اتهمت عائلة الزبيدي في مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة اليوم الأحد، الاحتلال الإسرائيلي باغتيال وتصفية الأسير المحرر الشهيد داود الزبيدي، الذي أعلن عن استشهاده اليوم، في مستشفى رمبام بمدينة حيفا، فيما يأتي ذلك، وسط اتهامات للاحتلال الإسرائيلي بالانتقام من أسرى عملية "نفق الحرية"، فالزبيدي شقيق القيادي في حركة فتح زكريا الزبيدي أحد الأسرى الذين انتزعوا حريتهم في تلك العملية.
في هذا الوقت، بدا واضحاً وجود قرار من الاحتلال بالانتقام من عائلات أسرى "نفق الحرية"، إذ إن الشهيد الزبيدي هو شقيق الأسير زكريا الزبيدي، وقد جرى استهدافه بعد أقل من شهر على استشهاد شأس كممجي شقيق الأسير أيهم كممجي، وكلاهما من المجموعة التي انتزعت حريتها من سجن جلبوع الإسرائيلي في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.
وقال يحيى الزبيدي شقيق الشهيد داود، لـ"العربي الجديد"، "إن قرار تصفية أخيه بدأت منذ لحظة إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار عليه يوم الجمعة الماضي، وإصابته برصاصة من النوع المتفجر، أدت إلى تهتك كامل الأعضاء الداخلية لديه".
وتابع الزبيدي: "وافق الاحتلال على علاجه في مستشفيات الداخل المحتل، لكنه سرعان ما أبلغ الجهات الرسمية الفلسطينية بأن أخي محتجز لديه رغم مكوثه فاقداً الوعي في غرفة العناية المركزة".
لكن الأخطر وفق يحيى، هو التحريض الذي مارسه عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، أمس السبت، الذي اقتحم المستشفى وطالب بوقف علاجه، ودعا عبر صفحته على "فيسبوك" إلى إعدام داود على كرسي كهربائي.
وأشار الزبيدي إلى أن الاحتلال يريد الانتقام من العائلة، ومن داود بشكل خاص، كونه خاض رحلة طويلة في المقاومة واعتقل في سجون الاحتلال لأكثر من اثني عشر عاماً، ولم يفرج عنه إلا قبل أشهر قليلة، مضيفًا، "يواصل الاحتلال انتقامه من أخي باحتجاز جثمانه ورفض تسليم جثمانه إلى الآن".
وكانت العائلة قد أُبلغت بالأمس بقرار احتجاز نجلها داود، وهو على سرير العلاج قبل الإعلان عن استشهاده ظهر اليوم.
ولحق داود، وهو الأخ الثالث لعائلة مكونة من ستة أشقاء وشقيقتين، بوالدته سميرة الزبيدي وشقيقه طه اللذيّن استشهدا خلال معركة مخيم جنين في إبريل/نيسان 2002، كما تعرض جميع أبناء العائلة للاعتقال في سجون الاحتلال ولفترات طويلة، ولا يزال شقيقه زكريا قيد الاعتقال.
ومع استشهاد الأسير الجريح داود الزبيدي ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 228 شهيدا، وفق أحدث إحصائية لنادي الأسير الفلسطيني.
من جهته، اعتبر أمين سر حركة "فتح" في جنين، عطا أبو ارميلة أن اغتيال الزبيدي يندرج في إطار مسلسل الانتقام الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق عائلات أسرى "نفق الحرية".
وقال أبو ارميلة لـ"العربي الجديد": "إن قتل الاحتلال للزبيدي يأتي بعد شهر واحد فقط على قتله للشهيد شأس كممجي في الرابع عشر من شهر إبريل/ نيسان الماضي، في بلدة كفر ذان غربي جنين".
وتابع أبو ارميلة: "داود شقيق زكريا، وشأس شقيق أيهم، وهما من أبطال (نفق الحرية)، تلك العملية التي هزت الكيان المحتل ووجهت ضربة قاتلة لمنظومته الأمنية التي يتباهى بها".
واستدرك: "لذلك لا نستبعد مطلقا وجود قرار إسرائيلي على أعلى المستويات بالانتقام من عائلاتهم باستهداف أفرادها.
من جهتها، توعدت "كتيبة جنين" إحدى التشكيلات العسكرية لـ"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لـ"حركة الجهاد الإسلامي"، بالرد على جريمة الاحتلال الإسرائيلي باغتيال الشهيد الزبيدي، "الذي شهدت له ساحات المواجهة والقتال والاشتباك مع هذا العدو"، مؤكدة استمرار معركتها ضد الاحتلال "والانتقام لدماء الشهداء وتضحيات الأسرى حتى النصر والتحرير".
وحملت "كتيبة جنين"، وفق بيان لها الذي تلقت "العربي الجديد" نسخة منه "الاحتلال وأجهزته الإرهابية، المسؤولية الكاملة عن تصفية الزبيدي، بعد إصابته بالرصاص وخطفه"، مؤكدة أن "هذه الجريمة لن تمر من دون عقاب من أبنائنا ومجاهدينا".
وكان نادي الأسير الفلسطينيّ قد حمّل في بيان، الاحتلال كامل المسؤولية عن استشهاد الزبيدي، معتبرًا أن عملية إطلاق النار كانت بهدف قتله وتصفيته، وقال: "منذ نقل الزبيدي للعلاج في مشفى (رمبام) الإسرائيليّ، أعلن المتطرف (بن غفير) تهديداته والتحريض على قتله، وتوجّه الليلة الماضية، إلى المستشفى التي يحتجز فيها، وبدأ بسيل من التحريض على قتله، ليضاف اسم الزبيدي إلى قائمة طويلة من جرائم الاحتلال المستمرة بحقّ أبناء الشعب الفلسطيني.