إيران تواصل التحركات الدبلوماسية لحشد الدعم لردها المرتقب على اغتيال إسماعيل هنية

02 اغسطس 2024
علي باقري كني خلال زيارته بغداد، 23 يونيو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تحركات دبلوماسية إيرانية**: إيران تحشد دعمًا دوليًا وإقليميًا لموقفها بعد اغتيال إسماعيل هنية، حيث أجرى وزير الخارجية الإيراني محادثات مع نظرائه في دول عربية وإسلامية، داعيًا لعقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي.

- **ردود فعل دولية وإقليمية**: أكدت إيران تنفيذ القانون ضد إسرائيل، ودعم وزير الخارجية الأردني المبادرة الإيرانية، بينما ندد وزير الخارجية الروسي بالاغتيال وانتهاك سيادة إيران.

- **تصاعد التوترات والتهديدات بالرد**: تزداد المخاوف من حرب شاملة مع تهديد إيران وحزب الله بالرد، حيث أكد قادة إيران وحزب الله والحوثيين أن الرد العسكري على إسرائيل قادم.

تواصل إيران عبر وزارة خارجيتها تحركاتها الدبلوماسية لحشد دعم دولي وإقليمي لموقفها وردها المرتقب على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب عاصمتها طهران فجر الأربعاء. وقال وزير الخارجية الإيراني المؤقت علي باقري كني، في تغريدة على منصة إكس، إنه أجرى محادثات هاتفية مع نظرائه في قطر والسعودية وتركيا ومصر وسلطنة عمان والأردن وروسيا والجزائر، ومع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ومسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.

وأضاف باقري أنه أدان خلال المحادثات بشدة اغتيال إسماعيل هنية وحذر من "عواقب استمرار الجرائم الوحشية للكيان الصهيوني"، مشيراً إلى أنه طلب في اتصالاته مع نظرائه بالدول العربية والإٍسلامية عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي لأجل بحث العمل الإرهابي الصهيوني وإدانته، وإرغام هذا الكيان على تحمل مسؤولية جرائمه. وكانت طهران وحركة حماس قد أعلنتا، أول من أمس الأربعاء، عن اغتيال هنية في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته بطهران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، إلا أن إسرائيل ما زالت تتمسك بسياسة الغموض حيال ذلك، وتتجنب التصريح أو الإعلان الرسمي عن وقوفها وراء عملية الاغتيال التي جاءت بعد ساعات فقط من اغتيال القيادي العسكري البارز في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية ببيروت.

وذكرت الخارجية الإيرانية، في بيان اليوم الجمعة، أن باقري كني أكد في اتصال مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستنفذ القانون والعدالة من دون أي تسامح ضد هذا الكيان سيئ السمعة والمجرم". وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي "بعد ما فعل في غزة من قتل وتدمير، اليوم قد وسع نطاق جرائمه إلى بيروت وطهران واليمن، وإذا لم يوضع حد للمجرمين الإرهابيين فإن ذلك سيعرض السلام والأمن الإقليميين والدوليين للخطر".

وأعلن وزير الخارجية الأردني دعم بلاده لمبادرة إيران لعقد اجتماع منظمة التعاون الإسلامية، مندداً بجريمة اغتيال إسماعيل هنية داخل الأراضي الإيرانية وانتهاك سيادة وسلامة أراضي إيران، وفق بيان الخارجية الإيرانية. وأضاف الصفدي أن "زيادة التوتر في المنطقة هو ما تريده إسرائيل"، داعياً إلى ضرورة بذل الجهود لمنع اتساع نطاق الحرب إلى المنطقة.

كما قال باقري خلال اتصاله مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، مساء الخميس، إن الاحتلال قد تجاوز الخطوط الحمراء باغتياله هنية و"لا شك أن الجمهورية الإسلامية ستستخدم حقها الذاتي والمشروع في الدفاع عن سلامة أراضيها وأمنها القومي"، داعياً إلى تعاون إيراني روسي للحد من "الممارسات العدوانية للكيان الصهيوني في المخاطرة بالسلام والاستقرار الإقليميين". من جهته، قال لافروف إن موسكو تندد باغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس وانتهاك سيادة إيران وسلامة أراضيها، مشيراً إلى أن روسيا جهزت مشروع بيان للتنديد بهذا الفعل وسيعرض قريباً في الأمم المتحدة لتبنيه.

وتزداد المخاوف من اندلاع حرب شاملة في ظل تهديد إيران وحزب الله بالرد على اغتيال هنية وشكر، إذ قال رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري إنّ إيران "تدرس حالياً مع محور المقاومة طريقة الثأر لدماء رئيس المكتب السياسي لحماس"، فيما قالت صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين قولهم إن خامنئي أمر بتوجيه ضربة مباشرة إلى إسرائيل. وفي لبنان، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إنّ على إسرائيل ومن يدعمها انتظار ردّ الحزب الذي "سيأتي حتماً ولا نقاش في هذا ولا جدل"، مضيفاً أن الحزب يبحث عن "ردّ حقيقي وفرص حقيقية من أجل تنفيذ ردّ مدروس جداً". أما في اليمن، فقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، مساء الخميس، إنّ الرد العسكري على جرائم الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة "أمرٌ لا بد منه"، مشيراً إلى أن المتغيرات "ستأتي بما يسوء العدو الإسرائيلي ويخزي الشامتين".

وأضاف زعيم الحوثيين أن "العدو الإسرائيلي لن يكف يده بالشر والسوء عن الأمة، وأن الصراع معه حتمي، وفي نفس الوقت زواله محتوم"، مؤكداً أن جريمة استهداف إسماعيل هنية وفؤاد شكر "تأتي في إطار تصعيد واضح بعد عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الولايات المتحدة". وقال إن موقف المقاومة واضح، إذ "يجب الرد عسكرياً على الجرائم الإسرائيلية".

المساهمون