استمرت الاشتباكات بشكل متقطع حتى صباح اليوم بين عناصر تنظيم "داعش" و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، تتخللها ضربات من التحالف الدولي ضد التنظيم على أطراف سجن الصناعة في حي غويران، في حين تعرضت "قسد" وقوات النظام لعدة هجمات متفرقة في دير الزور كبدتها خسائر بشرية.
وقالت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد" إن الاشتباكات ما زالت مستمرة بشكل متقطع في سجن الصناعة مع استمرار فشل المفاوضات، إذ تطالب "قسد" عناصر التنظيم بالاستسلام بعد حصارهم بشكل كامل من الجهات كافة.
وقالت المصادر إن طيران التحالف استهدف فجر اليوم أطراف السجن بخمس ضربات على الأقل، مضيفة أن الضربات التي ينفذها طيران التحالف جلها ضربات مركزة ودقيقة برشاشات ثقيلة من الطيران المروحي، وليست ذات أثر تدميري كبير، وهي للضغط على عناصر التنظيم، مؤكدة أن بناء السجن لا يتحمل غارة واحدة حقيقية من طيران التحالف.
وتستمر "قسد" في فرض حظر تجوال كامل في مدينة الحسكة، تزامناً مع تنفيذ عمليات مداهمة وتفتيش في الأحياء المحيطة بحي غويران، بحثاً عن فارين من عناصر التنظيم، وكانت مصادر قد أكدت اعتقال نحو 50 عنصراً من عناصر التنظيم ونقلهم إلى سجن للمليشيات في مدينة القامشلي.
وقالت مصادر من ريف دير الزور الشرقي إن حواجز ودوريات لـ"قسد" تعرضت لهجمات من خلايا تنظيم "داعش" في مناطق خاشع والجسمي والحريجي شرقي ناحية الصور، وحاجز في مدينة البصيرة إضافة إلى هجوم على حاجز الري في مدينة الشحيل وحاجز محطة المياه في بلدة ذيبان وحاجز محطة المياه عند ضفة الفرات في قرية الرز.
وذكرت المصادر أن الهجمات خلفت خسائر بشرية في صفوف "قسد"، جلها كانت في الهجوم على حاجز قرية الرز، وجاء ذلك تزامناً مع عمليات التفاوض بين "قسد" والتنظيم في سجن الصناعة بالحسكة.
وتحدثت المصادر عن حالة استنفار تعيشها جميع المقرات التابعة لـ"قسد"، وشهد منتصف الليلة الماضية إطلاق قنابل ضوئية بشكل مكثف في السماء من قاعدة التحالف في حقل العمر النفطي، وذلك بهدف رصد التحركات في محيط الحقل، تخوفاً من وقوع هجمات من خلايا التنظيم.
وقالت مصادر أيضاً إن دورية لـ"قسد" تعرضت لتفجير عبوة ناسفة بالقرب من مفرق الجزرات في الطرف الغربي لمدينة الرقة، ما أدى إلى أضرار مادية فقط.
وكانت "قسد" قد أعلنت مساء الأحد الماضي عن السيطرة على الوضع في محيط السجن، والبدء بعملية السيطرة على السجن بمشاركة 10 آلاف عنصر من عناصرها ومن عناصر قوات الأمن التابعة لها، بمساندة من التحالف الدولي ضد التنظيم بقيادة واشنطن.
غارات روسية في البادية
من جانبه استأنف الطيران الحربي الروسي صباح اليوم شن غارات على مناطق متفرقة في بوادي دير الزور والرقة وحماة، مستهدفاً نقاطاً مجهولة يرجح أنها مواقع يعتقد تمركز خلايا تنظيم "داعش" فيها.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن ست طائرات روسية أقلعت اليوم من قاعدة حميميم ونفذت غارات في عمق البادية، بينما لم تتبين طبيعة الأهداف التي طاولتها، وذلك يأتي تزامناً مع عملية تمشيط برية تقوم بها قوات النظام والمليشيات الموالية لها في دير الزور والرقة عقب هجمات من خلايا تنظيم "داعش".
من جهتها، أكدت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام أن "وحدات من الجيش والقوات الرديفة تصدّت لهجمات مباغتة من خلايا تنظيم "داعش"، على نقاط عسكرية بمنطقة الميادين شرق دير الزور"، مضيفة: "إن الوحدات خاضت اشتباكات ضارية مع الدواعش، وقتلت العديد منهم وجرحت آخرين".
ونقلت عن مصدر ميداني أن "الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، استهدف بغارات مكثفة تحركات ومواقع للدواعش بعمق البادية".