اشتباكات بين مقاومين والأمن الفلسطيني في طوباس والفارعة

14 فبراير 2024
حذّر مقاومون من مواصلة الأمن الفلسطيني اعتقال المقاومين والمطلوبين للاحتلال (Getty/أرشيف)
+ الخط -

ما زال التوتر يخيم على مدينة طوباس، ومخيم الفارعة للاجئين الفلسطينيين جنوب طوباس، شمال شرقي الضفة الغربية المحتلة، عقب ليلة أمس، التي شهدت اشتباكات مسلحة عنيفة بين مقاومين فلسطينيين وعناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن مركبة كانت تقلّ عدداً من أفراد كتيبة طوباس التابعة لـ"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، تعرضت لمحاولة لإيقافها من عناصر أمنية فلسطينية، ثم إطلاق نار لم يصب به أحد، ليتطور المشهد لاحقاً إلى اشتباك بين الطرفين بالرصاص.

ووفق الشهادات المحلية، كان المقاومون يجوبون شوارع طوباس، بعد توارد معلومات عن وجود لقوات خاصة تابعة للاحتلال في المنطقة، قبل أن يتعرضوا للملاحقة من الأمن الفلسطيني.

وعبّر شبان عن رفضهم لتصدي السلطة الفلسطينية للمقاومين، بإغلاق بعض الشوارع الرئيسية والفرعية في المدينة وإشعال الإطارات المطاطية.

وبعد شيوع نبأ المواجهة المسلحة، ظهر اليوم الأربعاء، عمت حالة من التوتر في مخيم الفارعة القريب، الذي سبق وأن شهد مواجهات عنيفة بين مسلحين وعناصر أمن السلطة، التي اعتقلت عدداً من المطلوبين لقوات الاحتلال الإسرائيلي.

وفي بيان لها، حذرت "كتيبة الفارعة" من مواصلة السلطة ممارساتها باعتقال المقاومين والمطلوبين لقوات الاحتلال، وقالت الكتيبة: "إنه في ظل الأوضاع المأساوية التي يمر بها شعبنا من كيد الاحتلال والألم الكبير الذي يعانيه شعبنا في قطاع غزة، تواصل السلطة تنفيذ الاعتقالات السياسية بحجج واهية، من خلال ملاحقة المطلوبين لقوات الاحتلال وآخرهم اعتقال المطارد يوسف التايه".

ووجهت الكتيبة رسالة تحذير إلى الأجهزة الأمنية، ملخصها أن "أي مساس بالمعتقل التايه أو التضييق عليه سوف يقود إلى نتائج لا تحمد عقباها".

سلاحنا نحو الاحتلال

وقال مصدر مقرب من كتيبة طوباس لـ"العربي الجديد"، إن سلاح المقاومة موجه فقط للاحتلال الإسرائيلي، "وهذه الرسالة أكدنا عليها مراراً وتكراراً، وأبلغناها لعدد من الوسطاء، لكن السلطة الفلسطينية ومن خلال أجهزتها الأمنية تصر على ملاحقتنا، واعتقال عناصرنا ومصادرة سلاحنا، وهذا ما نرفضه".

وأشار إلى أن الشارع الفلسطيني يغلي "جراء ما يجري في قطاع غزة من مجازر، وعمليات القتل والإعدامات والتوغلات في الضفة الغربية، وهذا يتطلب من الجميع التوحد خلف راية المقاومة، ونبذ أي تقارب مع الاحتلال وتنفيذ الأجندة الأمنية التي ثبت للقاصي والداني أنها تصب في مصلحة العدو فقط، وتزيد من الشرخ الداخلي". 

اشتباكات جنين 

ودارت قبل يومين اشتباكات مسلحة وصفت بـ"العنيفة" بين مقاومين وعناصر أمن السلطة في مدينة ومخيم جنين، وبعض البلدات القريبة منها، على خلفية اعتقال الأخيرة اثنين من المقاومين من كتيبة جنين، مساء الأحد، ومصادرة سلاحهما، عقب نصب الأجهزة الأمنية كميناً لمركبة كانا يستقلانها.

وأصدرت الكتيبة بياناً لها عقب الحادثة، قالت فيه، "إن ما يدمي القلب أن تأتينا الطعنة القاتلة من الخلف، من أبناء جلدتنا من أجهزة أمن السلطة التي قامت قبل حوالي أسبوع باعتقال عبود الناطور وقيس البيطاوي وأحمد أبو عابد ومصادرة سلاحهم الطاهر والشريف، كما اعتقلوا المطارد أمجد القنيري، ويوم الأحد قاموا باعتقال عدي أبو ناعسة وشريف أبو شريف وسلاحهما ومركباتهما والاعتداء عليهما".

وأكد البيان أن "الاعتقال السياسي بحق إخوتنا وأبنائنا المجاهدين لهو وصمة عار، ومن المخجل أن نخوض المعارك مع الاحتلال ونطعن من الخلف"، ودعا البيان قيادة حركة فتح إلى أن تقف عند مسؤوليتها، في "كبح هكذا تصرفات، من ملاحقة واعتقال... فلقد نهضنا لقتال العدو وما دون ذلك هوامش".

وحذّر البيان الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية من أن "العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم"، على حد تعبيره.

من جهته، أعلن الناطق الرسمي باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية طلال دويكات، تمكن الأمن من القبض على شخصين من المتورطين في اعتداء على عنصرين من الشرطة في نابلس، السبت الماضي.

وأشار دويكات إلى أنه تمت مصادرة قطعتي سلاح كانتا بحوزة الشخصين المتورطين في الاعتداء، وأن القبض على الشخصين المتورطين جاء بعد عملية متابعة حثيثة قامت بها أجهزة الأمن الفلسطينية لحادثة الاعتداء، "التي قامت بها مجموعة من الخارجين على القانون، وطاولت عنصرين من رجال الشرطة الفلسطينية أثناء عملهم الرسمي في محافظة نابلس"، بحسب دويكات.

وكانت مجموعة من المسلحين تقدر بخمسة عشر شخصاً هاجمت مركزاً صغيراً للشرطة الفلسطينية، مكلف بحماية قبر يوسف في المنطقة الشرقية لمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، يوم السبت، واستولت على الأسلحة التي كانت بحوزة عناصر الأمن الفلسطيني، بعد أيام فقط من اعتقال تلك الأجهزة لثلاثة مقاومين من مدينة جنين كانوا بمركبة على الطريق الرابط بين مدينتي نابلس وجنين، وصادرت سلاحهم.

وشهدت الأشهر الماضية ملاحقة الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية لعناصر المقاومة، في مختلف محافظات الضفة الغربية، وخاصة في شمالي الضفة، كما أزالت الأجهزة الأمنية الفلسطينية عبوات ناسفة كان يضعها مقاومون بالشوارع من أجل التصدي لاقتحامات قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقتلت عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الأول من الشهر الماضي، الشاب أحمد هاشم عبيدي (18 عاماً) من بلدة برقين غرب جنين، حينما أطلقت تلك العناصر الرصاص باتجاه سيارة كان يقودها عبيدي في محيط مدينة جنين في وقت متأخر من الليل، وأقرت السلطة الفلسطينية بالحق العشائري، وتبني أحمد شهيداً، وتحويل ملفه إلى لجنة أهالي الشهداء، وهو شرط أكدته عائلته في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، من أجل القبول بتشييعه ومواراته الثرى.

المساهمون