اختتام الجولة الأولى لمباحثات فيينا: إيران تشترط رفع العقوبات الأميركية كخطوة أولى لإحياء الاتفاق النووي

06 ابريل 2021
نتيجة مباحثات الخبراء بشأن رفع العقوبات والمسائل النووية سترفع للجنة المشتركة (الأناضول)
+ الخط -

اختتمت، اليوم الثلاثاء، الجولة الأولى من مباحثات فيينا بين إيران والأطراف المتبقية في الاتفاق النووي (الصين وفرنسا وروسيا وألمانيا وبريطانيا) وممثل الاتحاد الأوروبي، باتفاق أعضاء اللجنة المشتركة على مواصلة المباحثات على مستوى الخبراء، وفي ظل تأكيد إيران ضرورة رفع العقوبات الأميركية كخطوة ضرورية أولى لإحياء الاتفاق النووي.

وأوضحت الخارجية الإيرانية، في بيان، أن اللجنة المشتركة اتفقت على عقد اجتماعين موازيين لخبراء الدول الأعضاء، لإجراء مباحثات فنية حول رفع العقوبات الأميركية والخطوات النووية.

وأضافت أن نتيجة مباحثات الخبراء بشأن رفع العقوبات والمسائل النووية سترفع إلى اللجنة المشتركة، مشيرة إلى أن رئيس الوفد الإيراني عباس عراقجي أكد، خلال الاجتماع، ضرورة رفع العقوبات الأميركية كخطوة ضرورية أولى لإحياء الاتفاق النووي، وأن إيران مستعدة لوقف خطواتها النووية والعودة لتنفيذ كامل تعهداتها بعد رفع العقوبات.

 

مباحثات "بناءة"

ووصف رئيس الوفد الإيراني عباس عراقجي، خلال تصريحات للتلفزيون الإيراني، الجولة الأولى من مباحثات فيينا بأنها كانت "بناءة"، معلناً أن "الجولة الثانية من المفاوضات ستعقد يوم الجمعة المقبل، والمفاوضون سيبقون في فيينا" لعقد هذه الجولة.

وأضاف عراقجي أن مباحثات الخبراء قبل اجتماع الجمعة ستستمر بشأن رفع العقوبات والخطوات الإيرانية في الاتفاق النووي.

 

ونفى المسؤول الإيراني صحة الأنباء عن الاتفاق على الإفراج عن مليار دولار من الأرصدة الإيرانية المجمدة مقابل وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة، مشدداً: "ننفي أي اتفاق حول ذلك".

بدوره، قال مساعد المنسق العام للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، انريكي مورا، إن اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي مع إيران الثلاثاء كان "بناءً".

جاء ذلك في تغريدة لمورا، وهو أيضا رئيس اللجنة المشتركة، عقب ختام الجولة الأولى من المباحثات في العاصمة النمساوية فيينا.

وأضاف مورا أن "اجتماع اللجنة المشتركة كان بناء. هناك وحدة وطموح لتبني عملية دبلوماسية مشتركة مع مجموعتين من الخبراء بشأن التنفيذ النووي ورفع العقوبات".

وزاد "بصفتي منسقا (لهذا الاجتماع) سأكثف الاتصالات المنفصلة هنا في فيينا مع جميع الأطراف المعنيين، بما في ذلك الولايات المتحدة".

وكان اجتماع فيينا بين إيران وبقية أطراف الاتفاق النووي قد بدأ في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف بتوقيت فيينا، بحسب ما كشفت مصادر إيرانية مطلعة لـ"العربي الجديد". 

وأوضحت المصادر أن "مباحثات مكثفة" بين الوفد الإيراني، برئاسة عباس عراقجي، وأطراف الاتفاق على حد سواء استبقت اجتماع اليوم، مشيرة في السياق إلى لقاءات عراقجي مع رؤساء الوفدين الصيني والروسي بعد وصوله إلى فيينا مساء أمس. 

كما أفادت وسائل الإعلام الإيرانية أيضا بأن عراقجي أجرى مباحثات اليوم الثلاثاء، قبيل الاجتماع، مع المدير السياسي للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، الذي يترأس اجتماع اليوم للجنة المشتركة للاتفاق النووي، والذي يعتبر الاجتماع الـ18 للجنة منذ إبرام الاتفاق عام 2015 بين إيران والسداسية الدولية. 

وأكدت هذه المصادر أن رئيس الوفد الإيراني جدد تأكيد موقف طهران خلال مباحثاته الثنائية مع بعض أطراف الاتفاق النووي، داعيا هذه الأطراف إلى "ممارسة الضغط على واشنطن لإلغاء العقوبات"، مع إبداء التمسك بشرط رفع العقوبات بالكامل والتحقق منه قبل عودة إيران إلى تنفيذ تعهداتها.

ويستقر الوفد الإيراني، بحسب هذه المصادر، في فندق "غراند" بفيينا، والذي يحتضن اجتماعات اللجنة المشتركة للأطراف المتبقية بالاتفاق النووي، فيما أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن الوفد الأميركي، برئاسة المبعوث الأميركي للشأن الإيراني روبرت مالي، يقيم في فندق "أمبريال" بالمدينة النمساوية. 

 

وذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن رئيس الوفد الإيراني تعرض لـ"هجوم فاشل" من قبل "أحد العناصر المعادين للثورة الإسلامية"، مشيرة إلى أنه "تم إحباط الهجوم". 

وأفادت "تسنيم" بأن "مجاهدي خلق"، وهي منظمة إيرانية معارضة، ومعارضين آخرين، نظموا تجمعا احتجاجيا أمام الفندق الذي يستضيف مباحثات فيينا بين إيران والأطراف المتبقية في الاتفاق النووي، مشيرة إلى أن السفارة الإيرانية في فيينا "وجهت التحذيرات اللازمة للشرطة النمساوية لضرورة حفظ أمن المفاوضين الإيرانيين". 

إلى ذلك، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، في تغريدة على "تويتر"، تعليقا على تصريحات المبعوث الأميركي لشأن إيران روبرت مالي بشأن ضرورة التوصل إلى اتفاق "أطول وأشمل من الاتفاق النووي" مع طهران، مؤكدا أن "إيران لن تدخل أي مفاوضات لمناقشة مواضيع خارج الاتفاق النووي تحت أي ظرف". 

وغرد شمخاني أنه "بمعزل عن وجود إرادة أو قدرة لدى أوروبا أم لا لإقناع الولايات المتحدة برفع العقوبات بالكامل عن إيران، والعودة إلى تعهداتها المنصوص عليها بالاتفاق النووي، فإن إيران لن تدخل في أي مفاوضات خارج الاتفاق النووي تحت أي ظرف كان". 

وكان مالي قد قال اليوم الثلاثاء، للإذاعة الوطنية الأميركية، إن إدارة الرئيس جو بايدن تسعى إلى "اتفاق أشمل وأطول مع إيران يغطي جميع أنشطتها النووية والإقليمية"، مضيفا أن إصرار طهران على رفع جميع العقوبات قبل عودتها إلى تنفيذ تعهداتها بالاتفاق يعني أنها "غير جادة" في العودة إلى الاتفاق النووي. 

المساهمون