أعلن الجيش السوداني، الخميس، عودة وفده التفاوضي من مدينة جدة السعودية إلى البلاد للتشاور، معرباً عن استعداده لمواصلة التفاوض مع قوات الدعم السريع في حال تذليل المعوقات.
ومنذ منتصف إبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة، بحسب الأناضول.
ومشيداً بجهود السعودية لإنجاح جميع جولات المباحثات في جدة، قال الجيش في بيان: "نؤكد رغبتنا في التوصل إلى اتفاق فاعل وعادل يوقف العدائيات ويمهد لمناقشة قضايا ما بعد الحرب".
ولفت إلى أنه أرسل وفده إلى جدة، في 5 مايو/أيار الماضي، استجابةً لمبادرة مشتركة طرحتها الولايات المتحدة والسعودية، واتهم "الدعم السريع" بعدم تنفيذ التزاماتها بموجب تفاهمات جرى التوصل إليها في أكثر من جولة تفاوضية.
وتابع: "عقب عطلة عيد الأضحى المبارك، انخرط وفدنا في مباحثات غير مباشرة برعاية الجانب السعودي، وتم التوصل إلى تفاهمات مبدئية حول اتفاقية إعلان المبادئ العامة للتفاوض وآلية المراقبة والتحقق، والتي تتمثل في إنشاء (المركز المشترك لوقف إطلاق النار)، الذي ستقوده السعودية".
وأضاف: "كما تباحث الوفد حول مسودة وقف للعدائيات تم التوافق فيها على كثير من النقاط، إلا أن الخلاف حول نقاط جوهرية، بينها إخلاء المتمردين منازل المواطنين في العاصمة وإخلاء مرافق الخدمات والمستشفيات والطرق، أدى إلى عدم التوصل إلى اتفاق وقف العدائيات".
ومضى قائلاً: "ونتيجة لذلك، عاد وفدنا إلى السودان، الأربعاء 26 يوليو (تموز) 2023، للتشاور، مع الاستعداد لمواصلة المباحثات متى ما تم استئنافها بعد تذليل المعوقات".
قوات الدعم السريع تعلق
من جهتها، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بإعاقة التوقيع على اتفاق وقف الاعتداء وإعلان المبادئ العامة لمفاوضات الحل الشامل، خلال مفاوضات جدة.
وأكدت في بيان أن وفدها التفاوضي لا زال موجوداً في مدينة جدة "احتراماً وتقديراً لرغبة الشعب السوداني برفضه المطلق لدعوات توسيع دائرة الحرب".
وقال مستشار قوات الدعم السريع أحمد عابدين، لـ"العربي الجديد" إن "الجيش لا يملك اي قرار في موضوع التفاوض والحرب، فقراره مختطف من قبل عناصر حزب المؤتمر الوطني (حزب الرئيس المعزول عمر البشير) ولن يوافق على اتفاق ما لم يلبي شروط الحزب الذي يسعى لأن يكون جزءا من العملية السياسية التفاوضية".
وأكد عابدين استعداد "الدعم السريع للتفاوض في أي لحظة دون شروط غير شرط الجيش المهني الواحد، وتسليم السلطة للمدنيين وإعادة بناء مؤسسات الدولة وتفكيك دولة المؤتمر الوطني".
تجدد المواجهات في أم درمان
ميدانياً، تجدد القتال في مناطق شمال أم درمان، وبحسب شهود عيان، سُمع دوي انفجارات قوية بالقرب من منطقة وادي سيدنا العسكرية.
وقال بيان لقوات الدعم السريع إنها نفذت، فجر اليوم الخميس، مهمة عسكرية جديدة داخل قاعدة وادي سيدنا العسكرية، وأشار إلى أن القوات تمكنت من تدمير 3 طائرات حربية ومخازن للأسلحة والمعدات الحربية والمؤن.
وكان وفداً من قوى إعلان الحرية والتغيير وصل إلى العاصمة البلجيكية بروكسل تلبية لدعوة من الاتحاد الأوروبي للمشاركة في لقاء تشاوري حول سبل وقف الحرب وإحلال السلام والتحول الديمقراطي في السودان، وتعزيز جهود معالجة الأزمة الإنسانية التي خلفتها حرب 15 إبريل/نيسان.
وقال خالد عمر يوسف، القيادي بالحرية والتغيير، في صفحته على فيسبوك، إن اللقاء يشارك فيه عدد من الفاعلين السودانين، وممثلون عن الاتحاد الأفريقي ومبعوثو وسفراء الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء لدى السودان.