اجتماع أفريقي في الكونغو تحضيراً لمؤتمر المصالحة الليبية في سرت

05 فبراير 2024
من اجتماع لجنة الاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا (المجلس الرئاسي الليبي)
+ الخط -

احتضنت العاصمة الكونغولية برازفيل، اليوم الاثنين، أعمال اجتماع اللجنة رفيعة المستوى في الاتحاد الأفريقي حول ليبيا، تحضيراً لمؤتمر المصالحة الليبية الذي سيعقد منتصف إبريل/نيسان المقبل بمدينة سرت الليبية.

ويشارك في الاجتماع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي، وعدد من ممثلي الدول الأفريقية وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية.

وقال المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي الليبي إن هذا الاجتماع يعد "قمة مصغرة تسبق الترتيبات لعقد مؤتمر المصالحة الوطنية المرتقب في سرت منتصف إبريل المقبل".

وتضم اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى في عضويتها كلاً من النيجر وموريتانيا وجنوب أفريقيا وإثيوبيا والكونغو، إضافة إلى الدول المجاورة لليبيا تشاد والسودان ومصر وتونس والجزائر.

ومنذ أزيد من عامين كثف الرئيس الكونغولي دينيس ساسو نغيسو، الذي يترأس اللجنة رفيعة المستوى حول ليبيا، جهوده مع المجلس الرئاسي الليبي لقيادة وساطة أفريقية لتحقيق مصالحة وطنية ليبية تهدف إلى إرساء أرضية لحوار وطني ليبي موسع يضم الأطياف الاجتماعية والسياسية الفاعلة.

وطالب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في كلمة تلاها رئيس حكومته نذير العرباوي خلال الاجتماع اليوم، بإنهاء أشكال الوجود العسكري في ليبيا وسحب المرتزقة منها "مهما تغيرت مسمياتهم"، داعياً الأطراف المعنية بليبيا إلى دعم جهود الحل السياسي بما يسمح بالمضي نحو إجراء انتخابات ومصالحة وطنية ليبية-ليبية، قبيل عقد اجتماع في مجلس الأمن يخصص لمناقشة تطورات الأزمة الليبية.

ودعا تبون "الشعب الليبي إلى أن يقرر مستقبله، عبر تجاوز الانسداد الحالي وإعادة بناء المؤسسات، وتكريس حقه في اختيار ممثليه، واستعادة الأمن والاستقرار"، مضيفاً: "أنا متيقن أن كل الأطراف الليبية لديها الإرادة من أجل المصلحة العامة والمصالحة الوطنية".

وفي يوليو/تموز الماضي، استضافت العاصمة الكونغولية اجتماع الجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع للمصالحة في ليبيا، بمشاركة ليبية وإقليمية، قبل أن تنتقل أعمال اللجنة التحضيرية إلى الداخل الليبي لعقد عدة اجتماعات بإشراف المجلس الرئاسي ورعايته، وكان آخر اجتماع في مدينة سبها جنوبي البلاد منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، حُدد خلاله يوم 24 إبريل/نيسان المقبل موعداً لانعقاد المؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية بمدينة سرت، واجتماع آخر بمشاركة وزير الخارجية الكونغولي جان كلود جاكوسو والمبعوث الأممي لدى ليبيا عبد الله باتيلي، في مدينة زوارة غربي البلاد، الاثنين الماضي.

وفيما لم يشارك في أعمال القمة اليوم ممثلون عن الأطياف والأطراف الليبية باستثناء المنفي، طفا على سطح المشهد ملامح خلاف في مواقف قادة الأطراف إزاء ملف المصالحة الوطنية والمؤتمر الجامع للمصالحة المعتزم إقامته في سرت نهاية الشهر الجاري، فقد أعلن المكتب السياسي لسيف الإسلام القذافي الانسحاب النهائي من الأعمال التحضيرية الجارية للمؤتمر الجامع "حتى تستقيم الأمور"، منتقداً ما وصفه بسيطرة المجلس الرئاسي على ملف المصالحة الوطنية، ومتهماً أطرافاً ليبية بالسعي لتحجيم مشاركة أنصار نظام العقيد معمر القذافي السابق في المؤتمر.

من جانبه، عبر رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة خلال كلمته في لقائه الدوري بمخاتير محلات ليبيا منتصف يناير/كانون الأول الماضي، عن رفضه مشاركة الاتحاد الأفريقي في ملف المصالحة الليبية، وخاطب مخاتير المحلات قائلاً: "لا يمكن أن نذهب إلى دول أخرى، أو أن يأتي إلينا وزراء من دول أخرى، للإشراف على المصالحة بيننا، فالمصالحة يجب أن تكون من خلال المخاتير لتنجح، وكل مؤتمرات المصالحة السابقة التي انعقدت في الخارج دخان في الهواء".

وفي رفض ضمني من جانبه، أدرج مجلس النواب في جلسته المنعقدة في الثامن من الشهر الماضي بند قانون المصالحة الوطنية المؤجل المحال إليه منذ سنوات، وقرر إحالته إلى لجنة العدل والمصالحة بالمجلس من أجل دراسته وإبداء الرأي فيه.

ولم يصدر عن المجلس الأعلى للدولة أي موقف حيال القمة الأفريقية أو المؤتمر الجامع في سرت، كذلك لم يصدر أي موقف من جانب قائد مليشيات شرق البلاد اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي سبق أن التقى الرئيس الكونغولي في برازفيل، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تلبية لدعوة الأخير، وناقشا استحقاق المصالحة الليبية.

المساهمون