اشتباكات مسلحة بين كتيبة طوباس وأجهزة أمن السلطة... حاصرت واعتقلت عناصر منها

12 أكتوبر 2024
خلال تشييع قائد من كتبية طوباس في الضفة، 16 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

أصيب مواطن فلسطيني بجروح وصفت بالخطرة برصاص الأمن الفلسطيني، مساء الجمعة، خلال اشتباكات اندلعت بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وعناصر مسلّحة من كتيبة طوباس عقب اقتحام الأجهزة الأمنية أماكن وجود أفراد الكتيبة، ومطاردتهم واعتقال أربعة منهم من مركبتهم بعد نصب كمين لهم وسط مدينة طوباس شمال الضفة الغربية.

وبحسب مقاطع مصوّرة على مواقع التواصل، اندلعت اشتباكات عنيفة ومواجهات تم خلالها تفجير عبوات وإشعال إطارات مطاطية وإغلاق طرق ومداخل رئيسية، على إثر ملاحقة الأجهزة الأمنية لأفراد الكتيبة واقتحام منطقة وجودهم، في حين استجاب عشرات الشبّان لدعوات كتيبة طوباس بالخروج إلى الشوارع ومنع استفراد الأجهزة الأمنية بهم، خاصّة أنها دفعت بتعزيزات عسكرية انتشرت في شوارع طوباس.

وقالت مصادر محلّية وأخرى فصائلية من طوباس (فضلت عدم ذكر اسمها) في حديث لـ"العربي الجديد" إن الأجهزة الأمنية بحدود الساعة السادسة مساءً اقتحمت عبر مركبات مدنية منطقة البلدة القديمة حيث أفراد الكتيبة الفارين من الأجهزة الأمنية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بهدف تنفيذ حملة اعتقالات واسعة، بعد أن استطاعت الأجهزة الأمنية خلال أسبوعين اعتقال ستة أفراد من الكتيبة، واعتقال آخرين بتهمة "تقديم خدمات ومساعدة أفراد الكتيبة".

وفور وصول الأجهزة الأمنية منطقة السوق، اندلعت اشتباكات مسلّحة عنيفة، وفجّرت الكتيبة عبوات قبل تقدم عناصر الأمن بهدف منعهم من الوصول إلى عمق البلدة، إلا أن الأجهزة الأمنية استطاعت اعتقال شابّين من المكان وإصابة شاب آخر بالرصاص، إذ يتلقى العلاج في المستشفى التركي. وبحسب المصدر الفصائلي فإن الشبّان الغاضبين الذين يتم اعتقالهم من دون انتمائهم إلى الكتيبة، يُتهمون بتقديم الدعم والمساعدة لأفراد الكتيبة الذين تتعامل معهم الأجهزة الأمنية بوصفهم "مشاغبين".

وتعيش طوباس منذ اعتقال أحمد أبو العايدة قائد الكتيبة (التابعة لسرايا القدس - الجناح العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي) في الثامن من الشهر الجاري، حالة غير مسبوقة من الاستنزاف الدموي بين أفراد الكتيبة وعناصر الأجهزة الأمنية وفق المصدر الذي يقول: "كرة النار تتدحرج وفشلت كل محاولات الحلّ من العشائر والفصائل والشخصيات الاعتبارية لأن السلطة الفلسطينية لم تتجاوب مع الحلول، كونها تتعامل وفق الالتزامات الأمنية بينها وبين الاحتلال الإسرائيلي".

ووسط عدم تجاوب الأجهزة الأمنية مع جهود الحلّ، فإن التواصل بات في الآونة الأخيرة أصعب مع أفراد الكتيبة بحسب المصدر الذي أشار إلى أن أفراد الكتيبة يتخذون احتياطات أمنية نتيجة الملاحقة من الأجهزة الأمنية والاحتلال، وهم موجودون في بيوت قديمة بعيدة عن منازلهم ويتنقلون بحذر، "لأن الحالة التي شكّلوها باتت الآن مهددة بالكامل"، على حد تعبيره.

وأوضح المصدر أن أبو العايدة الذي اعتُقل من منطقة شارع سيريس، قرب مخيّم الفارعة جنوب المدينة، أصيب خلال اعتقاله برصاص الأمن، ونُقل إلى خارج طوباس من دون أن تبلغ الأجهزة الأمنية معلومات حول مكان اعتقاله، إلا أن المرجّح أن يكون في سجن أريحا المركزي، أو سجن جنيد العسكري في جنين. وتواصل "العربي الجديد" مع عائلة أبو العايدة التي أكدت عدم علمها بمكان اعتقال نجلها كون الأجهزة الأمنية ترفض حتى اللحظة إبلاغهم بذلك.

وأصدرت "سرايا القدس - الضفة الغربية" بياناً حول أحداث طوباس، جاء فيه: "نوجه النداء الأخير، وقد بلغ الظلم منا مكاناً لا قدرة لنا على حمله، وكنا حريصين على الوحدة مع كافة مكونات شعبنا حتى أولئك الذين يخالفون خيار المقاومة، وما زلنا الأحرص (الأشد حرصاً) على هذا النهج الذي نمضي به، على خيار شهدائنا العظماء الذين سفكت دماؤهم على أيدي أجهزة أمن السلطة، منذ انطلاقة خيار الجهاد الإسلامي في فلسطين ودماء أيمن الرزاينة، وعمار الأعرج خير شهيد على أننا لم نمضِ من يومها في محاربة أجهزة أمن السلطة، رغم ما نعانيه ونقاسيه من ظلمها. لذلك نهيب بالجميع وندعو كل حرٍ شريف للنفير وفكّ الحصار عن مقاتلي كتيبة طوباس المحاصرين من الأجهزة الأمنية التي تحاول القضاء على حالة المقاومة تحقيقاً لحلم قادة العدو والمستوطنين".

المساهمون