شهدت محافظة البصرة، جنوبي العراق، تظاهرات شعبية انتشرت في أحياء متفرقة بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى المدينة، ولقاء محافظها أسعد العيداني وعدد من المسؤولين، قبل افتتاحه مصنعا للحديد والصلب، بالإضافة إلى وضع حجر الأساس لعدد من المشاريع، وطالب المتظاهرون بتوفير الخدمات للبصرة، وتعيين الخريجين والمحاضرين المجانيين.
ووصل السوداني إلى البصرة، أمس السبت، برفقة وزير الصناعة والمعادن خالد بتال، وعدد من مستشاريه. وبالرغم من أن وسائل إعلام قريبة من الحكومة استبقت الزيارة بعدد من التقارير الإيجابية، إلا أن السوداني واجه تظاهرات شعبية غاضبة، فيما تعاملت قوات الأمن بعنف مع المتظاهرين وسقط عدد من الجرحى.
وقال مصدر من الحكومة المحلية في البصرة إن "السوداني فوجئ باحتجاجات شعبية، مع العلم أنه سعى إلى اللقاء بالأهالي في الأسواق، لكنه ألغى هذه الفكرة"، مبينا لـ"العربي الجديد" أن "الزيارة الحكومية تسببت بانتشار أمني وتكثيف عناصر الأمن في مواقع وجوده، وأدى ذلك إلى احتكاك بين قوات الأمن والمتظاهرين".
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن "السوداني افتتح خطوطاً جديدة لإنتاج الأسمدة ومصنعا للحديد والصلب، كما اجتمع بحكومة البصرة لمناقشة مشاريع تحلية مياه البحر، فضلا عن لقائه بشخصيات عشائرية واجتماعية ودينية، لكن الزيارة لم تتضمن أي مشاريع جديدة، بل مشاريع سابقة وكانت مؤجلة".
وعقب اشتداد الاحتجاجات، قابل السوداني عدداً من ممثلي المحتجين، وقدم له المحتجون طلباتهم، من بينها 80 ألف درجة وظيفية في وزار التربية من محاضرين وإداريين، وقد وعد بتمرير جزء من هذه الدرجات، وفقاً لأحد المتظاهرين.
وقال المتظاهر أحمد القطراني، لـ"العربي الجديد"، إن "السوداني اعتبر أن 80 ألف درجة وظيفية عدد كبير ومن الصعب الموافقة عليها جميعا، لكنه وعد بتمرير نحو 40 ألف درجة"، موضحاً أن "المتظاهرين استمروا بالاحتجاج عقب اللقاء بالسوداني، لكن القوات الأمنية واجهتهم بعنف شديد، ما أدى إلى تفرقهم".
من جانبه، كتب عضو مجلس النواب عدي عواد على "فيسبوك": "على السيد رئيس الوزراء تقديم اعتذار لأهالي البصرة بسبب قطع الطرق وأذية المواطنين وإهانة المتظاهرين والخريجين وتحويل البصرة إلى ثكنة عسكرية، زيارة كانت غير موفقة للأسف نتمنى ألا تتكرر".
أما النائب هيثم الزركاني، فقال في تغريدة عبر منصة "إكس" إن "زيارة السوداني دون أي حزمة مشاريع اتحادية وخدمية خاصة للبصرة كما فعل في المدن الأخرى. فقط قطع الشوارع ما تسبب باختناقات مرورية وقمع للمتظاهرين وعسكرة شوارع البصرة، ما يبين تعامل بغداد المجحف مع مدينة عائمة على بحر من البترول وترفد موازنة الدولة بأكثر من 80 بالمائة، وتعتبر الشريان الأبهر للعراق. لذا على رئيس الوزراء تقديم الاعتذار لأهل البصرة".
زيارة السوداني دون أي حزمة مشاريع أتحادية وخدمية خاصة للبصرة
— هيثم الفهد الزركاني (@haitham_alfahad) March 9, 2024
فقط قطع الشوارع مما تسبب بأختناقات مرورية وقمع للمتظاهرين مما يبين تعامل بغداد المجحف مع مدينه ترفد موازنة الدولة بأكثر من %80 وتعتبر الأبهر للعراق
لذا على رئيس الوزراء تقديم الاعتذار لأهل البصره
#هيثم_الفهد_الزرگاني
وفي محافظة ذي قار جنوبي العراق، نُظمت تظاهرتان كبيرتان إحداهما في قضاء الإصلاح، والأخرى في الناصرية، مركز المحافظة، وأقدم المتظاهرون على قطع الطرق بالإطارات المشتعلة للمطالبة بالخدمات والدرجات الوظيفية، كما أن قوات "فضّ الشغب" فرقتهم واعتقلت عدداً منهم.
كما حملت التظاهرات مطالب بإطلاق سراح المعتقلين من أبناء القضاء، جرّاء النزاع الذي اندلع الأسبوع الماضي بين عشيرتي آل عمر والرميض، واستخدمت فيه أسلحة ثقيلة ومتوسطة، ما أدى إلى مقتل ضابط كبير وحرق عدد من المنازل السكنية.
ولم تعلق الحكومة على الاحتجاجات التي شهدتها البصرة أو ذي قار لغاية الآن.