قائلاً إنهم "يزودون نظام الأسد بمعلومات وتقارير عسكرية وأمنية مكتوبة ومصوّرة عن المنطقة".
وذكر الناشط محمد المصطفى، لـ"العربي الجديد"، أن "جهاز الأمن العام شدد إجراءاتهِ الأمنية ونشر حواجز وعناصر في معظم مناطق ريف إدلب"، مشيراً إلى أن عمليات التمشيط والاعتقال شملت مدن وبلدات سلقين وحارم ودركوش وكفرتخاريم شمال غربي إدلب، إضافةً إلى جسر الشغور وما حولها في الريف الغربي.
من جهة ثانية، قال المصطفى، إن مسلحين مجهولين اقتحموا مقراً يتبع لـ"الجبهة الوطنية للتحرير"، في بلدة المسطومة قرب مدينة إدلب، وقتلوا أحد حراس المقر، وسلبوا محتوياته ومعداته العسكرية.
وكان "جهاز الأمن العام" نفذ العديد مِن العمليات الأمنية بحق مطلوبين في محافظة إدلب، وحملات ضد خلايا تنظيم "داعش" اعتقل خلالها عدداً مِن عناصر التنظيم، وقتل آخرين.
إلى ذلك، استهدفت عبوة ناسفة سيارة قاض في مدينة الباب شرقي حلب شمالي سورية، صباح اليوم الأحد.
وذكر الناشط محمد حمادي، لـ"العربي الجديد"، أن عبوة ناسفة انفجرت، صباح اليوم، في سيارة القاضي طلال عابو في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، ما أدى إلى إعطاب سيارته دون تعرضه لأي إصابة.
وشغل عابو بداية تحرير المنطقة من تنظيم "داعش"، منصب رئيس للمجلس المحلي في مدينة الباب، وبعدها عمل قاضياً وإدارياً لدى فصيل "أحرار الشام" في الباب.
وتشهد مدينة الباب بشكل مستمر تفجيرات واغتيالات وسط اتهامات لقوات "قسد" بالمسؤولية عنها. كما تنتشر خلاليا لتنظيم "داعش" في المدينة، حيث داهمت قوى الشرطة والأمن العام، أول أمس خلية للتنظيم قتل خلالها عنصرين للتنظيم ينتميان لجنسيات أجنبية ووجد داخل منزلهما عشرات العبوات والمتفجرات.
قسد تعتقل شبانا للخدمة العسكرية
وفي شرق البلاد، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة تابعة لقوات "قسد" على طريق المنخر شرق الرقة، وفق شبكة "الخابور" المحلية، فيما نشرت "قسد" حواجز ونقاطا عسكرية في قرى ريف دير الزور الشمالي.
وقال الناشط أبو عمر البوكمالي، لـ"العربي الجديد"، إن قوات من "قسد" و"الأسايش" (قوى الأمن الداخلي التابعة للإدارة الذاتية الكردية) نشرت حواجز مؤقتة مفاجئة في أحياء وشوارع مدينة الرقة بحثاً عن شبان لسوقهم للخدمة العسكرية الإلزامية، حيث اعتقلت أكثر من 80 شاباً خلال اليومين الماضيين.
وأوضح البوكمالي، أن الحملة شملت شباناً من مناطق الشعفة والسوسة وأبو حمام والكشكية شرق ديرالزور، حيث تم اقتيادهم إلى منطقة المعامل شمالي دير الزور، وفي كسر فرج وكسرة جمعة وكسرة محمد علي، جنوبي مدينة الرقة، ونقل الشبان إلى معسكر التدريب في الفرقة 17 شمالي مركز مدينة الرقة.
كما اعتقلت الشرطة العسكرية التابعة، لـ"قسد"، عشرات من طلاب مرحلة الدراسة الثانوية قبل أيام من بدء الامتحانات في محافظة الحسكة، وذلك خلال توجههم إلى المعاهد والدورات التعليمية الخاصة بحجة عدم امتلاكهم دفاتر خدمة صادرة عن مكتب الدفاع الذاتي التابع للإدارة الذاتية".
وفي مدينة منبج شرق حلب، اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة لـ"قسد" عشرات الشبان من منطقة "بازار السبت"، وسط المدينة بهدف اقتيادهم للتجنيد الإجباري في معسكراتها.
وتستهدف حملات التجنيد الإجباري التي تشنها الوحدات الكردية بين الحين والآخر فئة الشباب من مواليد 1990 و2002 باستثناء من يملك مبرراً قانونياً والوحيد والمعيل لعائلته، وأصحاب الأمراض المزمنة.
وتفرض "قسد" التجنيد القسري على الأهالي في مناطق سيطرتها، وهو ما يخالف القوانين الدولية التي لا تتيح لمليشيات مسلحة هذا الحق.
من جانب آخر، ذكر موقع "فرات بوست" المحلي أنه جرى، مساء أمس، إعادة فتح معبر بلدة الصالحية البري الواصل بين مناطق سيطرة "قسد " ومناطق سيطرة نظام السوري في محافظة دير الزور أمام حركة عبور المدنيين من الطرفين.
تعزيزات للنظام إلى البادية
على صعيد آخر، أرسل "لواء القدس" المدعوم من روسيا، ليلة أمس، تعزيزات إلى منطقة السخنة في البادية السورية من مواقعه في مدينة دير الزور، وذلك بعد تعرض نقاطه وقوات النظام لهجمات متكررة من جانب خلايا تنظيم "داعش"، فيما أخلت القوات الروسية، أمس السبت، إحدى نقاطها في ريف دير الزور بعد تزايد هجمات "داعش" في المنطقة.
وأوضح الناشط البوكمالي أن القوات الروسية أخلت نقطتها العسكرية في بلدة كباجب غرب مدينة دير الزور، حيث انتقل عناصر النقطة مع معداتهم وتجهيزاتهم اللوجستية باتجاه مطار دير الزور العسكري وذلك بأوامر من قيادة القوات الروسية.
وأوضح أن أكثر من 40 من العناصر الروس وعناصر من الفيلق الخامس المساند لهم غادروا الموقع الذي تم تسليمه للفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام.
من جهة أخرى، ذكرت شبكة "عين الفرات المحلية"، أن النظام السوري اعتقل عدداً من الضباط من مرتبات اللواء 93، أمس السبت، في مقر اللواء ببلدة عين عيسى الخاضعة لسيطرة قوات "قسد" شمالي الرقة.
وأوضحت الشبكة أن رتلاً عسكرياً تابعاً لقوات النظام يتألف من 3 حافلات تحمل ما لا يقل عن 250 عنصراً، برفقة 15 سيارة محملة بالأسلحة والذخائر والمعدات اللوجستية والمواد الغذائية، وصل نحو مقر اللواء 93 في عين عيسى عبر معبر التايهة جنوب غرب منبج بريف حلب والذي يفصل بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة "قسد". وعند وصول الرتل إلى مقر اللواء، جرى اعتقال 7 ضباط لأسباب مجهولة، وهم من كتيبة المدفعية وكتيبة الاستطلاع، وبعضهم من المسؤولين عن المستودعات ومخازن السلاح والذخيرة واللوجستي، من المقر ومن النقاط التابعة له في البلدات المحيطة.
وفي جنوب البلاد، ذكر الناشط أبو محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد" أن شاباً قتل وأُصيب آخر نتيجة إطلاق الرصاص عليهما من قبل مجهولين في حي العباسية بدرعا البلد.
وأوضح أن الشاب الذي قتل عمل سابقاً ضمن فصائل المعارضة قبل سيطرة النظام على المحافظة وخضوعها لاتفاقية التسوية عام 2018، ثم عمل ضمن مجموعة محلية تابعة لفرع الأمن العسكري.
كما أُصيب شابان إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات تنظيم "داعش" في بلدة الشجرة بريف درعا الغربي، في حين داهمت أجهزة أمن النظام، أمس السبت، منازل لمدنيين واعتقلت شاباً في بلدة محج في ريف محافظة درعا، بالرغم من أنه يحمل بطاقة تسوية حصل عليها بعد دخول قوات النظام إلى المحافظة.