استراتيجية من 5 سنوات لضبط الأمن في العراق

05 يناير 2021
الاستراتيجية الجديدة ستعتمد على الخبرات والتجارب (حيدر محمد علي/ فرانس برس)
+ الخط -

كشف رئيس جهاز مكافحة الإرهاب بالعراق الجنرال عبد الوهاب الساعدي، اليوم الثلاثاء، عن إعداد استراتيجية أمنية تمتد إلى 5 سنوات تهدف إلى ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد، موضحا أن مختلف القوات العراقية قد تشترك فيها، وقد تكون هناك حاجة إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأوضح الساعدي، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن الاستراتيجية الجديدة ستعتمد على الخبرات والتجارب التي اكتسبتها القوات العراقية طيلة السنوات الماضية، مشيرا إلى أنها تركزت على قضيتين، الأولى المنع (منع العمليات الإرهابية) وتتمثل بالعمليات العسكرية، والثانية تكون من خلال حماية المجتمع من الإرهاب والفكر المتطرف. 
ولفت إلى أن الاستراتيجية ستتعامل مع الإرهاب من خلال تقسيمه إلى 4 موجات، مبينا أن الموجة الأولى الخفيفة تكون من مسؤولية جهاز مكافحة الإرهاب، والثانية المتوسطة يشترك فيها الجهاز مع الاستخبارات والمخابرات، أما الموجة الثالثة الكبيرة والتي قد تشهد دخول إرهابيين إلى المدن فتتطلب تدخل وزارة الدفاع إلى جانب جهاز مكافحة الإرهاب.
وتابع "وإذا كانت الموجة كما حصل في العام 2014 (اجتياح تنظيم داعش للموصل ومدن عراقية اخرى)، وتسمى العاتية، فإنها تتطلب تدخل التحالف الدولي". 
وأشار إلى أن جهاز مكافحة الإرهاب ينتشر في جميع مناطق العراق، ولديه تنسيق مع الأجهزة الأمنية كافة، ومن ضمنها إقليم كردستان العراق، لافتا إلى أن الجهد الأكبر للجهاز يتركز في مناطق جنوب بغداد وشمالها صعوداً إلى المناطق الغربية. 
وبين الساعدي أن جهاز مكافحة الإرهاب لديه قاعدة بيانات متكاملة عن قيادات تنظيم "داعش" داخل العراق وخارجه بالتنسيق مع جهاز المخابرات في عملية تبادل المعلومات، موضحا أن عملية القضاء على بقايا "داعش" أصبحت سهلة، وأن تأثير العصابات الإرهابية محدود جداً، لا سيما أنها توجد في بعض المناطق خارج المدن. 
من جهته، أكد المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، تحسين الخفاجي، وضع خطة لإعادة هيكلة الجيش العراقي، مبينا في حديث نقلته وسائل إعلام محلية، أن الجيش تمكن من مواجهة خطر عناصر إرهابية جاءت من 100 دولة. 
وعلى الرغم من العمليات الأمنية المتكررة التي تنفذها القوات العراقية ضد بقايا تنظيم "داعش" في مناطق متفرقة من البلاد، إلا أن عناصر التنظيم ما زالوا ينفذون هجمات متكررة تستهدف قوات الأمن و"الحشد الشعبي" ومدنيين، وتتسبب أحيانا بسقوط قتلى وجرحى. 
ضابط في قيادة العمليات العراقية المشتركة أكد أن تكرار هجمات تنظيم "داعش" هو الذي دفع الأجهزة الأمنية العراقية إلى وضع آلية جديدة للتنسيق في ما بينها للقضاء على بقايا التنظيم بشكل نهائي، حتى لو تطلب ذلك وقتا أطول، مبينا أن الحرب على مقاتلين يختبئون في مناطق صحراوية وجبلية وعرة، تعد حربا صعبة، وتتطلب نفسا طويلا وتكثيفا للجهد الاستخباري. 
وبين أن القوات العراقية تستعين أحيانا بطيران التحالف الدولي الذي تسببت ضرباته بمقتل قيادات وعناصر بتنظيم "داعش" أخيرا، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية شخصت تركيز بقايا "داعش" على مناطق رخوة يتمكن التنظيم من اختراقها ليلا لتنفيذ هجمات فيها. 

ولا يزال ضباط في قوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق يؤكدون غياب التنسيق الأمني في المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل ما تسبب بتغلغل بقايا "داعش" فيها. 
وقال العميد عرفان حمه خان، وهو قائد في قوات البشمركة الكردية، إن القوات العراقية ليست لديها معرفة ببعض المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، موضحا في إيجاز صحافي، أن ذلك تسبب بخلل في مواجهة خطر تنظيم "داعش" وإنهاء وجوده في هذه المناطق. 
ولفت إلى أن بقايا "داعش" لا تزال تنفذ هجمات في مناطق متنازع عليها بمحافظتي كركوك وديالى، موضحا أن عودة البشمركة إلى هذه المناطق كفيلة باستتباب الأمن فيها، على حد زعمه.

المساهمون