استعدادات أمنية مبكرة في بغداد لانعقاد المؤتمر الإقليمي

15 اغسطس 2021
إجراءات أمنية مشددة في بغداد(Getty)
+ الخط -

تزامناً مع الاستعدادات السياسية والتحركات التي تجريها حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لإنجاح المؤتمر الإقليمي المقرر عقده في بغداد نهاية الشهر الحالي، قال مسؤولون إن إجراءات أمنية مكثفة بدأت القوات العراقية تنفيذها ضمن خطة لتوفير أجواء آمنة في العاصمة لتأمين المؤتمر.

واستدعت الخطط الأمنية التي وضعت، أخيراً، لضبط أمن العاصمة خلال الفترة المقبلة، إجراء عمليات عسكرية بمحيط وضواحي العاصمة بغداد، وتنفيذ عمليات دهم وتفتيش في عدد من مناطق العاصمة، فضلاً عن تحركات لإقناع الفصائل المسلحة بعدم تنفيذ هجمات على المصالح الأميركية خلال الفترة الحالية.

ووفقاً لمسؤول أمني رفيع، فإن "توجيهات صدرت عن رئيس الحكومة بوضع الخطط اللازمة لتأمين انعقاد المؤتمر، وإن القيادات الأمنية وضعت خطة وتم البدء بتنفيذها فعلياً"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "الخطة تركز على تأمين المناطق القريبة من مطار بغداد وطريقه الممتد إلى المنطقة الخضراء، حيث موقع انعقاد المؤتمر، فضلاً عن سد الثغرات بمحيط العاصمة".

وأوضح أن "العملية العسكرية، التي انطلقت أمس شمالي بغداد، هي ضمن الخطة، وتهدف إلى سدّ الثغرات في محيط العاصمة، كما تقوم القوات بعمليات تفتيش يومية بعدد من المناطق، وقد أسفرت عن ضبط كميات من السلاح والعتاد".

وأشار إلى أنّ "المخاوف الأمنية لا تنحصر بعناصر "داعش" فقط، بل إن الجماعات الخارجة عن القانون تشكل أيضاً تهديداً أمنياً بالعاصمة. لذا، إن عمليات الدهم تنفذ في مناطق نفوذها، فضلاً عن تشديد الجانب الاستخباري فيها، ووضع مقارها وتحركاتها تحت الرقابة الأمنية".

وتخشى الحكومة تأثير بعض الأطراف السياسية، التي تهاجم المؤتمر، وتعارض إقامته، بالملف الأمني خلال فترة انعقاده.

وتعارض بعض القوى المنضوية ضمن "تحالف الفتح"، الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، إقامة المؤتمر، وتحشّد ضده. وقال النائب عن التحالف مختار الموسوي إن "توقيت المؤتمر غير مناسب، فالعراق يمرّ بحالة تقشف اقتصادي، واحتضان المؤتمر سيكلف خزينة الدولة الكثير، وسيسبب هدراً في المال العام من دون فائدة".

وشدد الموسوي، في تصريح صحافي، أن "المؤتمرات لن تقدم حلولاً للعراق، وعلى الحكومة أن تعمل على حل المشاكل الداخلية للبلد بدلاً من المؤتمرات".  

وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية المتخذة في العاصمة بغداد، إلا أن زعامات سياسية تنتقد "ضعف" إدارة الملف الأمني، وتحمّل الحكومة مسؤولية ذلك.

وقال المرشح السابق لرئاسة الحكومة، النائب عدنان الزرفي، إن "هناك ضعفاً في أداء الأجهزة الأمنية، كذلك إن عمليات التنقلات بين أجهزة الاستخبارات غير مدروسة"، مبيناً أن "الكثير من الضباط متحزبون وغير أكفياء وغير حرصاء على الأمن، ووجودهم له تأثير سلبي بإدارة الملف، وعلى الحكومة استبدالهم بشخصيات مهنية".

ومن المقرر أن يناقش المؤتمر ملفات الأمن والحرب على تنظيم "داعش"، والحدود والمياه والتجارة، والاستثمار والنقل والصحة، وقضايا سياسية عدة، وقد صُنِّفَت الملفات بحسب أهمية ارتباطها مع العراق.

المساهمون