إيران تهاجم المفوضية الأممية لموقفها من أحداث خوزستان... والاحتجاجات تتمدد

24 يوليو 2021
وصف خطيب زادة تصريحات باشيليه بأنها "تشبه إعلاناً سياسياً بلغة عدائية" (الأناضول)
+ الخط -

علق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، السبت، على بيان مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه حول احتجاجات محافظة خوزستان الإيرانية على أزمة المياه، واصفاً البيان بأنه "تدخلي وسياسي"، و"فاقد للمصداقية وملوث بالاتهامات الباطلة والمعلومات الخاطئة".

وأضاف خطيب زادة، في بيان، أنّ "الاتهامات الموجهة (لإيران) من دون أن تأخذ بعين الاعتبار الجهود الواسعة للسلطات الحكومية والقضائية والأمنية والإعلامية في إيران للتخفيف عن معاناة سكان المحافظة، أهم شاهد على أنّ البيان سياسي ويفتقر إلى المصداقة"، معتبراً أنّ تصريحات المفوضة الأممية "تشبه إعلاناً سياسياً بلغة عدائية". 

وقال المتحدث الإيراني إنّ "التصريحات غير المهنية والحاقدة حول إدارة منابع مياه البلاد ليست من ضمن صلاحيات المفوضة، ولا المؤسسة التي تترأسها لها وجاهة قانونية للتصريح بهذا الشأن"، مضيفاً أنّ "أزمة المياه في خوزستان كانت نتيجة مجموعة ظواهر طبيعية، خاصة الجفاف هذا العام، وأحد تداعيات الإجراءات الظالمة الأحادية المفروضة على بلادنا، والتي تمنع نقل التكنولوجيا والاستثمار في قطاع المياه في خوزستان"، في إشارة إلى العقوبات الأميركية المفروضة على إيران منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018.  

وتساءل خطيب زادة: "لماذا لم تستنكر المفوضة حتى الآن، بهذه اللغة الصريحة، العقوبات غير القانونية التي فرضتها أميركا على الشعب الإيراني، والتي أدت إلى انتهاك الكثير من حقوق الإنسان الأساسية لهذا الشعب، واكتفت بالإدلاء بجملات قصيرة؟".

واتهم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية المفوضة الأممية بالسعي لـ"إحداث التفرقة بين الشعب الإيراني تنفيذاً لأجندة سياسية لعدة دول محددة لا يخفى عداؤها للشعب الإيراني"، وفق قوله.

وكانت مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشيله قد علّقت، الجمعة، على احتجاجات أزمة المياه في محافظة خوزستان جنوب غربي إيران، المندلعة منذ 15 يوليو/تموز، بدعوة السلطات الإيرانية إلى التركيز على اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة النقص المزمن في المياه، "بدلاً من استخدام القوة المفرطة والاعتقالات واسعة النطاق لقمع الاحتجاجات".

وفي بيان نشره موقع الأمم المتحدة، قالت المفوضة إنّ "الوضع كارثي، ويتراكم منذ سنوات عديدة"، داعية السلطات الإيرانية إلى الإقرار بذلك والعمل وفقاً لذلك، وأضافت أنّ إطلاق النار واعتقال الناس "سيزيد ببساطة من حالة الغضب واليأس".

وقالت باشليه: "إن المياه حق فعلاً. ولكن بدلاً من الاستجابة لدعوات مواطنيها المشروعة لدعم هذا الحق، ركزت السلطات في الغالب على قمع أولئك الذين يطلقون تلك الدعوات".

وقال البيان إنه "يبدو أنّ قوات الأمن ردت بقوة غير متناسبة ضد المتظاهرين غير المسلحين والسلميين، ما أدى إلى مقتل أربعة أفراد على الأقل، بينهم قاصر، وإصابة عدد آخر بجروح".

وقالت باشليه: "إنني قلقة للغاية بشأن الوفيات والإصابات التي حدثت خلال الأسبوع الماضي، فضلاً عن الاعتقالات والاحتجاز على نطاق واسع"، مضيفة أنّ "تأثير أزمة المياه المدمرة على حياة وصحة وازدهار سكان خوزستان يجب أن يتصدر اهتمام الحكومة، وليست الاحتجاجات التي قام بها أناس دفعتهم سنوات من الإهمال إلى اليأس".

وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في ختام البيان: "لم يفت الأوان بعد لتغيير المسار. والحكومة الإيرانية بحاجة ماسة إلى تغيير مسارها بدءا من إصدار تعليمات واضحة للقوات الأمنية بالالتزام بالمعايير الدولية بشأن استخدام القوة"، داعية إلى اتخاذ خطوات فورية للتخفيف أولاً وقبل كل شيء من تأثير الأزمة، ووضع سياسات يمكن أن تضمن الحق في المياه في خوزستان على المدى الطويل. 

تمدد الاحتجاجات 

وفيما تراجعت حدة المظاهرات في محافظة خوزستان، معقل الاحتجاجات على أزمة المياه في إيران، شهدت مدينة تبريز، مركز محافظة أذربيجان الشرقية، غربي إيران، تجمعاً احتجاجياً مساء السبت، شارك فيه المئات تلبية لدعوة افتراضية للإعلان عن التضامن مع سكان عاصمة خوزستان المحتجين على أزمة المياه.  

وأظهرت الفيديوهات المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي في إيران المشاركين في التجمع الاحتجاجي في تبريز يهتفون "أذربيجان يقظة تناصر خوزستان". وحسب هذه الفيديوهات، حاولت الدراجات النارية لقوات الشرطة الخاصة تفريق المحتجين في تبريز من خلال الحركات الاستعراضية والتحرك بينهم.

وخلال الأيام الأخيرة، شهدت عدة مدن إيرانية في محافظات أصفهان وبوشهر ولرستان وطهران تجمعات تضامنية مع أهالي خوزستان.  

وتشهد مدن محافظة خوزستان، منذ الخامس عشر من الشهر الجاري، تجمعات ليلية في معظم مدنها احتجاجا على أزمة المياه فيها، ما أدى إلى مقتل 5 أفراد، من بينهم أحد أفراد الشرطة، وإصابة العشرات، بينهم رجال شرطة، وفق الأنباء الرسمية، لكن منظمة "العفو" الدولية تحدثت، الجمعة، عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية متظاهرين ومارة، متهمة السلطات الإيرانية باستخدام "الذخيرة الحية لقمع الاحتجاجات"، مع حديثها عن إصابة واعتقال العشرات. 

ولا أنباء رسمية حول عدد المعتقلين خلال هذه الاحتجاجات، غير أنّ أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني أعلن، الخميس، في تغريدة له على "تويتر"، إصدار أوامر لأجهزة الأمن بالإفراج سريعاً عن معتقلي الاحتجاجات باستثناء من ارتكب منهم "أعمالاً إجرامية". 

واليوم السبت، أعلن المتحدث باسم قوات الأمن الداخلي العميد مهدي حاجيان، وفقاً لما أوردت وكالة "تسنيم" المحافظة، "عودة الهدوء والأمن" إلى محافظة خوزستان، قائلاً إنه "على الرغم من المحاولات اليائسة للحاقدين والمجموعات المعادية للثورة لزيادة التوترات، لم نسمح إطلاقا لأي تحرك وتخريب من قبل الانتهازيين".

وقال حاجيان إنه "لا توجد أي مشكلة أمنية في محافظة خوزستان، وجميع نقاطها الحساسة ومدنها تحت السيطرة".

إلى ذلك، قام القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي بزيارة خوزستان اليوم السبت، وقال في تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني: "سنبقى في المنطقة حتى نهاية معضلة المياه". 

دلالات
المساهمون