استمرار التظاهرات في جورجيا ضد قانون "التأثير الأجنبي"

13 مايو 2024
يرفض المتظاهرون قانوناً جديداً يعتبرونه إملاء روسياً، تبليسي 12 مايو 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- عشرات الآلاف تظاهروا في تبليسي، جورجيا، رغم الأمطار الغزيرة، رافضين قانون "التأثير الأجنبي" الذي يقيد الحريات بفرض تسجيل المنظمات غير الحكومية كـ"أدوات لقوى أجنبية" إذا تجاوز تمويلها الخارجي 20%.
- المتظاهرون، بما فيهم ناشطون شباب، أعربوا عن تمسكهم بالحرية ورفضهم للتبعية لروسيا، مؤكدين على أهمية الانضمام للاتحاد الأوروبي ورفض السياسات الحالية التي تحاول فرضها الحكومة.
- الحراك الشعبي يواجه تحديات بسبب الأغلبية البرلمانية لحزب الحلم الجورجي، مما يعقد مسار رفض القانون، لكن الناشطين مصممون على الاستمرار في التظاهر لتحقيق مستقبل ديمقراطي ومستقل لجورجيا.

خرج عشرات الآلاف إلى شوارع عاصمة جورجيا تبليسي، الأحد، في تظاهرات حاشدة انطلقت من خمس نقاط تجمّع رغم الأمطار الغزيرة، وجاب المتظاهرون شوارع المدينة معبّرين عن رفضهم لقانون "التأثير الأجنبي" الذي يحاول حزب الحلم الجورجي الحاكم فرضه على البلاد.

ومن أبرز التجمعات التي شهدتها العاصمة كان التجمع أمام مقر البرلمان وحول بيت الرئاسة في منطقة أفلاباري، حيث رفع المتظاهرون لافتات تدين محاولة الحزب الحاكم فرض التبعية للكرملين وتطالب رئيسة البلاد، سالومي زورابيشفيلي، بالتدخل لمنع سن هذا القانون المثير للجدل. ويرغم القانون، الذي تصفه المعارضة بـالقانون الروسي المستوحى من إملاءات موسكو، المنظمات غير الحكومية التي تتلقى أكثر من 20% من تمويلها من خارج جورجيا على التسجيل أنها "تسعى إلى تحقيق مصالح قوة أجنبية"، الأمر الذي من شأنه تقييد الحقوق الديمقراطية وتكميم وسائل الإعلام على حد تعبير المتظاهرين.

وقالت الناشطة مريم أوراغفيلدزي (25 عاماً) لـ"العربي الجديد": "أنا هنا لأن الشعب الجورجي يعشق الحرية.. لا نريد أن نكون مجرد مقاطعة روسية، فتاريخ بلادنا يمتد لآلاف السنين، ولا يمكن أن نكون عبيداً لأحد. شهدنا معارك دموية في تاريخنا وفقدنا آلاف الأرواح، لكن ما زلنا صامدين، وننشد نشيد الحرية لجورجيا.. ولا يمكن لأحد أن يبيدنا". وأضافت: "اليوم يمكنك أن ترى أن جيلنا يصنع المستقبل، قد يعتقد الروس أن بإمكانهم تطويعنا واستعبادنا، لكننا نمتلك روح المقاومة.. دماء آبائنا وأجدادنا دليل على ذلك".

كما أكدت الناشطة إينا بابياشفيلي (22 عاماً) لـ"العربي الجديد" رفضها لقانون "التأثير الأجنبي" "الروسي" ولمحاولة الحزب الحاكم جعل بلادها تابعة لموسكو، وقالت إنّ شعبها يطمح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وأضافت: "لا نريد أن نكون عبيداً للروس، إننا نعشق الحرية، نأمل بمستقبل أكثر سعادة.. إننا أمة صلبة، وسنربح هذه المعركة".

أما الناشط داتو لورسماناشفيلي (20 عاماً) فقال في حديثه لـ"لعربي الجديد": "أنا هنا لأنني لا أريد لبلدي جورجيا الخضوع للتأثير الروسي، فشعبنا لم يحارب طيلة تاريخه لينتهي به الأمر ببيع البلاد لموسكو. مع الأسف، هذا ما يحاول الحزب الحاكم فعله اليوم، وعلينا أن نتحد في مواجهة هذه السياسة".

من جهتها قالت الناشطة نيني ماتشاراشفيلي (19 عاماً) "إننا اليوم نصنع مستقبل بلادنا، وهذه مسؤولية جيلنا. لا نهاب هذه الحكومة، فلدينا القوة الكافية للانتصار في هذه المعركة"، وأضافت "الأفضل لمستقبلنا أن نكون ضمن الاتحاد الأوروبي، وسنتظاهر كل يوم حتى تحقيق هذا". كما أكدت أن رئيس الحكومة السابق، ميخائيل ساكاشفيلي، الموالي لواشنطن، لا يمكن أن يكون البديل "نريد ديمقراطية حقيقية، وعلينا خلق بديل ثالث. السياسيون أنانيون ولا يفكرون إلا بأنفسهم، لذا، علينا مواجهتهم".

جدير بالذكر أن بإمكان رئيسة البلاد استخدام حق النقض لمنع إقرار قانون "التأثير الأجنبي"، غير أن حزب الحلم الجورجي يتمتع بغالبية كبيرة في البرلمان، ما يتيح له التصويت ضدّ الفيتو الرئاسي.

المساهمون