- هيئات ومؤسسات معنية بشؤون الأسرى نعت الخطيب، مؤكدة على تعرضه لظروف قاسية وإجراءات انتقامية خلال احتجازه، مما يعكس ممارسات الجرائم الطبية والتعذيب في سجون الاحتلال.
- الحادثة تبرز المشكلة الأوسع للجرائم الطبية الممنهجة ضد الأسرى الفلسطينيين، مع دعوات للمؤسسات الحقوقية الدولية لتحمل مسؤولياتها أمام الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.
استشهد الأسير الفلسطيني المحرر فاروق الخطيب (30 عامًا) من بلدة أبو شخيدم شمال رام الله وسط الضفة الغربية، في وقت متأخر من ليل الأحد - الاثنين، في مستشفى الاستشاري في رام الله، جرّاء الجريمة الطبيّة التي نفّذتها إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي بحقّه قبل الإفراج عنه بتاريخ 20 ديسمبر/ كانون الاول 2023.
ونعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، وكافة المؤسسات والهيئات المختصة في شؤون الأسرى، والحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال، الشهيد الأسير فاروق الخطيب. وأوضحت الهيئة والنادي في بيان مشترك، اليوم الاثنين، أنّ الشهيد الخطيب تعرض لاعتقال إداريّ في شهر أغسطس/ آب 2023، استمر لمدة أربعة شهور، وذلك بعد الإفراج عنه بمدة وجيزة من اعتقاله السابق الذي استمر لمدة أربعة أعوام.
وبحسب عائلته، فقد أكّدت في حينه أن الشهيد فاروق الخطيب لم يكن يعاني قبل اعتقاله الأخير وفي مدة حريته المؤقتة من أية أمراض مزمنة، حيث تعرضت عائلته لصدمة من هيئته التي خرج عليها، ولم تصدق، في حينه، أنّ نجلها وصل إلى هذه المرحلة الصحيّة الخطيرة، في غضون أربعة شهور، بعد أن تبين أنّه أصيب بالسرطان وقد وصل المرض إلى مرحلة متقدمة.
وبيّنت الهيئة والنادي، أنّ الخطيب تعرض إلى سلسلة جرائم إلى جانب الجريمة الطبيّة التي أدت إلى استشهاده، حيث تعرض كما الآلاف من الأسرى داخل السجون إلى عملية اعتداء وحشية خلال مدة اعتقاله الأخيرة، واستمرت سلطات الاحتلال بجريمتها بهدف قتله، وذلك باستمرار اعتقاله إداريًا تحت ذريعة وجود (ملف سرّي)، رغم ما وصل إليه من وضع صحي بالغ الخطورة في حينه جرّاء إصابته بالسرطان.
وخلال فترة اعتقاله، اُحتجز فاروق الخطيب في سجن (نفحة) بعد نقله من سجن (عوفر)، وكانت الفترة الأطول من احتجازه فيه، إلى أن نُقل إلى ما تسمى بسجن (عيادة سجن الرملة)، ثم إلى مستشفى (سوروكا). وتعمدت إدارة السّجون عرقلة زيارته من قبل الطواقم القانونية التي واجهت صعوبات كبيرة بعد حرب الإبادة على قطاع غزة في تنفيذ ومتابعة الأسرى، جرّاء الإجراءات الانتقامية التي فرضتها منظومة الاحتلال على الأسرى.
وأكدت الهيئة والنادي، أنّ حالة الشهيد فاروق الخطيب، ليست الحالة الوحيدة لمعتقلين خرجوا من سجون الاحتلال وهم في حالة صحيّة خطيرة وصعبة، فعلى مدار عقود استشهد العديد من الأسرى المرضى بعد الإفراج عنهم بفترات وجيزة جرّاء الجرائم الطبيّة الممنهجة التي ارتكبت بحقّهم.
وفي ضوء تصاعد العدوان والجرائم الممنهجة، وعمليات التّعذيب والتّنكيل والجرائم الطبيّة، استشهد ما لا يقل عن (18) أسيرًا داخل سجون الاحتلال، وهذا المعطى يتعلق بالشهداء الذين أعلن عنهم، فيما لا يزال الشهداء من معتقلي غزة رهن الإخفاء القسري، حيث يواصل الاحتلال إخفاء هوياتهم، علمًا أنّ إعلام الاحتلال كان قد كشف عن استشهاد العشرات من معتقلي غزة في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، دون الكشف عن هوياتهم وظروف استشهادهم.
وحمّلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الخطيب، وجددتا مطالبتهما لكافة المؤسسات الحقوقية الدولية بتحمل مسؤولياتها اللازمة وكسر حالة العجز المرعبة، أمام الجرائم غير المسبوقة التي يواصل الاحتلال تنفيذها واستمراره بحرب الإبادة بدعم من قوى دولية بحقّ الشعب الفلسطيني في غزة، واستمراره بالعدوان الشامل على الأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال.
وأشارت الهيئة والنادي إلى أنّه "وفي ضوء العدوان على الأسرى، تصاعد أعداد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، واليوم فإن غالبية من هم في الأسر يعانون من أمراض بدرجات متفاوتة جرّاء جرائم التعذيب والتجويع إلى جانب الجرائم الطبيّة المستمرة بحقّهم".