مسؤول في أوقاف القدس يعلن استقالته احتجاجاً على "انحرافات إدارية وأمنية خطيرة"

09 أكتوبر 2021
المسؤول هو مدير قسم المخطوطات في المسجد الأقصى (العربي الجديد)
+ الخط -

أعلن مدير قسم المخطوطات في المسجد الأقصى التابع لدائرة أوقاف القدس رضوان عمرو استقالته من منصبه، بعد 12 سنة من عمله داخل الأقصى، وذلك احتجاجاً على ما سماها "انحرافات إدارية وأمنية خطيرة في أوقاف القدس".

وأكد عمرو، في إعلان استقالته ليل أمس الجمعة، أن تلك الانحرافات "باتت تهدد تماسك الأوقاف واستمرار الوصاية العربية الإسلامية على المسجد الأقصى"، مشيراً إلى أنه بيّنها لوزير الأوقاف الأردني في مذكرة الاستقالة، ولعدد من المسؤولين والمهتمين الحريصين على الأقصى.

وقال عمرو إن استقالته جاءت احتجاجاً على نقله تعسفاً خارج الأقصى استجابة لمطالب أمنية، عبر تشكيل لجنة صورية غير قانونية (مخالفة لأنظمة الخدمة المدنية الأردنية) للتنسيب بإخراجه من الأقصى بعد عودته إليه من الإبعاد الجائر، وكذلك "رفضاً لتصاعد سياسة إسكات الموظفين والحراس النشطاء، وتكميم أفواههم، ومنعهم من نقل ما يجري في الأقصى لسائر الأمة، تحت وطأة التهديد والإبعاد والملاحقة، وغيرها من النقاط الهامة والخطيرة".

وأشار عمرو إلى أن استقالته تأتي بعد سنة صعبة من ملاحقته وإقصائه من طرف شخصية متنفذة في أوقاف القدس، كان هدفها الرئيسي تحجيم نشاطه وإخراجه من الأقصى، تخللها إبعاده عن الأقصى ستة أشهر، وتهديدات وضغوطات كبيرة لتقييد عمله الإداري والتطوعي في الأقصى، ومحاولة إسكاته عن ملفات مهمة متراكمة باتت تمسّ بالمصلحة العليا للمسجد الأقصى، تخللها تفتيش مكتبه والمخزن الذي في عهدته داخل المسجد، والبحث عن "هارديسك" (أقراص التخزين) لحاسوبه، وتسجيلات الكاميرات، وشبكات الإنترنت في مكتبه داخل الأقصى من طرف الأوقاف، بالتزامن تقريباً مع تفتيش مخابرات الاحتلال لمنزله واعتقاله وإبعاده، ومصادرة حاسوبه وهاتفه وتسجيلات كاميرات المنزل في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.

في هذه الأثناء، قال عمرو: "تقدمت بالاستقالة لوزير الأوقاف الأردني قبل شهر بالضبط في (8/9/2021)، حيث وافق وزير الأوقاف على الاستقالة في (21/9/2021) دون فتح تحقيق في مضمونها!".

وكشف عمرو عن تلقيه خلال الفترة الماضية رسائل ضغط مبطنة لالتزام الصمت حول أوقاف القدس، مؤكداً أن مخابرات الاحتلال تدخلت أمس في الضغط علناً، قائلاً: "تلقيت استدعاء من الاحتلال للتحقيق غداً الأحد في غرف 4 بمركز تحقيق المسكوبية".

ووجه عمرو رسالة واضحة لأهل الأقصى والأمة، قال فيها: "تحية إكبار وتقدير لكل المخلصين في أوقاف القدس، ولجميع حراس وموظفي المسجد الأقصى الشرفاء، أدركوا أوقاف القدس بإصلاحات جذرية قبل فوات الأوان، ونحن أحرص الناس على استمرار الوصاية الإسلامية على الأقصى، ونعلم جيداً ما هو البديل عنها لا قدّر الله، فلا يزايد علينا أحد، ويجب عدم السماح بإضعاف دور الوصاية من داخله عبر شخوص أو سياسات خاطئة في هذا الوقت الحساس". وتابع: "تهديدي أو إبعادي أو اعتقالي لن يسكت صوت الحقيقة مطلقاً، ولن يزيدني إلا عزيمة وتمسكاً بالأقصى، سأبقى مرابطاً على مصاطب الأقصى وأبوابه ما حييت بإذن الله".

المساهمون