اتّهام مستشار جديد لترامب بتقديم معلومات مضلّلة عن كورونا

29 سبتمبر 2020
قلّل أطلس من أهمية ارتداء الكمامات وأيّد "مناعة القطيع" (مانديل نغان/فرانس برس)
+ الخط -

ذكرت وسائل إعلام، الإثنين، أنّ مسؤولَين أميركيَّين كبيرَين في مجال الصحة أثارا مخاوف من أنّ مستشار البيت الأبيض سكوت أطلس يقدم معلومات مضللة وغير صحيحة عن جائحة فيروس كورونا للرئيس دونالد ترامب.

وقال كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة الدكتور أنتوني فاوتشي لشبكة "سي أن أن" الإخبارية، الإثنين، إنه يشعر بالقلق من أنّ المعلومات التي قدمها أطلس "إما أنها اجتزئت بالفعل من سياقها، أو أنها غير صحيحة في واقع الأمر".

وجاءت تصريحات فاوتشي، رئيس المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، بعد ساعات من تقرير إخباري نقل عن مدير المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها روبرت ريدفيلد، مخاوف مماثلة.

ونقلت شبكة "إن بي سي" الإخبارية عن ريدفيلد قوله خلال مكالمة هاتفية على طائرة من أتلانتا إلى واشنطن: "كل شيء يقوله خاطئ". وقال ريدفيلد فيما بعد للشبكة إنه كان يتحدث عن أطلس.

وانضم أطلس لفريق العمل المعني بمكافحة فيروس كورونا في البيت الأبيض في الآونة الأخيرة. وواجه أطلس، وهو اختصاصي أشعة بلا خلفية عن الأمراض المعدية، تدقيقاً بسبب تقليله من أهمية الكمامات وآرائه عن "مناعة القطيع"، وهو نهج يرى أنه بمجرد إصابة عددٍ كافٍ من الأفراد بالعدوى، يكتسبون مناعة وتقل احتمالية إصابة الآخرين، وفق "رويترز".

ويصرّ البيت الأبيض على أنه لا يتبع مثل هذه الاستراتيجية، على الرغم من أن ترامب ذكرها بنفسه، وكرّر يوم الإثنين وجهة نظره بأنّ الولايات المتحدة تقترب من نهاية الوباء.

ودافع أطلس، يوم الإثنين، عن مشورته للرئيس. وقال في بيان صادر عن البيت الأبيض: "كل ما قلته جاء مباشرة من البيانات والعلم".

في غضون ذلك، أعلن ترامب، الإثنين، توزيع 150 مليون فحص سريع في الولايات المتحدة للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا الجديد في غضون 15 دقيقة، وهي طريقة مماثلة لاختبارات الحمل وأسرع بكثير من الفحوص المخبرية المستخدمة منذ بداية الوباء، وإن كانت أقلّ دقّة منها.

ومن حديقة البيت الأبيض، قال ترامب وقد وقف إلى جانبه رئيس شركة "آبوت" التي ابتكرت الفحص، إنّ "50 مليون فحص ستذهب لحماية المجتمعات الأكثر ضعفاً". وأضاف أنّ الأولوية ستكون لمعلّمي المدارس ودور رعاية المسنّين والجامعات التي تخدم تاريخياً السود والسكان الأصليين.

ويضغط خبراء الصحّة العامّة في الولايات المتّحدة منذ شهور لاستخدام هذا الفحص السريع والرخيص، والذي يسمح للمرء بأن يفحص نفسه بنفسه مرات عدّة في الأسبوع، حسب الحاجة، وأن يحصل على النتيجة في غضون دقائق، معتبرين أنّ الفحص المخبري الفائق الدقّة الذي لا تُعرف نتيجته إلا بعد خمسة أو سبعة أيام يصبح عملياً عديم الفائدة، لأنّ مرحلة الذروة في انتقال العدوى تكون في العادة قد مرّت والمرض تفشّى.

ومع أنّ هذا الفحص أقلّ دقّة من الفحوصات المخبرية التقليدية "بي سي آر" (تفاعل البلمرة المتسلسل)، ما يعني أنّه لن يكتشف عدداً معيّناً من الإصابات، إلا أنّ هؤلاء الخبراء يؤكّدون أنّه في ما يتعلق بالصحّة العامة، فهو أكثر فاعلية لأنّه يتيح إجراء أعداد مضاعفة من الاختبارات وبالتالي يمكّن في المحصّلة من اكتشاف أعداد أكبر بكثير من الإصابات.

يضغط خبراء الصحّة العامّة في الولايات المتّحدة منذ شهور لاستخدام الفحص السريع، والذي يسمح للمرء بأن يفحص نفسه بنفسه مرات عدّة في الأسبوع

كذلك، فإنّ الفحص السريع يوفّر وقتاً ثميناً للغاية مقارنة بالفحص المخبري التقليدي، إذ إنّ قدرة المصاب على نقل العدوى لسواه غالباً ما تكون في أوجها في بداية فترة الإصابة وهي الفترة التي يعتبر فيها عزل المصابين أمراً حاسماً للحدّ من تفشّي الوباء.

وكانت شركة "آبوت" حصلت، في نهاية أغسطس/ آب، بصورة عاجلة على ترخيص بتسويق هذا الفحص، الوحيد من نوعه حتى اليوم في الولايات المتحدة.

وكانت منظمة الصحّة العالمية أعلنت، في وقت سابق من نهار الإثنين، عزمها على تزويد الدول الأكثر فقراً في العالم بـ120 مليون فحص سريع خلال الأشهر الستّة المقبلة.

وفي الولايات المتّحدة لن يكون الفحص السريع الذي أطلق عليه اسم "بايناكس ناو" متوفّراً في الصيدليات لشرائه من قبل العامّة، بل سيتولّى مهمة إجرائه متخصّصون في القطاع الصحّي أو موظفون مدربون، ووفقاً لأولويات يحدّدها حكّام الولايات، بحسب ما أوردته "فرانس برس".

المساهمون