تسلط الولايات المتحدة هذا الأسبوع الضوء في الأمم المتحدة على احتجاجات تشهدها إيران بسبب وفاة الشابة مهسا أميني خلال احتجاز الشرطة لها، وتبحث عن سبل لتشجيع إجراء تحقيقات موثوق بها ومستقلة في انتهاكات حقوق الإنسان بإيران.
وحسب مذكرة اطلعت عليها "رويترز" ستعقد الولايات المتحدة وألبانيا اجتماعاً غير رسمي لمجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء. ومن المقرر أن تتحدث الإيرانية الحائزة جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي، والممثلة والناشطة إيرانية المولد نازانين بونيادي في الاجتماع.
وجاء في المذكرة أن "الاجتماع سيسلط الضوء على القمع المستمر للنساء والفتيات وأفراد الأقليات الدينية والعرقية في إيران، وسيحدد فرص تشجيع إجراء تحقيقات موثوق بها ومستقلة في انتهاكات الحكومة الإيرانية وتجاوزاتها لحقوق الإنسان".
ومن المقرر أيضاً أن يلقي محقق الأمم المتحدة المستقل المعنيّ بحقوق الإنسان في إيران جاويد رحمن، كلمة في الاجتماع الذي يمكن أن تحضره دول أعضاء أخرى في الأمم المتحدة وجماعات حقوقية.
وجاء في المذكرة حول الاجتماع المزمع أنه "سيؤكد استمرار الاستخدام غير القانوني للقوة ضد المحتجين وملاحقة النظام الإيراني للمدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين في الخارج لاختطافهم أو اغتيالهم في تعارض مع القانون الدولي".
في المقابل، اتهمت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك الولايات المتحدة وحلفاءها بإساءة استخدام منابرها "لتعزيز أجنداتها السياسية".
وقالت: "في ضوء نفاقها والكيل بمكيالين والتطبيق الانتقائي لحقوق الإنسان، نجد أن مزاعم الولايات المتحدة بدعم النساء الإيرانيات خادعة وتفتقر إلى حسن النية".
من جانبه، حثّ المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، السلطات الإيرانية يوم الجمعة على معالجة "الشكاوى المشروعة للسكان، بما في ذلك ما يتعلق بحقوق المرأة".
وقال دوغاريك للصحافيين: "ندين جميع الحوادث التي أدت إلى مقتل أو إصابة المتظاهرين بجروح خطرة، ونؤكد ضرورة أن تتجنب قوات الأمن كل استخدام غير ضروري أو غير متناسب للقوة ضد المتظاهرين السلميين".
وأطلقت وفاة الشابة مهسا أميني يوم السادس عشر من الشهر الماضي في مستشفى في طهران بعد أيام من إيقافها من قبل شرطة الآداب بتهمة عدم التقيد بالحجاب "المناسب"، احتجاجات وردود فعل واسعة في إيران منذ السابع عشر من الشهر الماضي، وكانت لها أيضاً تداعيات خارجية، حيث أضافت توتراً جديداً إلى العلاقات مع الغرب، في ظل تعثر المفاوضات النووية.
وعلّقت واشنطن وعدد من الدول الأوروبية على الاحتجاجات بإعلان دعمها لها واتهامها الأجهزة الأمنية الإيرانية بـ"قمع المحتجين"، مع فرض عقوبات جديدة على إيران. واتهمت السلطات الإيرانية أطرافاً خارجية، في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية بـ"تدبيرها" و"التخطيط لها".
(رويترز، العربي الجديد)