تستعد الجزائر لتنظيم استعراض عسكري للجيش، تشارك فيه مختلف القوات المسلحة، بمناسبة ستينية الاستقلال في الخامس من يوليو/تموز المقبل، هو الأول من نوعه منذ آخر استعراض شهدته الجزائر في عيد الثورة في نوفمبر/تشرين الثاني 1989، وبعد 18 عاما من إلغاء استعراض مماثل، كان مقررا، بسبب الأزمة مع المغرب.
وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أن الاستعدادات تجرى لتجهيز الاستعراض العسكري، وكشفت أن قائد رئيس أركان الجيش الفريق السعيد شنقريحة، تابع، أمس الأحد، "التدريب النهائي للاستعراض الجوي وتنفيذ تمرين للقفز المظلي ،المقرر تقديمه خلال للاستعراض العسكري المقبل، المقرر تنظيمه في إطار الاحتفاء بالذكرى الستين لعيد الاستقلال"، تضمن "التحليق بالدقة العالية، واحترام المسافات، والتنسيق التام بين مختلف أنواع الطائرات في تكوين الأشكال الجوية الاستعراضية، ما ينم عن كفاءة الطيارين العالية، وقدرتهم الفائقة، في التحكم في الطائرات الحديثة، ذات التكنولوجيا المتقدمة".
ويجرى هذا الاستعراض في الخامس من يوليو المقبل بمناسبة الاحتفالات بستينية الاستقلال (الخامس من يوليو 1962)، إذ تعتزم الجزائر تنظيم احتفالات كبيرة بهذه المناسبة، ويرتقب أن يعرض الجيش جزءا من ترسانته العسكرية بما فيها القوات البحرية، ويأتي هذا الاستعراض ضمن سياق إقليمي مشحون، خاصة وسط توتر في العلاقات بين الجزائر والمغرب، على الرغم من مخاوف يبديها مراقبون من أن يعطي هذا الاستعراض انطباعا باندفاع الجزائر نحو مزيد من عسكرة الخلافات في المنطقة.
وكانت الجزائر قد شهدت آخر استعراض عسكري عام 1989 بمناسبة ذكرى الثورة (الأول من نوفمبر تشرين الثاني 1954)، ولم تسمح الظروف السياسية التي شهدتها البلاد بعد دخولها عهد التعددية السياسية، ثم اندلاع الأزمة الأمنية بعد توقف المسار الانتخابي في يناير 1992، بتنظيم استعراضات عسكرية.
وفي عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، طرحت فكرة تنظيم استعراض عسكري بمناسبة خمسينية ثورة التحرير في نوفمبر/تشرين الثاني 2004. لكن ظروف الخلافات السياسية الحادة حينها بين الجزائر والمغرب، في خضم حملة إعلامية شديدة، دفعت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى إلغاء الاستعراض العسكري، منعا، بحسبه، لأي سوء فهم أو تأويلات سياسية من قبل المملكة المغربية لهذا الاستعراض، أو اعتباره استعراض قوة موجها ضد الرباط، أو سباق تسلح.