تبادل اتهامات حول قصف محيط زابوريجيا وفريق وكالة الطاقة الذرية يصل إلى المدينة

31 اغسطس 2022
وصول المركبات التي تقلّ مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى زابوريجيا (فرانس برس)
+ الخط -

تبادلت روسيا وأوكرانيا مجدداً الاتهامات، اليوم الأربعاء، بقصف مناطق محيطة بمحطة زابوريجيا النووية التي وصل إليها فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ووصلت بعثة التفتيش قبيل ظهر الأربعاء إلى مدينة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا التي تبعد نحو عشرين كيلومتراً عن المحطة النووية التي تحمل الاسم نفسه وتحتلها القوات الروسية.

ودخل موكب يضم نحو عشرين سيارة يحمل نصفها شعار "الأمم المتحدة" وسيارة إسعاف، إلى المدينة بعد ظهر الأربعاء.

وصرح مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي الأربعاء بأن بعثة الوكالة تسعى إلى "تفادي حادث نووي" في المحطة. وقال للصحافيين في المدينة: "إنها مهمة تسعى إلى تفادي حادث نووي وإلى الحفاظ على هذه المحطة النووية المهمة، الأكبر في أوروبا".

واتهمت السلطات الأوكرانية الأربعاء روسيا بقصف مدينة تقع بقربها محطة زابوريجيا. وقال مسؤول إدارة نيكوبول الواقعة قبالة انيرغودار على الضفة المقابلة لنهر دينبر عبر "تيليغرام": "الجيش الروسي يقصف انيرغودار. الوضع خطر بسبب هذه الاستفزازات".

ودعت كييف الأربعاء موسكو إلى الكف عن قصف الطريق المؤدي إلى المحطة. وكتب المتحدث باسم الدبلوماسية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو على "فيسبوك": "يجب أن تتوقف قوات الاحتلال الروسية عن إطلاق النار على الممرات التي يستخدمها وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية وألا تتدخل في أنشطته في المحطة".

وفي موسكو، اتهمت وزارة الدفاع الروسية مرة أخرى القوات الأوكرانية الأربعاء بـ"استفزازات" تهدف إلى "تعطيل عمل بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مؤكدة أن قصفاً مدفعياً أوكرانياً أصاب "الثلاثاء" مبنى لإعادة معالجة النفايات المشعة.

ويحتل الجيش الروسي المحطة التي تعتبر الأكبر في أوروبا، منذ مطلع مارس/آذار بعد بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط.

وتتهم كييف موسكو بنشر مئات الجنود وتخزين ذخائر فيها.

وكان الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي قد استقبل الثلاثاء خبراء الوكالة الذين وصلوا الاثنين إلى كييف، مشدداً على أن الأسرة الدولية يجب أن تحصل من روسيا على "نزع فوري للسلاح" في المحطة.

وأضاف أن هذا يشمل "انسحاب كل العسكريين الروس مع كل متفجراتهم وأسلحتهم" من هذا الموقع الذي تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بقصفه.

وتابع: "للأسف لا توقف روسيا استفزازاتها، وتحديداً في المسارات التي يفترض أن تصل منها البعثة إلى المحطة"، محذراً من أن الوضع "خطر للغاية". وأكد أن "مخاطر كارثة نووية نتيجة أعمال روسيا لا تتراجع ولا حتى لساعة".

وكان حاكم المنطقة أولكسندر ستاروخ قد أفاد قبل بضع ساعات عن إطلاق صواريخ على مدينة زابوريجيا. وتضم محطة زابوريجيا ستة مفاعلات تبلغ قدرة كل منها ألف ميغاوات.

وفصلت لفترة وجيزة الأسبوع الماضي عن شبكة الكهرباء للمرة الأولى في تاريخها إثر أضرار لحقت بخطوط كهربائية.

حرب الغاز

وقال زيلينسكي مساء الثلاثاء إن القتال على الأرض "يدور حالياً عملياً على خط المواجهة بأكمله: في الجنوب وفي منطقة خاركيف (شمال شرق) ودونباس (شرق)".

وصباح الأربعاء تحدثت السلطات الأوكرانية خصوصاً عن مقتل أربعة أشخاص في منطقة دونيتسك (شرق)، إحدى مقاطعتين في حوض دونباس الخاضع جزئياً لسيطرة القوات الموالية لروسيا منذ 2014 والذي تمثل السيطرة عليه بالكامل الأولوية الاستراتيجية لموسكو.

وأضافت أنه في هذه المنطقة "القتال العنيف مستمر في اتجاه باخموت وأفدييفكا"، حيث "حاول الروس التقدم من دون جدوى، واضطروا إلى "التراجع".

وتحدثت عن سقوط قتيل على الأقل في ميكولاييف في الجنوب، حيث أعلن مقتل شخصين وجرح 24 آخرين قبل يوم.

وفي هذه المنطقة، يواصل الجيش الأوكراني هجماته المضادة، ولا سيما حول خيرسون، إحدى المدن الأوكرانية الرئيسية القليلة التي احتلتها موسكو منذ بدء غزوها في 24 فبراير/شباط.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية من جهتها الأربعاء أن قواتها صدت في الأيام الأخيرة الهجمات الأوكرانية وكبدت العدو خسائر فادحة تتمثل بتدمير "ثماني مروحيات و63 دبابة" ومقتل "1700 رجل".

ولا يمكن التحقق من هذه المعلومات من مصادر مستقلة.

وتحدثت الرئاسة الأوكرانية الثلاثاء عن "انفجارات قوية" في منطقة خيرسون، فضلاً عن تدمير "عدد من مستودعات الذخيرة الروسية" و"كل الجسور الرئيسية" التي تسمح للمركبات بعبور نهر دنيبر الذي يروي هذا الجزء من أوكرانيا، من أجل قطع الإمدادات عن القرم.

 

(فرانس برس)