كشف مصدر من حركة "حماس"، الجمعة، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا جنوبي لبنان، بعد مواجهات دامية بين قوات الأمن الوطني التابعة لحركة "فتح" ومجموعات مسلحة.
وقال المصدر لوكالة "الأناضول"، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن "اجتماعا عقد اليوم في مدينة صيدا بين حركتي "فتح" و"حماس" لبحث الأوضاع المستجدة في المخيم". وأضاف أنه "تم الضغط على المسلحين من التوجهات كافة لوقف إطلاق النار في المخيم، كما جرى الاتفاق بالاجتماع على وقف إطلاق النار، ونجح ذلك رغم بعض الخروقات البسيطة".
من جهتها، أكدت "هيئة العمل الفلسطيني المشترك للقوى الوطنية والإسلامية" (تضم ممثلين عن جميع الفصائل) في صيدا، الجمعة، "الالتزام بتثبيت وقف إطلاق النار".
وشددت الهيئة، في بيان نقلته الوكالة الوطنية للإعلام (حكومية)، على التمسك بـ"قرارها تعزيز القوة المشتركة من الأطر السياسية الوطنية والإسلامية للقيام بالمهام الموكلة إليها".
والجمعة، ساد هدوء حذر مخيم عين الحلوة تخلله إطلاق نار متقطع، وذلك بعدما تجددت أمس الخميس اشتباكات مسلحة فيه بعد هدوء دام نحو شهر، عقب مواجهات دامية بين قوات الأمن الوطني وعناصر "فتح" من جهة، وفصائل "إسلامية" مسلحة من جهة أخرى، في نهاية يوليو/ تموز الماضي.
وأصيب أكثر من 20 شخصاً، بينهم ثلاث حالات حرجة في المخيم، نتيجة تجدد الاشتباكات، فيما شهد المخيم حركة نزوح كثيفة.
وكان مصدرٌ عسكريٌّ في الجيش اللبناني قد قال في وقت سابق لـ"العربي الجديد" إن "جميع الطرق المؤدية إلى مخيم عين الحلوة مقطوعة، وهناك تدابير أمنية مشددة في منطقة صيدا، وإجراءات سير استثنائية اتخذت منذ ليل أمس مع تجدد الاشتباكات، وستبقى مستمرّة إلى حين عودة الهدوء".
وتأسس مخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين عام 1948، وهو الأكبر في لبنان، إذ يضم حوالي 50 ألف لاجئ مسجل بحسب الأمم المتحدة، بينما تفيد تقديرات غير رسمية بأن عدد سكانه يتجاوز 70 ألفا.
يذكر أن القوى الأمنية اللبنانية تطوق المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان، لكنها لا تدخل إليها، وفقا لاتفاق سابق على ذلك، وتتكفل القوة الأمنية المشتركة المكونة من فصائل عدة مسؤولية حفظ الأمن وتسليم المطلوبين للسلطات اللبنانية.
(الأناضول، العربي الجديد)