10 أيام على بدء استهداف القواعد الأميركية في العراق: ارتفاع احتمالات الرد عسكرياً

27 أكتوبر 2023
تواصل الفصائل المسلحة لغة التهديد والتصعيد ضد القواعد الأميركية (أيمن حنة/فرانس برس)
+ الخط -

تواصل الفصائل العراقية المسلّحة، الحليفة لإيران، عمليات استهداف القواعد التي تضم جنوداً أميركيين في العراق منذ 10 أيام، وعلى الرغم من تنفيذ 8 هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة لغاية الآن، إلا أن الأضرار التي نجمت عنها لا تزال محدودة جداً. ووسط محاولات حكومية لمنع تلك الهجمات، كشفت مصادر عراقية عن توقعات بردّ أميركي على تلك الفصائل داخل العراق.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد أعلنت أمس الخميس، تنفيذ ضربات ضد منشأتين في شرقي سورية، يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني وجماعات يدعمها، رداً على سلسلة من الهجمات ضد القوات الأميركية في كلّ من العراق وسورية.

وتنفذ الفصائل التي تندرج تحت مسمّى "فصائل المقاومة الإسلامية" في العراق، هجمات شبه يومية تستهدف قاعدة عين الأسد في الأنبار، وفيكتوريا قرب مطار بغداد الدولي، وحرير في أربيل.

ونُفذ آخر تلك الهجمات ليل أمس الخميس-الجمعة، إذ تم استهداف قاعدة حرير بطائرتين مسيّرتين. ووفق ضابط رفيع في قيادة العمليات المشتركة للجيش العراقي، فإن "الهجمات على القواعد الأميركية لا تبدو مكثفة، إذ ينفذ هجوم واحد في اليوم أو أقل من ذلك، كما أنها تؤشر إلى عدم دقة إصابة الأهداف"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن "الأضرار الناجمة عن تلك الهجمات ما زالت محدودة جداً، إذ إن الهجوم الأول أوقع إصابات في صفوف الجيش الأميركي، فيما لم تسفر بقية الهجمات عن خسائر تذكر".

وأكد أن "غالبية الصواريخ والمسيّرات تقع في محيط القواعد أو على مقربة منها، فضلاً عن أن منظومة "السي رام" الأميركية تعترض طريقها"، مشيراً إلى أن "تلك الفصائل بدأت تتحسب لرد أميركي يستهدف مقارها وتحركات قياداتها في العراق".

وتؤكد البيانات التي تصدرها ما تسمّى بـ"المقاومة الإسلامية" في العراق، عقب كل هجوم، أن الهجمات أسفرت عن "إصابة الأهداف بدقة"، إلا أنها لم تحص الأضرار التي تنجم عنها.

وتواصل الفصائل المسلحة لغة التهديد والتصعيد ضد القواعد الأميركية، وتوعّد المسؤول الأمني لمليشيا "كتائب حزب الله" في العراق، أبو علي العسكري، إسرائيل بـ"حرب استنزاف طويلة". وقال، في بيان صدر أمس الخميس، إن "كتائب حزب الله لديها القدرة على قتال الأعداء، والتنكيل بهم، بالاعتماد على القدرات الذاتية للمقاومة"، مؤكداً "الجهوزية لحرب استنزاف ضد العدو تمتد لسنوات".

وأشار إلى أن "التصعيد ضد العدو سيكون تدريجياً، وسيأخذ مساحة أوسع وضربات أقوى"، مطالباً من وصفهم بـ"الأعداء"، بـ"الكف عن قتل الأبرياء في غزة، ورفع الحصار عنهم، والتخلي عن شعار التهجير".

وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قد وجّه أخيراً الأجهزة الأمنية كافة بالقيام بواجباتها، وتنفيذ القانون، وتعقب وتتبع العناصر المنفذة للهجمات على مقرات مستشاري التحالف الدولي المتواجدين في العراق.

وأنهت الفصائل العراقية المسلحة الحليفة لطهران، الأربعاء من الأسبوع الماضي، هدنة دامت أكثر من عام كامل مع القوات الأميركية الموجودة في البلاد، وذلك بعد الإعلان عن استهداف قاعدتي عين الأسد وحرير، غربي وشمالي العراق، بواسطة طائرات مسيّرة، فيما أعادت القوات العراقية تشديد إجراءاتها في محيط المنطقة الخضراء التي تضم السفارتين الأميركية والبريطانية، عقب ظهور دعوات تحشد للتظاهر أمام سفارات الدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، في عدوانه المتواصل على قطاع غزة.

المساهمون