استشهاد الأسير الفلسطيني محمد موسى في مستشفى إسرائيلي

13 أكتوبر 2024
الأسير الشهيد محمد موسى (هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استشهاد الأسير محمد موسى (37 عاماً) من بيت لحم في مستشفى سوروكا الإسرائيلي بسبب الإهمال الطبي، حيث لم يُزوّد بالأنسولين المناسب وانتشر مرض الجرب في سجن ريمون.
- ارتفاع عدد الشهداء الأسرى والمعتقلين إلى 41 بعد السابع من أكتوبر، وسط اتهامات للاحتلال الإسرائيلي بممارسة جرائم ممنهجة ضد الأسرى، بما في ذلك التعذيب والإهمال الطبي.
- دعوة المؤسسات الحقوقية الدولية لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم، وتحميل الاحتلال المسؤولية عن استشهاد محمد موسى، مع الإشارة إلى الظروف المروعة التي يواجهها أكثر من عشرة آلاف أسير.

أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني استشهاد الأسير محمد موسى (37 عاماً) من بيت لحم، في مستشفى (سوروكا) الإسرائيلي أول من أمس الجمعة، بحسب ما أُبلغت به هيئة الشؤون المدنية من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وقالت الهيئة والنادي في بيان مشترك اليوم الأحد، إنّ الأسير محمد منير موسى، معتقل لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ 20 إبريل/نيسان 2023، وهو الاعتقال الأول له حيث كان يقبع بحسب ما هو متوفر من معلومات في سجن (ريمون) قبل نقله إلى المستشفى، وهو متزوج وأب لثلاث طفلات، أصغرهن تبلغ من العمر ثلاث سنوات.

وقالت الهيئة والنادي: "إن الأسير  محمد موسى لا تتوفر معلومات عن ظروف استشهاده، إلا أنّنا نؤكّد أنّ جرائم الاحتلال الممنهجة بما فيها من جرائم تعذيب، وجرائم طبيّة، وجرائم تجويع، شكّلت الأسباب المركزية لاستشهاد (40) أسيراً ومعتقلاً بعد تاريخ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، وهم الشهداء المعلومة هوياتهم وبياناتهم لدى المؤسسات المختصة ومن تم الإعلان عن هوياتهم، يُضاف لهم الشهيد موسى الذي أعلن عنه اليوم ليرتفع عدد الشهداء الأسرى والمعتقلين بعد السابع من أكتوبر إلى (41)".

وتابعت الهيئة والنادي، أن "الاحتلال الإسرائيليّ ومنذ بدء حرب الإبادة، مارس جرائم ممنهجة -غير مسبوقة- بمستواها وكثافتها تاريخياً، ويواصل ممارسة هذه الجرائم بشكل لحظي في سجونه ومعسكراته بهدف قتل وتصفية الأسرى بأوامر سياسية ومن أعلى هرم في منظومة الاحتلال، وأحد أوجه هذه المنظومة الوزير الفاشي (إيتمار بن غفير)، الذي يواصل تنفيذ الجرائم بحق الأسرى ويتفاخر بها أمام عدسات الكاميرا، بل يوثقها لنشرها بهدف إشباع رغبة الانتقام لدى المجتمع الإسرائيليّ، والتّحريض على قتل الأسرى، واستهداف الأسير الفلسطينيّ في الوعي الجمعيّ النضاليّ".

وأشارت الهيئة والنادي، إلى أنّ استمرار منظومة الاحتلال بجرائمها التي وصلت إلى الذروة منذ بدء حرب الإبادة، ستؤدي حتماً إلى استشهاد المزيد من الأسرى، في ظل حالة العجز العالمية المرعبة أمام جرائم الإبادة، والعدوان الشامل على الشعب الفلسطيني، والذي يتخذ معنىً أكثر خطورة على المجتمع البشري مع مرور المزيد من الوقت، وارتقاء المزيد من الشهداء.

وأشارت الهيئة والنادي إلى أنّ هذه الجريمة تُضاف إلى سجل جرائم الاحتلال المتواصلة منذ عقود حتى حرب الإبادة اليوم. وأكدا أنّ أكثر من عشرة آلاف ومائة من الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، إلى جانب المئات من معتقلي غزة في معسكرات الجيش، يواجهون جرائم مروعة ومرعبة، تمس حياتهم على مدار الساعة، وذلك في إطار حرب الإبادة التي تتخذ عدة أوجه من بينها العدوان على الأسرى.

وحمّلت هيئة شؤون الأسرى، ونادي الأسير، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير محمد موسى، وطالبا، المؤسسات الحقوقية الدولية التي تمارس عجزاً تاريخياً أمام جرائم الاحتلال وبطشه الذي بلغ ذروته مع استمرار حرب الإبادة، بأنْ تستعيد دورها اللازم والحقيقيّ، وتثبت إرادتها لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم التي تمس بالإنسانية جمعاء، ووضع حد لها.

كما استعرضت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي، إفادة لأحد الأسرى المفرج عنهم، والذي رافق الشهيد محمد منير موسى من مارس /آذار حتى سبتمبر/أيلول 2024. وتتضمن الإفادة وصفا لظروف الأسرى في القسم الذي كان موجودا فيه مع الشهيد محمد موسى.

وأفاد (و.ر) بأنّ الشّهيد محمد منير موسى، والذي كان يعاني من مرض السكريّ، تعرض لجريمة طبيّة، لا تقتصر على عدم تزويده بالأنسولين المقرر له من قبل الأطباء كنوع، ونسبة، بل إن الخطورة التي طاولت الشهيد محمد موسى، والعشرات من الأسرى القابعين في قسم (6) في سجن (ريمون) كانت جرّاء انتشار مرض سكايبوس (الجرب)، والذي تسبب لاحقاً بمشاكل صحيّة مزمنة عند العديد من الأسرى، وهذا ما بدأ يعاني منه الشهيد محمد في بداية سبتمبر / أيلول الماضي، وحتى يوم الإفراج عني في 23 سبتمبر / أيلول الماضي، حيث بدأ يعاني من آلام شديدة في جسده، وانتفاخات.

وأكّد (و.ر)، أنّ "الشهيد موسى وعلى الرغم من معاناته من السكري، وعدم انتظام العلاج بشكل كامل، إضافة إلى تزويده بنوع لا يناسبه، إلا أنّ وضعه كان مستقرا نوعا ما حتى سبتمبر/ أيلول الماضي، وبعد ذلك بدأت تظهر عليه أعراض خطيرة كما جرى معي بعد إصابتي بالجرب، والعديد من الأسرى داخل القسم المذكور".

وأضاف (و.ر) أن "مرض الجرب تسبب لي ولرفاقي الأسرى، بحكة شديدة وتطورت لاحقاً إلى التهابات حادة في الجسم بظهور حبوب على شكل (فقعات) يخرج منها سائل أخضر، فلم نعد نقوى على الحركة منها، وعانى الجميع من ارتفاع في درجات الحرارة، وبعد الإفراج عني تم تشخيص حالتي الصحية، بإصابتي بالتهابات حادة في الدم، والكلى، والكبد".

وقال الأسير، في إفادته "إن السّجانين كانوا يصفون قسم (6) بقسم (الزومبي)، لما تركته أعراض هذا المرض على هيئات الأسرى، فأحد الأسرى الذين كانوا محتجزين معي (كما لو كان مصابا بحروق شديدة)، فنحو (85) من الأسرى من أصل (155) محتجزين داخل القسم عانوا من هذه الأعراض بدرجات مختلفة، مقابل ذلك لم يكن يقدم لنا أي نوع من العلاج.

وأكدت هيئة الأسرى ونادي الأسير، أن استمرار منظومة الاحتلال بجرائمها الممنهجة بحقّ الأسرى ومنهم المرضى والجرحى، سيؤدي إلى استشهاد المزيد من الأسرى والمعتقلين، الذين يواجهون وجها آخر من أوجه الإبادة، حيث يتحمل الاحتلال مجددا المسؤولية الكاملة عن مصير الآلاف من الأسرى.

يذكر أن عدد الشهداء المعتقلين بعد تاريخ السابع من أكتوبر، المُعلن كما أكدنا أعلاه، ارتفع إلى (41)، من بينهم (24) من غزة، إلى جانب العشرات من الشهداء من معتقلي غزة الذين يواصل الاحتلال إخفاء هوياتهم، وهذا العدد من الشهداء هو الأعلى تاريخياً مقارنة بسنوات سابقة ارتقى فيها العديد من الأسرى. ومع استشهاد الأسير محمد موسى ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 إلى (278).