تستمر مليشيا الحوثي وحلفاؤها في مساعيهما المسلحة لخنق صوت الصحافة والصحافيين. وبعد فقدانها السيطرة على الإعلام المرئي على قمر "نايل سات"، ها هي مليشيا الحوثي تحاول احتكار الإعلام الإذاعي. وهذه المرّة قامت المليشيا بالقرصنة الأثيرية بقوة السلاح على إذاعة "حياة إف إم" الاجتماعية، بعد أيام فقط من نهبها وإغلاقها نهائياً لإذاعة "ناس إف إم" الاجتماعية، التي تعتبر أصغر إذاعة محلية تغطي العاصمة صنعاء وضواحيها.
وأوضح مصدر في إذاعة "حياة إف إم"، طلب عدم الكشف عن اسمه خوفاً على سلامته، أن طاقماً مسلحاً من مليشيا الحوثي اقتحموا مقر الإذاعة في صنعاء واختطف حارسيها لمدة أربعة أيام، وقام بقرصنة الإذاعة ونهبها كاملةً لصالحه، وغير اسمها وترددها من "حياة إف إم" على التردد 104.7 إلى إذاعة "صوت الشعب" على التردد 107.0، مع وضع مسلحين في المبني لمنع أي موظف من طاقم الإذاعة الأصليّة من الاقتراب من مكتبه.
وتعد هذه القرصنة، أول عملية يقوم بها "أنصار الله"، بعدما اقتصرت قرصنتهم على وسائل الإعلام الحكومية فقط، وإغلاق ونهب بقية مكاتب الوسائل الإعلامية، مع اختطاف الصحافيين واستخدامهم كدروع بشرية. إذ قام الحوثيون بتعريض حياة عبدالله قابل ويوسف العيزري للموت، وهما مراسلان لمحطتي "بلقيس" و"سهيل" المعارضتين للحوثيين، عندما احتجزوهما في مبنى حكومي كانت الجماعة على علم بأنه معرض للقصف من قبل طائرات التحالف الذي تقوده السعودية.
وتعد هذه المرّة الثانية التي تتعرض فيها إذاعة "حياة إف إم"، للاقتحام من قبل المليشيا منذ تسعة أشهر، حين نهب المسلحون كامل أصول الإذاعة، وتمّت إعادتها بعد دخول وساطات قبلية. وتعتبر أكبر الإذاعات الاجتماعية المستقلة في العاصمة صنعاء، وتلتزم بالتوعية الاجتماعية، وتتجنب تناول الشأن السياسي منذ افتتاح بثها بداية عام 2014.
اقرأ أيضاً: الحوثيون يُهيّئون إعلامياً لتحالف مع القاعدة
وفي مدينة الحديدة الساحلية غرباً، أعادت المليشيات اقتحام "مؤسسة أثير ميديا"، المالكة لإذاعة "وديان" المحلية، ونهبت أجهزتها، بعد أن كانت أقدمت على اقتحامها ونهبها في يناير/كانون الثاني الماضي.
وكانت "العربي الجديد" قد أفردت تقريراً عن الوضع الراهن للإذاعات اليمنية التي تشهد وضعاً صعباً أمام الممارسات القمعية المسلحة للحوثيين، والانهيار المالي والاقتصادي الذي أثر على دعم الشركات المعلنة لعمل الإذاعات. وبهذه العمليات يكون الأثير اليمني مُحتكراً بشكل كامل من قبل الإذاعات الحوثية المسيرة "وسام إف إم" و"إيرام" و"يمن ميوزيك" مع الإذاعات الحكومية المحلية في كافة المدن التي تسيطر عليها الحركة.
المجزرة الإعلامية مستمرة
من ناحية أخرى، اقتحمت المليشيات أيضاً مقر "مؤسسة الناس للصحافة"، غرب صنعاء، واختطفت اثنين من إعلامييها. وتعد "صحيفة الناس" الأسبوعية، آخر صحيفة معارضة قائمة، وهي موالية لـ"حزب التجمع اليمني للإصلاح" أبرز خصوم الحوثيين. وقد تأسست قبل 15 عاماً من قبل أشهر صحافيي اليمن، الراحل حميد شحرة.
وفي نفس اليوم، أوضح موظفو "مؤسسة الثورة للصحافة" الحكومية تهديد قيادات حوثية في المؤسسة بطرد أكثر من 400 موظف وصحافي، بعدما نفذ الموظفون في اليوم ذاته إضراباً مفتوحاً، احتجاجاً على عدم تسليم الحوثيين مستحقاتهم منذ ثمانية أشهر. كما اتهم بيان صحافي عن "مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي"، وهو مركز بحثي مستقل يُعنى بالشؤون الاقتصادية، أنّ مليشيا الحوثي قامت الأحد بنهب محتوياته كاملة، بعد أن استمرت في احتلال المركز منذ أبريل/نيسان الماضي. واعتبر المركز أن "هذا العمل يعد خرقاً واضحاً للنصوص القانونية والدستورية، التي تضمن حريّة واستقلالية عمل منظمات المجتمع المدني الطوعية، كما يتنافى مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والمواثيق والمعاهدات الدولية".
كما حفل ذلك اليوم بتفجير الحوثيين، منزل الإعلامية ذكرى العراسي، التي قذفت بحذائها القيادي الحوثي، حمزة الحوثي، وهو يتحدث في مؤتمر صحافي على هامش مفاوضات جنيف الفاشلة، نهاية الأسبوع الماضي، بعد قتل ثلاثة من أسرتها بنيران الحوثيين خلال هجماتهم على منازل السكان في مدينة عدن. في الوقت الذي أقيم مزاد ساخن لبيع الحذاء، وصلت قيمة الحذاء إلى خمسة ملايين ريال سعودي، قدّمها أحد رجال الأعمال السعوديين ورفضتها العراسي، لتحتفظ به لنفسها وتعتبره رمزاً مهما يشير إلى الحوثيين وحواراتهم التي تزيف الوقائع وتزور تمثيل الجنوبيين بأحد قادة الحوثيين القادمين من أقصى الشمال.
اقرأ أيضاً: نائب موالٍ للحوثيين يعرض موقعه للبيع
وتلقى الصحافي نادر الصلاحي، تهديداً بالتصفية الجسدية، عبر رسالة وردته على هاتفه من خلال تطبيق المحادثات "واتساب". واتهم صاحب الرسالة الصلاحي بالداعشية، مهدداً إياه بالقتل، ما لم يمتنع عن إرسال الرسائل الإخبارية التي يرسلها بالتطبيق. وحمل الصلاحي الجهات الأمنية ممثلة بوزارة الداخلية واللجنة الثورية التابعة للحوثيين، مسؤولية سلامته ما لم يتم القبض على صاحب الرسالة، خاصة أن رقم هاتفه مثبت.
وقد وصف إعلاميون حملة الحوثيين ضد الصحافة، خلال هذا الأسبوع، "بالمذبحة الإعلامية"، وأضافوا أن الممارسات الأخيرة تفصح عن وفاة حريّة الصحافة، بعد أن كانت أكبر إنجاز ديمقراطي على صعيد المنطقة، بالرغم من المساوئ التي اكتنفت طريق تطورها.
الحوثيون ينحرون الصحافة
وعقب هذا اليوم الأسود، وما سبقه من ممارسات الحوثيين الأخيرة المتصلة بالاقتحامات والترويع والاختطافات التي تطال الناشطين والصحافيين في مختلف محافظات اليمن، دعا الاتحاد الدولي للصحافيين، وأكثر من 30 منظمة دولية، في رسالة مشتركة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي "داتو راملان إبراهيم"، إلى اتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية الصحافيين الذين يقومون بتغطية الأحداث في اليمن.
وأعرب رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين، جيم بوملحة، عن قلقه إزاء زيادة الهجمات وأعمال العنف ضد الصحافيين، في بيانه، يوم الإثنين الماضي، مشيراً إلى ثمانية صحافيين قضوا هذا العام في اليمن، فيما لا يزال 12 صحافياً آخرين محتجزين.
وأضاف البيان: "أن هذه الرسالة جزء من حملة الاتحاد الدولي للصحافيين، للفت الانتباه إلى المحنة التي يواجهها الصحافيون اليمنيون، والعمل من خلال المنظمات الدولية، للضغط على جميع أطراف النزاع لإيقاف الهجمات على وسائل الإعلام، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات المرتكبة، والدعوة إلى الإفراج عن زملائنا المحتجزين".
اقرأ أيضاً: الصحافيون اليمنيون... دروع بشرية
وأوضح مصدر في إذاعة "حياة إف إم"، طلب عدم الكشف عن اسمه خوفاً على سلامته، أن طاقماً مسلحاً من مليشيا الحوثي اقتحموا مقر الإذاعة في صنعاء واختطف حارسيها لمدة أربعة أيام، وقام بقرصنة الإذاعة ونهبها كاملةً لصالحه، وغير اسمها وترددها من "حياة إف إم" على التردد 104.7 إلى إذاعة "صوت الشعب" على التردد 107.0، مع وضع مسلحين في المبني لمنع أي موظف من طاقم الإذاعة الأصليّة من الاقتراب من مكتبه.
وتعد هذه القرصنة، أول عملية يقوم بها "أنصار الله"، بعدما اقتصرت قرصنتهم على وسائل الإعلام الحكومية فقط، وإغلاق ونهب بقية مكاتب الوسائل الإعلامية، مع اختطاف الصحافيين واستخدامهم كدروع بشرية. إذ قام الحوثيون بتعريض حياة عبدالله قابل ويوسف العيزري للموت، وهما مراسلان لمحطتي "بلقيس" و"سهيل" المعارضتين للحوثيين، عندما احتجزوهما في مبنى حكومي كانت الجماعة على علم بأنه معرض للقصف من قبل طائرات التحالف الذي تقوده السعودية.
اقرأ أيضاً: الحوثيون يُهيّئون إعلامياً لتحالف مع القاعدة
وفي مدينة الحديدة الساحلية غرباً، أعادت المليشيات اقتحام "مؤسسة أثير ميديا"، المالكة لإذاعة "وديان" المحلية، ونهبت أجهزتها، بعد أن كانت أقدمت على اقتحامها ونهبها في يناير/كانون الثاني الماضي.
وكانت "العربي الجديد" قد أفردت تقريراً عن الوضع الراهن للإذاعات اليمنية التي تشهد وضعاً صعباً أمام الممارسات القمعية المسلحة للحوثيين، والانهيار المالي والاقتصادي الذي أثر على دعم الشركات المعلنة لعمل الإذاعات. وبهذه العمليات يكون الأثير اليمني مُحتكراً بشكل كامل من قبل الإذاعات الحوثية المسيرة "وسام إف إم" و"إيرام" و"يمن ميوزيك" مع الإذاعات الحكومية المحلية في كافة المدن التي تسيطر عليها الحركة.
المجزرة الإعلامية مستمرة
من ناحية أخرى، اقتحمت المليشيات أيضاً مقر "مؤسسة الناس للصحافة"، غرب صنعاء، واختطفت اثنين من إعلامييها. وتعد "صحيفة الناس" الأسبوعية، آخر صحيفة معارضة قائمة، وهي موالية لـ"حزب التجمع اليمني للإصلاح" أبرز خصوم الحوثيين. وقد تأسست قبل 15 عاماً من قبل أشهر صحافيي اليمن، الراحل حميد شحرة.
كما حفل ذلك اليوم بتفجير الحوثيين، منزل الإعلامية ذكرى العراسي، التي قذفت بحذائها القيادي الحوثي، حمزة الحوثي، وهو يتحدث في مؤتمر صحافي على هامش مفاوضات جنيف الفاشلة، نهاية الأسبوع الماضي، بعد قتل ثلاثة من أسرتها بنيران الحوثيين خلال هجماتهم على منازل السكان في مدينة عدن. في الوقت الذي أقيم مزاد ساخن لبيع الحذاء، وصلت قيمة الحذاء إلى خمسة ملايين ريال سعودي، قدّمها أحد رجال الأعمال السعوديين ورفضتها العراسي، لتحتفظ به لنفسها وتعتبره رمزاً مهما يشير إلى الحوثيين وحواراتهم التي تزيف الوقائع وتزور تمثيل الجنوبيين بأحد قادة الحوثيين القادمين من أقصى الشمال.
اقرأ أيضاً: نائب موالٍ للحوثيين يعرض موقعه للبيع
وتلقى الصحافي نادر الصلاحي، تهديداً بالتصفية الجسدية، عبر رسالة وردته على هاتفه من خلال تطبيق المحادثات "واتساب". واتهم صاحب الرسالة الصلاحي بالداعشية، مهدداً إياه بالقتل، ما لم يمتنع عن إرسال الرسائل الإخبارية التي يرسلها بالتطبيق. وحمل الصلاحي الجهات الأمنية ممثلة بوزارة الداخلية واللجنة الثورية التابعة للحوثيين، مسؤولية سلامته ما لم يتم القبض على صاحب الرسالة، خاصة أن رقم هاتفه مثبت.
وقد وصف إعلاميون حملة الحوثيين ضد الصحافة، خلال هذا الأسبوع، "بالمذبحة الإعلامية"، وأضافوا أن الممارسات الأخيرة تفصح عن وفاة حريّة الصحافة، بعد أن كانت أكبر إنجاز ديمقراطي على صعيد المنطقة، بالرغم من المساوئ التي اكتنفت طريق تطورها.
الحوثيون ينحرون الصحافة
وعقب هذا اليوم الأسود، وما سبقه من ممارسات الحوثيين الأخيرة المتصلة بالاقتحامات والترويع والاختطافات التي تطال الناشطين والصحافيين في مختلف محافظات اليمن، دعا الاتحاد الدولي للصحافيين، وأكثر من 30 منظمة دولية، في رسالة مشتركة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي "داتو راملان إبراهيم"، إلى اتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية الصحافيين الذين يقومون بتغطية الأحداث في اليمن.
وأعرب رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين، جيم بوملحة، عن قلقه إزاء زيادة الهجمات وأعمال العنف ضد الصحافيين، في بيانه، يوم الإثنين الماضي، مشيراً إلى ثمانية صحافيين قضوا هذا العام في اليمن، فيما لا يزال 12 صحافياً آخرين محتجزين.
وأضاف البيان: "أن هذه الرسالة جزء من حملة الاتحاد الدولي للصحافيين، للفت الانتباه إلى المحنة التي يواجهها الصحافيون اليمنيون، والعمل من خلال المنظمات الدولية، للضغط على جميع أطراف النزاع لإيقاف الهجمات على وسائل الإعلام، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات المرتكبة، والدعوة إلى الإفراج عن زملائنا المحتجزين".
اقرأ أيضاً: الصحافيون اليمنيون... دروع بشرية