قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اليوم الإثنين، إن جلسة مجلس الأمن التي ستعقد يوم غد، الثلاثاء، ستخصص كذلك للمستجدات العالمية، ومن بينها القضية الفلسطينية، وإعادة تفعيل اللجنة الرباعية للسلام، في ظل الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن.
وأضاف اشتية، في كلمة له بمستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة الفلسطينية بمدينة رام الله، اليوم، إن القضية الفلسطينية ومبادرة الرئيس محمود عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط ستكون محور النقاش في جلسة مجلس الأمن غدا.
وفي سياق منفصل، تطرّق رئيس الوزراء إلى التوسع الاستيطاني وتطرف المستوطنين، وقال "شهدت الأيام والأسابيع الماضية ارتفاعاً كبيراً في عمليات التوسع الاستعماري الاستيطاني، والاستيلاء على أراضي المواطنين، وهدم بيوتهم، واقتلاع أشجار الزيتون في العديد من القرى والبلدات الفلسطينية، وهنا أحيي أهلنا فيها وهم يدافعون عن أراضيهم ومنازلهم". وأضاف "كما شهدت الأيام الماضية اعتداء المستوطنين على حركة تنقل المواطنين على الطرقات، كادت تودي بحياة بعض الأطفال والنساء، ومن بينهم الطفل جاد صوافطة، الذي كانت عائلته تستعد للاحتفال بإضاءة شمعته الثالثة، حيث تعرض لإصابة في وجهه، بينما عاشت العائلة لحظات رعب داخل المركبة، التي تعرضت لهجوم بالحجارة من قبل عشرات المستوطنين الإرهابيين الذين كانوا يمارسون إرهابهم أمام أعين جنود الاحتلال". ودان اشتية إرهاب المستوطنين المنظم، مطالباً دول العالم بوضع أسماء هؤلاء على قوائم الإرهاب ومنعهم من السفر.
من جهة أخرى، تحدّث رئيس الوزراء عن الإجراءات المتبعة ضد الشركات التي تتعامل مع المستوطنات، وقال "نتابع في الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد تلك الشركات، بغض النظر عن جنسيتها، ونأمل بتنبه الشركات ودولها لخطورة مخالفة القانون الدولي، في هذا الشأن، ولا سيما التعارض مع قرار مجلس الأمن (2334)".
ورحب اشتية بأي تراجع تقوم به بعض الجهات حول التعامل مع المستوطنات، ورفض الاحتلال، والالتزام بالقوانين الدولية.
إلى ذلك، دانت الحكومة الفلسطينية استيلاء جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية على قصر المفتي الحاج أمين الحسيني في الشيخ جراح بالقدس، وتحويله إلى كنيس يهودي، وزيادة أعداد الوحدات الاستيطانية المقامة في محيط البيت، ليصل عددها إلى 56 وحدة استيطانية.كما دانت الحكومة الفلسطينية اقتحام شرطة الاحتلال لقبة الصخرة المشرفة، ومنع عمال الصيانة من القيام بأعمال الترميم داخلها، وداخل المسجد المرواني، واستمرار إغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف أمام المصلين، داعياً المجتمع الدولي للتدخل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية والمسيحية.
ترحيب بالموقف السعودي إزاء التطبيع
في سياق آخر، أكد اشتية أن الحكومة الفلسطينية ترحب بموقف المملكة العربية السعودية الرافض للتطبيع مع إسرائيل، الذي عبر عنه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، والذي أكد فيه أن إقامة علاقات بين المملكة وإسرائيل مرهون بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق ما نصت عليه بنود مبادرة السلام العربية، فيما حيت الحكومة الفلسطينية المملكة العربية السعودية، ملكاً وحكومة وشعباً، على هذا الموقف، معربة عن أملها بأن يكون الأساس الذي يحدد فيه بقية الأشقاء العرب علاقاتهم بإسرائيل.
وبما يتعلق بالانتخابات الفلسطينية العامة، أشار اشتية إلى مطالبته خلال اللقاء الذي عقده قبل يومين مع نحو 50 من سفراء وقناصل الدول الأجنبية والعربية، بالإضافة إلى الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، بالتدخل لتسهيل إجراء الانتخابات في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك مدينة القدس، لافتاً إلى أنه جرت مناقشة متطلبات إنجاح الانتخابات، بما في ذلك مشاركة المراقبين الدوليين.