اتصال بايدن الذي أنهى عزلة الرئيس الفلسطيني

25 مايو 2021
عباس يجري اتصالات كثيرة في الآونة الأخيرة (عصام ريماوي/ الأناضول)
+ الخط -

ضمن سلسلة زيارات دولية عالية المستوى تزدحم بها أجندة مقر الرئاسة الفلسطينية هذا الأسبوع، ينتظر أن يصل، اليوم الثلاثاء، وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بعد أن أنهى اتصال هاتفي من الرئيس الأميركي، جو بايدن، العزلة التي كان يمر بها عباس في عهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.
والتقى عباس، أمس الاثنين، وزير الخارجية المصري، سامح شكري، ومن المقرر أن يلتقي أيضا وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، يوم الخميس، فيما يحافظ "أبو مازن" على قطيعته مع حركة "حماس"، ويرفض إعطاءها الغطاء السياسي، منذ أن بدأ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في العاشر من الشهر الجاري.
تعليقاً على ذلك، نفى أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، جبريل الرجوب، في حديث لـ"العربي الجديد" أي قطيعة مع حركة "حماس" قائلا: "نحن على تواصل دائم، ولم ينقطع مع الأخوة في حركة حماس"، إلا أنه على الوكالة الرسمية للأنباء الفلسطينية "وفا" وتحديداً في القسم الخاص بأخبار عباس، لا يوجد أي ذكر لأي تواصل مع حركة "حماس" سواء من الرئيس الفلسطيني مباشرة أو بإيعاز منه أو بالنيابة عنه.
وفي السياق ذاته، لم يأت بيان الرئاسة الفلسطينية الذي رحب بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على أي ذكر لحركة "حماس"، في ظل حجب الإعلام الرسمي التابع للسلطة الفلسطينية والذي يعكس حركة "فتح" في تلفزيون فلسطين ووكالة الأنباء الرسمية "وفا" أي ذكر للصواريخ التي أطلقتها حركة "حماس" وفصائل المقاومة الفلسطينية على أهداف إسرائيلية لوقف الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك، ومنع ترحيل أهالي حي الشيخ جراح في مدينة القدس، أو أي أخبار عن لقاءات التهدئة مع حركة "حماس".
وجاء اتصال الرئيس الأميركي بعباس، وهو الأول بعد تولي بايدن رئاسة البيت الأبيض، على خلفية التصعيد العسكري ومعركة "سيف القدس" التي أطلقتها فصائل المقاومة وعلى رأسها حركة "حماس"، رداً على اعتداءات الاحتلال على المصلين في المسجد الأقصى ومحاولة تهجير أهالي حي الشيخ جراح، ثم تلاه تواصل الدول الأوروبية والعربية مع الرئيس الفلسطيني.
فقد اتصل رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، بعباس في السادس عشر من الشهر الجاري، وبعد ذلك بثلاثة أيام جرى اتصال بين عباس، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وفي اليوم التالي تلقى اتصالا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وفي اليوم ذاته استقبل في مقر الرئاسة برام الله وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، المعروف بدعمه اللا محدود للاحتلال، وتصريحاته الإعلامية بأن "إسرائيل تقوم بالدفاع عن نفسها" في سياق تبرير عدوانها على قطاع غزة.
أما على الصعيد العربي، فمن الواضح أن عباس يستعيد علاقاته مع مصر والسعودية بعد توتر شديد وشبه قطيعة سياسية، إثر دعم الدولتين جهود التطبيع التي قام بها ترامب بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، فضلاً عن عدم إعلانهما موقفاً واضحاً يرفض قرارات ترامب ضد الفلسطينيين.
وكان الرجوب قد صرح في التلفزيون الرسمي للسلطة الفلسطينية يوم 14 مايو/ أيار الجاري، "أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يتلق أي اتصال من زعيم عربي في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والقدس والمواجهات المتواصلة في الضفة".
وتابع الرجوب رابطاً الأمر بالإدارة الأميركية السابقة: "بعض الأدوات العربية تفرض حصارا سياسيا واقتصاديا. ولا زعيم عربي اتصل بالرئيس أبو مازن"، مضيفا "هذا حصار سياسي من (جاريد) كوشنير (صهر ومستشار ترامب) لا يعرفون إنه تغير".
وبعد ذلك، جرى اتصال يوم الجمعة الماضي، بين عباس، والعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، حول التطورات الجارية على الساحة الفلسطينية، إذ كان آخر اتصال في يوليو/ تموز الماضي، للتهنئة بعيد الأضحى.

أما مصريّاً، فقد جاء استقبال عباس لشكري، يوم 24 مايو/ أيار الجاري، تتويجاً لاستعادة العلاقات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك بعد أن عبّر عباس عن شكره وتقديره له على مبادرته في إعمار غزة، وذلك بعد يومين من استقباله الوفد الأمني المصري.
وتأتي هذه التطورات، بعد إعلان بايدن في مؤتمر صحافي، عن دعمه عباس رئيساً للسلطة الفلسطينية، وأنه سيقدم الدعم الاقتصادي للضفة الغربية التي يحرص على أمنها، وذلك بعد استجابة الرئيس الفلسطيني للمطالب الأميركية باحتواء أي تصعيد في الضفة الغربية ضد إسرائيل خلال العدوان على قطاع غزة.
وقد لوحظ منع الأجهزة الأمنية الفلسطينية المتظاهرين عدة مرات من التظاهر، واعتدت عليهم في رام الله وجنين في الأيام الأولى للعدوان على قطاع غزة، قبل أن تتوقف عن ذلك بعد رصدها من الكاميرات خوفاً من انفجار الشارع، مع بقاء قوات حفظ الشغب وحالة من الاستنفار الأمني في محيط مقر الرئاسة الفلسطينية طيلة أيام العدوان الإسرائيلي.

المساهمون