ارتفعت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على منطقة تدمر في ريف حمص الشرقي، وسط سورية، إلى أربعة أشخاص، فيما توعدت منظمات موالية لإيران بالرد على القصف الإسرائيلي.
وفي شمالي البلاد، تجددت الاشتباكات بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) و"الجيش السوري الوطني" المدعوم من تركيا، فيما تتواصل عمليات "التسوية" التي تقوم بها قوات النظام السوري في ريف درعا الشرقي.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه تأكد من مقتل 4 أشخاص جراء الغارات الإسرائيلية ليلة أمس على ريف حمص الشرقي، مشيرا إلى أن القتلى هم من الجنسية السورية ويعملون لصالح "حزب الله" اللبناني والمليشيات التابعة لإيران، وقد سقطوا خلال القصف الذي استهدف مواقع ومراكز تابعة للمليشيات الإيرانية من ضمنها مركز للتدريب وبرج للاتصالات يقعان على بعد عدة كيلومترات جنوب غربي مدينة تدمر وشرق مطار التيفور العسكري. وأسفر القصف أيضا، بحسب المرصد، عن إصابة 7 آخرين، بعضهم في حالات خطرة.
وكانت وسائل إعلام النظام السوري أكدت مقتل "جندي من عناصر الجيش العربي السوري وجرح ثلاثة آخرين جراء عدوان إسرائيلي جوي باتجاه منطقة تدمر بريف حمص الشرقي".
وكانت انفجارات دوت في محيط مطار التيفور العسكري في ريف حمص الشرقي، نتيجة غارات من طائرات إسرائيلية حلقت في أجواء مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية.
واستهدف مطار التيفور العسكري في 8 الشهر الجاري بغارات مماثلة، ما أسفر في حينه عن مقتل 3 من عناصر النظام السوري والمليشيات الإيرانية المتحكمة بالمطار.
من جهتها، توعدت مجموعة تطلق على اسمها "غرفة عمليات حلفاء سورية" فجر اليوم الخميس، بالرد على هذه الغارات.
وذكرت الغرفة في بيان أن "الأهداف التي تمت مهاجمتها هي عبارة عن مراكز تجمع للشباب ومراكز خدمات".
تركيا تهدد
وفي شمالي البلاد، تجددت الاشتباكات بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة بين قوات "قسد" و"الجيش الوطني" مساء أمس الأربعاء، على محور قرى أبين وباصلحايا وعقيبة بريف حلب الشمالي.
وذكر مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، أن الاشتباكات التي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات، أعقبها سقوط طائرة استطلاع روسية بين جبهتي مارع وعبلة بريف حلب الشمالي، حيث تبنت فصائل الجيش الوطني عملية إسقاط الطائرة.
من جهة أخرى، أشار المصدر إلى وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام السوري الليلة الماضية إلى ريف الرقة الشمالي، مشيرا إلى أنها تضم حافلات تقل جنودا، واستقرت في ناحية عين عيسى.
وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن بلاده "ستقوم باللازم في المكان والزمان المناسبين لوقف الهجمات الإرهابية شمالي سورية".
وفي الشمالي الغربي، اتهمت وزارة الدفاع الروسية فصائل المعارضة المنتشرة في منطقة إدلب ومحيطها بخرق وقف إطلاق النار 8 مرات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفق بيان لما يسمى "مركز التنسيق الروسي" في قاعدة حميميم، مشيرا إلى أن تلك الخروقات وقعت في محافظات حلب وحماة وإدلب واللاذقية.
تسوية في المسيفرة
وفي جنوبي البلاد، ذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام أن عملية تسوية أوضاع عدد من المسلحين والمطلوبين بدأت صباح اليوم الخميس في بلدة المسيفرة بريف درعا الشرقي.
وذكر الناشط محمد الشلبي لـ"العربي الجديد" أن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري دخلت اليوم إلى بلدة المسيفرة بمرافقة الشرطة العسكرية الروسية ووجهاء المدينة. وتعد بلدة المسيفرة من البلدات التي خرجت مبكراً ضد النظام عام 2011، وتقع في الجهة الشمالية للطريق الرئيسي الذي يصل بين الطريق الدولي دمشق درعا ومدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي.
يذكر أن قوات النظام أنشأت مركزاً للتسوية في مبنى المدرسة الثانوية بالبلدة، حيث رفع على المبنى العلم الروسي وعلم النظام. وكانت سلطات النظام سلمت وجهاء البلدة قائمة بأسماء 99 شخصاً، يجب تسوية أوضاعهم وتسليم أسلحة بحوزتهم، أحدهم معتقل لدى أحد الأفرع الأمنية التابعة للنظام وعدد منهم يعملون في صفوف اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم من روسيا، والبقية من المدنيين.
وكانت قوات النظام بدأت، أمس الأربعاء، عملية تسوية أوضاع المطلوبين لها في بلدة الجيزة وعدد من القرى المحيطة بها بريف درعا الشرقي، حيث دخلت اللجنة الأمنية التابعة للنظام برفقة الشرطة العسكرية الروسية إلى البلدة وأجرت عملية التسوية للمطلوبين والمنشقين عن النظام، وذلك في مبنى "حزب البعث" الذي اتخذته مركزاً مؤقتاً للتسويات في البلدة.
وشملت التسوية كلاً من قرى وبلدات الجيزة، المتاعية، ندى، والعمان، وذلك بعد أن سلم ضباط اللجنة قوائم للمطلوبين فيها، ضمت 91 اسماً، خلال اجتماع جمعهم مع وجهاء المنطقة.
وفي بلدة صيدا، انتشرت مجموعات عسكرية للنظام صباح أمس، وأجرت عملية التفتيش فيها، تنفيذاً للاتفاق الذي توصلت إليه، عقب تسليم المجموعات المحلية التابعة للواء الثامن، سلاحها لقيادة اللواء في مدينة بصرى الشام.
وفي السياق ذاته سلمت اللجنة قوائم المطلوبين في بلدة محجة، وتحفّظت عليها في مفرزة أمن الدولة، ومنعت تصويرها، حيث دعا عناصر المفرزة وجهاء البلدة لاجتماع اليوم الخميس، من أجل التنسيق لعملية التسوية، وطالبتهم بتسليم 40 بندقية رشاشة “كلاشنكوف، وفق موقع "تجمع أحرار حوران".