سقط عشرات القتلى والجرحى، اليوم الإثنين، في معارك ضارية بين الجيش اليمني وجماعة الحوثيين في الأطراف الجنوبية لمدينة مأرب، وسط تصعيد واسع لمقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية.
وقالت مصادر عسكرية حكومية لـ"العربي الجديد"، إن جماعة الحوثيين تكبدت اليوم الإثنين، خسائر فادحة جراء تسللها إلى مناطق مفتوحة جنوبي مأرب، في مسعى لتضييق الخناق على معاقل القوات الحكومية.
وأشارت المصادر، إلى أن مجاميع حوثية حاولت التسلل إلى مناطق متقدمة في أطراف مديرية الجوبة، وتحديداً في السواد واليعرة، وهو ما جعلها مكشوفة الظهر لضربات مدفعية الجيش الوطني ومقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية.
وفيما قدّرت المصادر سقوط أكثر من 40 قتيلاً وجريحاً في صفوف الحوثيين، أقرت وسائل إعلام تابعة للجماعة، في وقت سابق اليوم، بمقتل 16 عسكرياً تم تشييعهم في موكب جنائزي واحد بالعاصمة صنعاء.
وكان الجيش اليمني قد أشار إلى أنه يخوض معارك "بتكتيك قتالي عال" في جبهات جنوبي مأرب، وقال في بيان صحافي، إن قواته أفشلت كل الهجمات ومحاولات التسلل الحوثية في مختلف محاور الجبهة الجنوبية، بعد معارك أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وذكر البيان، أن مدفعية الجيش الوطني تمكنت من تدمير دوريتين لجماعة الحوثيين كانتا تحملان تعزيزات بشرية إلى الجبهة الجنوبية لمأرب.
#مارب
— المركز الإعلامي للقوات المسلحة #اليمن (@Yem_army_media) November 1, 2021
مدفعية الجيش تدمر طقمين كانا يحملان تعزيزات في طريقها إلى مليشيا الحوثي الإيرانية في الجبهة الجنوبية لمحافظة مارب.
الحوثيون يعلنون تحقيق تقدم جديد جنوب مأرب
في المقابل، أعلنت جماعة الحوثيين، مساء اليوم، أنها حققت تقدماً جديداً جنوبي مأرب، وذلك بالسيطرة على مناطق هامة في أطراف مديرية الجوبة المتاخمة لمدينة مأرب من الجهة الجنوبية والجنوبية الغربية.
وذكرت صحيفة "الثورة" الرسمية الخاضعة للجماعة، أن المكاسب الجديدة تمثلت بالسيطرة على مناطق اليعرة والسواد والحجيرة، فضلاً عن اتفاقات مع رجال القبائل لتسليم مناطقهم سلمياً من دون قتال.
وزعمت جماعة الحوثيين، أن المكاسب التي تحققت خلال الـ 24 ساعة الماضية، أدت إلى التحام مقاتليها، والتقاء مسارَي جبهة صرواح وجبهات جنوب غرب مأرب، من دون أن يتسنى لـ"العربي الجديد" التحقق من تلك المزاعم من مصدر مستقل.
عمليات جوية مكثفة للتحالف على جبهات مأرب
ونفذ الطيران الحربي للتحالف الذي تقوده السعودية، اليوم الإثنين، عمليات جوية مكثفة على تجمعات ومواقع مفترضة لجماعة الحوثيين في مختلف جبهات مأرب الجنوبية والغربية وأطراف الجوف، بالتزامن مع استعار المعارك على الأرض.
وأقرت جماعة الحوثيين، بوقوع 40 غارة جوية، ضربت غالبيتها مديرية الجوبة بواقع 17، فيما تم استهداف الأطراف الغربية في مديريتي صرواح ومدغل بـ 13 غارة، وفقاً لقناة "المسيرة" الناطقة بلسان الجماعة.
#المسيرة_عاجل | #مارب: 17 غارة لطيران العدوان السعودي الأمريكي على مديرية #الجوبة
— المسيرة - عاجل (@alosbou) November 1, 2021
وذكرت القناة، أن الطيران شن أيضاً 7 غارات على منطقة اللبنات في مديرية الحزم بمحافظة الجوف، فضلاً عن 3 غارات في عمران وصعدة، بعيداً عن مسرح العمليات الرئيسية.
عبد الملك يناقش التصعيد الحوثي مع السفير البريطاني
سياسياً، ناقش رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً معين عبد الملك، مع السفير البريطاني لدى بلاده ريتشاد أوبنهايم، التصعيد الحوثي على مدينة مأرب، والاستهداف المتكرر للمدنيين والمواقف الدولية تجاه ذلك، وفقاً لوكالة "سبأ" الرسمية.
وانتقد عبد الملك ما وصفه بـ"التهاون الدولي" مع مليشيا الحوثي، وقال إن التعاطي الدولي "لم يعد يجدي نفعاً ما لم تكن هناك مواقف ورسائل واضحة، لتلبية الشروط الموضوعية للسلام".
في السياق، طالب وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، الأمم المتحدة بـ"رفع مستوى التدخلات الإنسانية في مأرب لمواجهة الفجوة في المساعدات الإغاثية نتيجة ارتفاع أعداد النازحين"، لافتاً إلى أن حصيلة النزوح خلال شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول فقط، بلغت أكثر من 50 ألف نازح من مديريات جنوب مأرب.