يسود غضب شعبي في محافظة السويداء جنوبي سورية، بسبب الغموض الذي يكتنف مصير متزعم أكبر المليشيات التابعة للنظام، والتي صُفّيت بشكل كامل من قبل فصائل محلية، في خطوة عُدّت بداية للتخلص من كل العصابات التي تعمل خارج القانون.
"تنظيف السويداء من كل العصابات المأجورة التي تُدار من قبل أجهزة النظام من الأولويات في السويداء"، يقول أحد الكتّاب من أبناء المحافظة والذي فضّل عدم ذكر اسمه، مضيفا في حديث مع "العربي الجديد": "هناك غضب واستياء لدى الأهالي بسبب عدم القبض على المدعو راجي فلحوط، الذي كان يتزعم هذه العصابة التي كانت تتحكم برقاب الناس".
وكانت فصائل محلية على رأسها "حركة رجال الكرامة"، وهي من أبرز الفصائل المحلية المعارضة للنظام، هاجمت الثلاثاء مقرات ما يُسمّى بـ "قوات الفجر" وهي عصابة محلية مدعومة من جهاز الأمن العسكري ويتزعمها راجي فلحوط، بعد ان قامت هذه العصابة باختطاف عدد من أبناء بلدة شهبا، ومن عائلة الطويل تحديداً.
كاتب: هناك غضب واستياء لدى الأهالي بسبب عدم القبض على المدعو راجي فلحوط، الذي كان يتزعم هذه العصابة التي كانت تتحكم برقاب الناس
وجرت اشتباكات واسعة النطاق في قرية عتيل مركز العصابة أدت إلى مقتل وإصابة العشرات، جلهم من أفراد "قوات الفجر"، التي هرب متزعمها قبيل اقتحام مقره، حيث ترجح مصادر محلية انه لجأ الى مقر أمني في السويداء أو أنه فرّ إلى العاصمة دمشق.
ولم تُعرف الجهة التي صفّت رمياً بالرصاص 6 من أسرى العصابة الخميس في "دوّار المشنقة" في قلب مدينة السويداء مركز المحافظة. وذكرت شبكة "السويداء 24" الإخبارية المحلية أن "8 عناصر، ألقي القبض عليهم من المجموعات الأهلية التي هاجمت عصابة فلحوط"، مشيرة الى أن "حركة رجال الكرامة" ألقت القبض على 9 عناصر، ليصل عدد الأسرى إلى 15 أسيراً.
كما أشارت الشبكة إلى أن تصفية بعض الأسرى "دليل على انعدام الثقة، بدور القضاء والسلطة، وعدم وجود وسائل مجتمعية، لسد هذا الفراغ المريب".
وذكرت مصادر محلية أن حركة رجال الكرامة اعتقلت مساء الجمعة المدعو محمد أبو حمدان، والذي كان بمثابة الرجل الثاني في عصابة فلحوط، وهو متهم بعدة جرائم منها جريمة قتل أحد المدنيين في السويداء.
ويشكل الدروز غالبية سكان المحافظة التي لم تساند النظام في حربه ضد السوريين طيلة أكثر من 11 عاما، حيث رفض آلاف الشبان الدروز تأدية الخدمة الإلزامية في قوات النظام أثناء الحرب. وشكّل النظام العديد من المليشيات المحلية كان أخطرها ميلشيا فلحوط لـ"إرهاب أهالي المحافظة وكسر إرادتهم"، وفق مصادر محلية.
"ضربة قاصمة"
وأشار الصحافي ريان معروف في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن "عصابة راجي أخطر عصابة في تاريخ المحافظة والضربة القاصمة التي تلقتها من الفصائل المحلية يومي الثلاثاء والأربعاء كانت درسا لبقية العصابات".
وأضاف: "مصير فلحوط غامض حتى الآن، ولكنه انتهى كقوة أمر واقع كانت مفروضة على المحافظة". وبيّن معروف (وهو من أبناء المحافظة) أن "هناك عصابات بدأت تتفكك من تلقاء نفسها"، مضيفا: "أفراد هذه العصابات يرسلون وسطاء لمشايخ الطائفة ليؤكدوا استعدادهم التوقف عن أي أنشطة خارجة عن القانون".
وفي السياق، أكد الصحافي نورس عزيز أن "هناك عملا جديا من قبل الفصائل الأهلية لاقتلاع كل العصابات من السويداء"، متابعاً: "ما جرى كان تحركا أهليا للقضاء على عصابة فلحوط وكل العصابات المدعومة من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام".
ولفت إلى مشاركة عشائر البدو الموجودة في المحافظة إلى جانب الأهالي، مضيفا: "بعضهم تبرع بالدم في مشفى بلدة شهبا. مشاركة ضيقة ولكن تعني الكثير للحراك الثوري في محافظة السويداء".