"احتلال" محطات القطارات في بريطانيا من أجل غزة.. الاحتجاج الشعبي يتصاعد

09 نوفمبر 2023
تنديد متواصل بجرائم الاحتلال الإسرائيلي (ألبيرتو بيزالي/ Getty)
+ الخط -

في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبيّة في بريطانيا ضد الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الحرب على غزة، ظهرت موجة جديدة من التظاهر، الأسبوع الأخير، تمثّلت في التجمع واحتلال محطات قطارات مركزيّة لعدّة ساعات من قبل مئات المحتجين.

وتستند الموجة الجديدة على قيام مئات النشطاء بتنظيم أنفسهم للالتقاء في ساعة محددة، في واحدة من محطات القطارات المركزيّة من دون إعلان رسمي علني مسبق، ومن ثم يفترشون الأرض بشكل مشترك ويبدأون بالهتاف "أوقفوا إطلاق النار الآن" و"أوقفوا قصف غزّة"، وبالتلويح بالأعلام الفلسطينيّة، لينضم لهم عدد من الناس الذين يمرون في محطة القطار، لتتحول لمظاهرة.

وتكررت هذه المظاهرات في أكثر من محطة قطارات مركزيّة في لندن، منها محطة "ليفربول" ومحطة "كينغ كروس"، وأمام محطة "أوكسفورد سيركس"، بالإضافة إلى مدن أخرى، منها برستول ونوتنغهام وكوبنهاغن وإدنبره، وكان آخرها يوم أمس في مدينة برايتون.

ويشارك في تنظيم هذه المظاهرات "السرية" عدد من النشطاء في حركات التضامن مع فلسطين، وأيضًا نشطاء في حركات ناشطة بقضايا أخرى، مثل البيئة وحركات نسوية وعمّاليّة وأكاديميين وطلاب، إضافة إلى نشطاء يهود ضد الصهيونيّة.

وقالت إحدى المشاركات في احتلال محطة القطارات في مدينة برايتون خلال النشاط: "من المهم أن نفكر في العالم الذي نعيش فيه، خصوصاً كأشخاص في الغرب، وأن نفكر بالتاريخ الاستعماري ونربطه مع ما يحصل الآن من قبل القوى الإمبريالية والاستعمارية، ليس فقط لما يحصل في فلسطين، إنما أيضًا ما يحصل في النيجر وتشيلي وأماكن أخرى في العالم".

وتابعت شريطة عدم ذكر اسمها: "نحن هنا للوقوف مع كل الأشخاص المضطهدين والمظلومين. عندما نقف مع فلسطين نقف مع جميع المضطهدين من قبل الاستعمار والإمبريالية".

وقالت مشاركة ثانية التي عرفت عن نفسها كونها يهوديّة: "رفض الصهيونية لا يعني معاداة السامية. نحن ضد الإبادة الجماعية للفلسطينيين. ضد الفصل العنصري والاستعمار، ونحن من أجل الإنسانية للجميع، في وجه الكراهية نريد أن نذكركم أن الحب هو فعل سياسي راديكالي. الحرية لفلسطين".

كما تحدثت إحدى المشاركات وهي فلسطينية: "شكرًا لكم جميعًا على هذه المبادرة. الخروج من القطار ورؤيتكم هنا يدفئان قلبي كفلسطينية فقدت أربعة أفراد من عائلتها في هذه الإبادة الجماعية. اثنان من أبناء العم، واثنان من أعمامي. منهم من ما زال تحت الأنقاض ولم يتكمنوا من انتشالهم لدفنهم".

وأضافت: "لدي أبناء عمي قاصرون اضطروا للنزوح وفقدت الاتصال بهم منذ أسبوع. كل يوم يمر هو يوم غريب للعيش، لم أكن أتوقع أن أقف هنا في برايتون لأخبر الناس كيف فقدت أربعة أشخاص من عائلتي. هذه المجزرة يجب أن تتوقف، يجب ألا نكون هنا لنقول للناس إننا كفلسطينيين موجودون كباقي البشر ونستحق الحياة".

وتأتي هذه المظاهرات في محطات القطارات مع سلسلة مظاهرات في العشرات من المدن البريطانية، أبرزها وأضخمها كانت في لندن التي خرج فيها مئات الآلاف خلال الشهر الماضي بشكل أسبوعي.

وتتجه الأنظار لمظاهرة يوم السبت المقبل، التي يعمل المنظمون من أجلها لتكون مليونية، والتي ستنطلق من حديقة هايد بارك نحو السفارة الأميركيّة، رغم دعوات سياسيين محسوبين على حزب المحافظين، من بينهم وزراء، لتأجيل المظاهرة، إضافة إلى الشرطة، بسبب تزامنها، بحسب ادّعائهم، مع "يوم الهدنة".

ويُتوقع مشاركة مئات الآلاف فيها، بحيث إنها مظاهرة وطنية سيأتيها الناس من خارج لندن أيضًا، لتكون رسالة ضغط شعبيّة على الحكومة البريطانيّة كي توقف دعمها لإسرائيل وتتبنى مطلب وقف إطلاق النار في غزّة.

المساهمون