ساهمت اعترافات عنصرين من الخلية المعروفة بتسمية "البيتلز" في تحديد مواقع سجون وثلاثة مقابر قد تضمّ رفات ضحايا لـ"داعش" في سورية، موفرة أدلة جديدة حول مصير رهائن أجانب، وفق ما أفاد به المركز السوري للعدالة والمساءلة، اليوم الخميس.
وأفاد المركز في تقرير عن 18 مركز اعتقال في مناطق سيطرة "داعش" سابقاً في سورية، بينها سبعة اعتقل فيها 18 رهينة من الأجانب، منهم من أطلق سراحه لاحقاً وضمنهم البريطاني المفقود حتى الآن جون كانتلي، فضلاً عن أميركيين قتلهم التنظيم بينهم الصحافيان جيمس فولي (أغسطس/آب 2014) وستيفن سوتلوف (سبتمبر/أيلول 2014).
وتتوزع السجون السبعة على محافظات إدلب (شمال غرب) وحلب والرقة (شمال).
وحدّد المركز، وفق معدّ التقرير غابريال يونغ، ثلاث مقابر دفن فيها ضحايا التنظيم، اثنتان في جنوب وجنوب شرق الرقة، والثالثة في محافظة إدلب.
وتساعد المعلومات المستقاة حول مراكز الاعتقال، على تحديد "المحطة الأخيرة التي تواجد فيها المعتقلون قبل أنّ تُفقد آثارهم"، وفق التقرير، كما أن المعلومات حول المقابر قدمت أدلة حول مواقع محتملة لرفات رهائن أجانب وسوريين.
وتبيّن، وفق التقرير، أنّ "عمليات الدفن غالباً ما تمت على مسافة من مراكز الاعتقال"، قد تصل إلى كيلومتر واحد فقط.
وسيعتمد المركز، الذي يجري تحقيقات حول المقابر الجماعية في مناطق سيطرة التنظيم سابقاً، ويدعم فريقاً محلياً متخصصاً في البحث عن المقابر الجماعية، على تلك المعلومات في البحث عن شهود وأدلة جديدة تساعد في تحديد مصير مفقودين أجانب وسوريين.
واستند المركز في تقريره إلى اعترافات ألكسندا كوتي (38 عاماً) والشافعي الشيخ (34 عاماً)، عنصري خلية "البيتلز" التابعة لـ"داعش" واللذين سلمهما المقاتلون الأكراد إلى واشنطن بعد اعتقالهما في 2018.
وفي أغسطس/آب، أصدرت محكمة أميركية حكماً بالسجن مدى الحياة على الشيخ، أما كوتي فأقر بذنبه، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في إبريل/نيسان.
واحتجزت خلية "البيتلز" التي ضمّت أربعة عناصر، رهائن غربيين في سورية بين 2012 و2015. ويُتهم أعضاؤها بالإشراف على احتجاز ما لا يقلّ عن 27 صحافياً وعاملاً في المجال الإنساني، قدموا من دول عدة، كما بقتل فولي وسوتلوف وآخرين.
وقاطع المركز المعلومات من العنصرين مع أجوبة تلقاها من كوتي من داخل السجن، ومقابلات أجراها مع شهود في المحاكمة ورهائن سابقين لدى التنظيم.
ومن خلال أجوبة كوتي، تبيّن أنّ جثث ضحايا التنظيم من غير المسلمين دفنت في منطقة صحراوية في جنوب الرقة، أما المسلمون فدفنوا في غالبية الأحيان داخل المدينة.
وقال يونغ لفرانس برس، إنه "بعد تحديد تلك المراكز، بات بإمكاننا أنّ نبحث عن معتقلين ناجين، ما من شأنه أنّ يساعدنا على تحديد مصير أشخاص كثر، تاريخ وفاتهم أو إعدامهم، ومواقع دفنهم".
واعتبر المدير التنفيذي لمركز العدالة والمساءلة، محمّد العبد الله، أنّ "تتبع أماكن الاحتجاز والمقابر من خلال المحاكمات يعد ذا قيمة كبيرة للكشف مستقبلاً عن مصير المفقودين".
ودعا الدول التي يقبع عناصر من "داعش" في سجونها، ويخضعون لإجراءات قضائية فيها، إلى "مساعدتنا على إيجاد المفقودين وطرح أسئلة على المشتبه بهم تساعدنا على ذلك".
(فرانس برس)