تواصلت حدّة القتال بين قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً في محافظة أبين، جنوبي البلاد، رغم الأنباء عن تفاهمات سياسية متقدمة لإعلان الحكومة، بالتوازي مع معارك متصاعدة في محافظتي الجوف ومأرب، شمال وشرق البلاد.
وقالت مصادر قبلية وشهود لـ"العربي الجديد" إنّ انفجارات عنيفة سُمعت اليوم الأربعاء، شمال مدينة زنجبار وأطراف منطقتي الطرية والشيخ سالم، وسط تبادل مكثف للقصف بكافة أنواع الأسلحة.
وأشارت المصادر إلى أن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي دفعت بتعزيزات ضخمة تتألّف من دبابات ومدافع متطورة، كانت السعودية قد قدمتها للانفصاليين، إلى مناطق التماس في أبين.
كذلك دفع وكلاء أبوظبي، بمئات المقاتلين مما يسمى بقوات الحزام الأمني في منطقة يافع، واللواء الثالث صاعقة الذي يقوده شقيق رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وفقاً للمصادر.
وأعلن القيادي الانفصالي، أحمد سعيد بن بريك، في تغريدة على تويتر، أن القوات التابعة لهم، تسطر ما سمّاها بـ" الملاحم البطولية" للدفاع عن الأرض بوجه الغزاة، في إشارة إلى القوات التابعة للحكومة الشرعية.
يسطر ابطال قواتنا المسلحة ملاحم بطولية للدفاع عن الارض والعرض في أبين ضد الغزاة من مليشيات الاخوان الذين تركوا ارضهم ومنازلهم للحوثيين في محاولات بائسة لتعطيل اتفاق الرياض ، ليعلم هؤلاء اننا وقواتنا وابطالنا المرابطين ، #بنقوش_ابوهم_قوش#وبعدها_يلحسو_كراسيعهم
— أحمد سعيد بن بريك (@ahmed_binbreak) November 18, 2020
واعتبر بن بريك، الذي يوجد في العاصمة المصرية القاهرة، أن ما يجري من تصعيد في أبين "محاولات بائسة لتعطيل اتفاق الرياض"، لافتاً إلى أنهم وقواتهم سيقفون للشرعية بالمرصاد.
وتقول القوات المدعومة إماراتياً إنها تتصدّى لخروقات القوات التابعة للشرعية، والتي تمثلث بالقصف المدفعي وقذائف الدبابات.
وأشار متحدث محور أبين التابع للانفصاليين، محمد النقيب، في تغريدة على تويتر، إلى أن قواتهم "نفذّت رداً مركزاً أصاب أهدافه بدقة"، من دون الكشف عن أرقام محددة للخسائر البشرية في صفوف الجانبين.
وتحدثت مصادر عسكرية يمنية عن سقوط 50 قتيلاً وجريحاً من الجانبين، خلال الساعات الماضية في المعارك التي دارت في الدرجاج والطرية والشيخ سالم.
تقدم للشرعية في الجوف
وفي جبهات القتال المتصاعدة شمالي البلاد، أعلن الجيش اليمني الموالي للشرعية، الأربعاء، عن إحراز تقدم جديد في جبهات الجدافر وعدوان شرقي عاصمة محافظة الجوف.
وقال الجيش الوطني، في بيان صحافي، إن قواته مسنودة بمقاتلات التحالف السعودي الإماراتي كسرت هجوماً حوثياً على مناطق خسف الجوف وحلحلان، في المناطق الجنوبية والشرقية للجوف، بعد معارك أسفرت عن مقتل عناصر حوثية وإعطاب مدرعة قتالية.
وفي مأرب، أعلن الجيش اليمني، في بيان منفصل، أن غارات للتحالف السعودي الإماراتي استهدفت تعزيزات ومخازن أسلحة للمليشيات الحوثية في جبهة ماهلية جنوبي المحافظة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين.
ولم يكشف الجيش اليمني عن حصيلة الخسائر البشرية في صفوف الحوثيين جراء معارك الجوف وغارات مأرب، لكن الجماعة كشفت، مساء الأربعاء، عن تشييع 4 ضباط في العاصمة صنعاء، قالت إنهم سقطوا في عدد من الجبهات.
ونشر الجيش اليمني، اليوم الأربعاء، إحصائية بـ 583 عنصراً حوثياً، قال إنهم سقطوا خلال المعارك التي دارت بالنصف الأول من نوفمبر الجاري، وفقاً لموقع "سبتمبرنت" التابع لوزارة الدفاع.
تبادل أسرى بوساطة محلية
وعلى الرغم من حدة القتال بين الجانبين في الجوف ومأرب، أعلنت جماعة الحوثيين، مساء الأربعاء، عن تحرير 5 من أسراها في جبهة مأرب، من دون الكشف عن الرقم الذي قاموا بالإفراج عنه.
وقال كبير المفاوضين الحوثيين في ملف الأسرى، عبد القادر المرتضى، في تغريدة على تويتر، إن عملية التبادل تمت بوساطة محلية، وذلك غداة الإعلان عن إرجاء جولة ثانية من المشاورات، كان من المقرر أن تنطلق الخميس في الأردن برعاية الأمم المتحدة.
بعون الله وتوفيقه تم اليوم الٲربعاء 3/4/1442 الموافق 18/11/2020
— عبدالقادر المرتضى (@abdulqadermortd) November 18, 2020
تحرير (خمسة) من ٲسرى الجيش واللجان الشعبية في عملية تبادل بوساطة محلية من جبهة مٲرب.
ونسٲل الله الفرج لبقية الٲسرى.