اتهامات متبادلة بين الحكومة اليمنية والحوثيين بعرقلة عملية السلام

29 نوفمبر 2021
أكد الرئيس اليمني مواصلة النضال حتى استعادة الدولة (فرانس برس)
+ الخط -

تبادلت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين، مساء اليوم الإثنين، الاتهامات بشأن عرقلة عملية السلام والمبادرات الدولية المطروحة لإنهاء الحرب، وسط تصعيد عسكري واسع في مأرب والساحل الغربي.

واتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في كلمة بمناسبة الذكرى الـ54 لعيد الجلاء، جماعة الحوثيين باختيار "الحرب الكاملة على الوطن، والتعامل بصلف مع كل مبادرات السلام، والارتهان لدولة مارقة تعتقد أن الحرب والتخريب والعنف طريقها نحو النفوذ والهيمنة"، في إشارة إلى إيران.

وقال هادي، في كلمة نقلتها وكالة "سبأ" الرسمية: "استجبنا لكل مبادرات السلام وتفاعلنا معها بكل صدق، إلا أننا نجد أنفسنا أمام عدو لم يعد يرى في السلام إلا وسيلته للحرب ولفرض الأمر الواقع، وللأسف الشديد وجدنا المجتمع الدولي يقف بلا حيلة أمام هذا الصلف".

وأكد الرئيس اليمني "مواصلة النضال حتى استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، وحتى تخضع المليشيات الحوثية للسلام والإجماع الوطني، وتتوقف عن صلفها، وتفيق من أوهام الهيمنة السياسية".

في المقابل، انتقد رئيس مجلس الحكم الحوثي في صنعاء مهدي المشاط، ما وصفها بـ"الحملات التضليلية المعادية" التي تقودها واشنطن لـ"تشويه موقف الجماعة من السلام، بهدف تضليل الرأي العام الغربي والعالمي، والتغطية على حقيقة مواقفهم المعيقة للسلام".

واعتبر القيادي الحوثي، في كلمة نقلتها قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الجماعة، سيطرتهم المحتملة على مدينة مأرب بأنها "خطوة إيجابية تصب في مصلحة السلم والأمن لليمن، والمحيط بشكل عام".

وجدد المشاط استعداد جماعته لـ"وقف كافة العمليات العسكرية الدفاعية" فور توقف عمليات التحالف الذي تقوده السعودية و"رفع الحصار، والالتزام العملي بإنهاء الاحتلال، ومعالجة تداعيات الحرب"، بحسب تعبيره.

وفيما أدان ما أسماه بـ"الأسلوب الأميركي العدائي، والصمت الأممي تجاه جرائم الحرب"، دعا القيادي الحوثي المجتمع الدولي إلى "تغيير سياساته العدائية تجاه صنعاء، ووقف أساليب الاصطفاف العدواني، باعتبارها سياسات لا تنسجم مع بناء الثقة، ولا مع مقتضيات الحلول السياسية، ولا تساعد أبداً على تحقيق السلام".

وقال: "نرى وننصح العالم بشكل عام، والجوار المعتدي بشكل خاص، باستشراف عواقب التصعيد ومخاطر الحسابات الخاطئة والتصورات المغلوطة تجاه صنعاء، والمبادرة بدلاً عن ذلك إلى محاولة الإصغاء لما لدى صنعاء من نوايا خيّرة، ومواقف محقة، ورؤى موضوعية ومنصفة كفيلة بتحقيق السلام وضمان المصالح المشروعة للجميع"، وفق قوله.

عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين إثر قصف للتحالف

على الصعيد العسكري، تعرضت جماعة الحوثيين، اليوم الإثنين، لنزيف بشري واسع إثر سلسلة غارات لمقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية في عدد من المحافظات اليمنية، رغم الانحسار النسبي للمعارك الدائرة في

المناطق الجنوبية والغربية لمحافظة مأرب النفطية شرقي البلاد.

وقالت مصادر محلية في تعز، لـ"العربي الجديد"، إن العشرات في صفوف الحوثيين سقطوا بين قتيل وجريح إثر غارات مفاجئة للتحالف في مديرية مقبنة غربي تعز، التي يحتدم القتال على أطرافها إثر هجوم للقوات المشتركة القادمة من الساحل الغربي. 

وأشارت المصادر إلى أن الغارات استهدفت تجمعات وتعزيزات بشرية للحوثيين أثناء الدفع بها إلى خطوط التماس، وذلك بعد أيام من عملية تجنيد وتعبئة عامة نشطة نفذتها قيادات حوثية رفيعة.

وذكرت المصادر أن سيارات إسعاف ودوريات عسكرية نقلت مصابين إلى مرافق صحية في مدينة البرح ومنطقة الحوبان التي تضم مقراً لقيادة سلطة الحوثيين على محافظة تعز.

وأقرت جماعة الحوثيين بوقوع 3 غارات جوية على مدينة البرح في مديرية مقبنة، دون الكشف عن أي تفاصيل إضافية أو حجم الخسائر البشرية في صفوفها.

وخلافاً لتعز، أعلن التحالف الذي تقوده السعودية، مساء اليوم الإثنين، مقتل 85 عنصرا حوثيا في غارات جوية على محافظتي مأرب والجوف، إضافة إلى تدمير 12 آلية عسكرية، وذلك جراء 15 غارة جوية، وفقاً لما نقلته وكالة "واس" السعودية الرسمية.

ولم يتسن لـ"العربي الجديد" التحقق من دقة تلك الأرقام من مصادر مستقلة، كما أن جماعة الحوثيين أحصت اليوم الإثنين 10 غارات جوية فقط للتحالف طاولت مديريتي الجوبة وصرواح، وذلك بأقل من 5 ضربات أعلنها التحالف.

المساهمون