اعتبارات نتنياهو السياسية تطيل أمد الحرب على غزة

19 مايو 2021
شتاينتس كما نتنياهو يؤيد مواصلة العملية العسكرية (جاك غويز/ فرانس برس)
+ الخط -

حذر عدد من المراقبين في تل أبيب من أنّ الاعتبارات السياسية لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يمكن أن تطيل أمد العدوان ضد قطاع غزة.

وقال معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "هآرتس"، يوسي ميلمان، اليوم الأربعاء، إنّ الاعتبارات السياسية لنتنياهو تدفعه إلى مواصلة الحرب التي دخلت يومها العاشر، على الرغم من أنها استنفدت أهدافها ووصلت إلى طريق مسدود".

وفي تحليل نشرته الصحيفة، اليوم الأربعاء، قال ميلمان إنّ "الحرب الدائرة، التي تمثّل رابع حرب تشنها إسرائيل على القطاع، تمثّل فرصة للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار طويل وشامل"، لكنه لفت إلى أنّ "حسابات نتنياهو السياسية تقلص من حماسه لخوض مسار التهدئة مع حركة حماس".

من ناحيته، أشار المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، إلى أنّ "وزراء في المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، وجنرالات في الجيش، يبدون حماساً لوقف إطلاق النار فوراً"، مستدركاً "إلا أنّ نتنياهو، الذي يتطلع إلى نصر واضح، لا يبدي حماساً إلى وقف القتال".

وفي تحليل نشرته الصحيفة، اليوم الأربعاء، أوضح هارئيل أنّ "النظر في مسألة وقف إطلاق النار في غزة تكتسب أهمية حالياً في ظلّ التطورات التي تشهدها الضفة الغربية، والتي جعلت الأوضاع الأمنية هناك بالغة الحساسية". وحذر من أنّ "المواجهات التي شهدتها جميع أرجاء الضفة الغربية أخيراً، يمكن أن تفضي إلى فقدان السيطرة على الأوضاع الأمنية بشكل خطير وغير مسبوق".

هارئيل: المواجهات في الضفة الغربية يمكن أن تفضي إلى فقدان السيطرة على الأوضاع الأمنية بشكل خطير وغير مسبوق

 

ولفت هارئيل إلى أنه "على الرغم من أنّ عدد القتلى الذين سقطوا في قطاع غزة نتيجة الحرب أكبر من عدد القتلى الإسرائيليين، إلا أنه بإمكان حماس أن تشعر بالرضا، لأنها نجحت في التشويش على نسق الحياة لملايين الأشخاص في إسرائيل".

في السياق ذاته، قال المراسل العسكري لـ"هآرتس"، ينيف بوكوفتش، في تحليل نشرته الصحيفة، اليوم، إنه "ليس بوسع القيادة الإسرائيلية أن تعلن تحقيق نصر في نهاية الحرب الدائرة، في ضوء القدرات العسكرية التي كشفت عنها حركة حماس".

ونقل بوكوفتش عن مسؤولين سياسيين وعسكريين إسرائيليين قولهم إنّ "إسرائيل فوجئت بعدد الصواريخ التي أطلقتها حماس إلى وسط إسرائيل وتحديداً إلى منطقة تل أبيب".

 

من ناحية ثانية، سلّط موقع "والاه" الإسرائيلي، الضوء على أنّ "فرنسا عرضت مسودة لمشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة".

ونقل المعلق السياسي في الموقع، باراك رافيد، عن مصدر فرنسي قوله إنّ "باريس ستطرح مشروع القرار لوقف إطلاق النار في حال لم يتم التوصل لوقف الحرب خلال الأيام المقبلة".

وأشار رافيد إلى أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "عرض مسودة قرار وقف إطلاق النار على كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني". وأضاف أنّ "الفرنسيين صاغوا المسودة بشكل يقلّص من فرص أن تستخدم الولايات المتحدة ضدها حق النقض الفيتو". وأعاد رفيد للأذهان حقيقة أنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أحبطت ثلاث محاولات لتمرير قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف الحرب.

وزير الطاقة الإسرائيلي يدعو لوقف إطلاق النار بشكل أحادي الجانب

 

في الإطار ذاته، قال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، في مقابلة مع موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الأربعاء، إنّ "إنهاء الحرب الدائرة ضد قطاع غزة، يجب أن يتم من جانب واحد، ومن دون التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مع حركة حماس".

وأضاف شتاينتس، وهو عضو المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، أنه "لا حاجة للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مع حماس على اعتبار أن قيادة الحركة ستعمد إلى خرقه بدون تردد". وتابع: "يمكننا التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار، لكن عندها بإمكان (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة) يحيى السنوار و(القائد العام لـ"كتائب عزالدين القسام") محمد الضيف، أو أي قيادي آخر، أن يتخلى عنه في حال ارتأى ذلك".

ولفت إلى أنه يؤيد مواصلة العملية العسكرية "طالما كان هناك ما يبرر ذلك من الناحية العملياتية"، مشدداً على أنه "يتوجّب عدم الكشف عن وقت وقف العمليات، من أجل تكريس حالة انعدام اليقين لدى الطرف الآخر".

وحول الدعوات المطالبة بتجريد حركة "حماس" من سلاحها، أوضح شتاينتس أنّ "أحداً ليس بوسعه تجريد الحركة من سلاحها، وتفكيك بناها العسكرية، بدون شن عملية برية واسعة في قطاع غزة"، مستدركاً أنّ "القيام بعملية برية يعني أن تكون إسرائيل مستعدة لدفع أثماناً باهظة". وأشار إلى أن "الظروف الحالية لا تسمح لإسرائيل بشن عملية برية، ولكن في يوم من الأيام ستكون مُطالبة بالقيام بها وتجريد حماس من سلاحها".

المساهمون