رفض المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، اليوم الإثنين، تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، قائلاً إن "أميركا يجب أن تعلم أنها ليست عضواً بالاتفاق النووي".
وقال سوليفان، أمس الأحد، في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأميركية، إن الولايات المتحدة مستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي، لكنه أضاف أن طهران "لم تظهر جدية" لذلك.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن "أفعال الإدارة الأميركية الراهنة تتعارض مع ما تعلنه"، واضعاً ثلاثة شروط لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، إذ قال إنه "على أميركا أن تقبل أنها مسؤولة عن الوضع الراهن، وأن ترفع العقوبات الظالمة، وأن تقدم ضماناً بأن أي إدارة أميركية مقبلة لن تخرج من الاتفاق كما فعل (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب".
واتهم خطيب زادة الإدارة الأميركية بإيصال المفاوضات النووية السابقة إلى "طريق مسدود في عدة نقاط، بسبب سعيها للحفاظ على تراث ترامب"، قائلاً إن محاولة واشنطن إبقاء بعض العقوبات سيوصل المفاوضات المقبلة إلى طريق مسدود.
تأكيد إيراني لاستئناف مفاوضات فيينا في 29 نوفمبر
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن الولايات المتحدة "لا يمكنها أن تشارك في اللجنة المشتركة للاتفاق النووي قبل أن تتأكد مجموعة 1+4 (أعضاء الاتفاق) من رفع العقوبات"، مشيراً إلى أن مفاوضات فيينا النووية ستستأنف في موعدها المحدد في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وسيترأس نائب وزير الخارجية علي باقري كني فريق إيران التفاوضي في هذه المفاوضات.
زيارة مرتقبة لرئيس فريق إيران التفاوضي إلى عواصم أوروبية
وكشف خطيب زادة عن زيارة مرتقبة لباقري كني إلى عواصم أوروبية، منها الدول الثلاث الشريكة في الاتفاق النووي، فرنسا وألمانيا وبريطانيا، مضيفاً أنه سيجري مباحثات بشأن المفاوضات النووية المقبلة في فيينا.
وأكد أن بلاده "لن تجري أي تفاوض حول قضايا المنطقة" مع القوى الغربية، قائلاً إن الوضع الإقليمي يخص دول المنطقة فقط و"تبحث مع هذه الدول".
إلى ذلك، ربط وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، السبت، في اتصالين هاتفيين مع وزيري خارجية روسيا والصين، الشريكتين في الاتفاق النووي، "التقدم السريع" في مفاوضات فيينا نهاية الشهر الجاري، بأن "تتجنّب الأطراف الأميركية والأوروبية الطموحات، وطرح مطالب عابرة للاتفاق النووي، وضرورة تبني توجه واقعي وبنّاء".
وكانت مفاوضات فيينا النووية قد توقفت يوم 20 يونيو/حزيران الماضي، بعد عقد ست جولات منها، بناء على طلب من إيران، بحجة الانتخابات الرئاسية وانتقال السلطة التنفيذية فيها، قبل أن تتفق طهران أخيراً مع الاتحاد الأوروبي، باعتباره منسق اللجنة المشتركة لأعضاء الاتفاق النووي، على استئناف هذه المفاوضات يوم 29 من الشهر الجاري في فيينا.
وانطلقت مفاوضات فيينا خلال إبريل/نيسان الماضي بشكل غير مباشر بين طهران وواشنطن، بواسطة أعضاء الاتفاق النووي، بغية إحياء هذا الاتفاق، بعد أن انسحبت منها الإدارة الأميركية السابقة عام 2018 وأعادت فرض العقوبات. وقامت طهران من جهتها بوقف جزء كبير من التزاماتها النووية، وأنهت "جميع القيود العملياتية" المفروضة على برنامجها النووي، وطوّرت هذا البرنامج إلى مستويات أعلى مما وصل إليها قبل التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015.
وأحرزت مفاوضات فيينا خلال جولاتها الست، تقدماً وصل إلى صياغة مسودة اتفاق، لكن الجانب الإيراني يؤكد أن واشنطن أوصلتها إلى طريق مسدود بسبب إصرارها على الاحتفاظ بجزء من العقوبات، ورفضها تقديم ضمانات لعدم الانسحاب من الاتفاق مرة أخرى، وكذلك رفضها شرط إيران التحقق من رفع العقوبات عملياً قبل عودتها إلى التزاماتها النووية.